«ما أيسر ردود الفعل الغاضبة»
هكذا تحدث مرسي عن الإعلام.. فبعوضة السلطة التنفيذية تتصور أن بإمكانها إخراس من ينتقدها.
يزعجكم الإعلام.. «قل موتوا بغيظكم».
الإخوان مقتنعون بأن «كله بسبب الإعلام»، لكن إذا كان الإعلام بهذا التأثير الآن «فلماذا اختارهم الملايين بعد سنوات التشويه الإعلامي المنظم؟».
شيئًا ما تغير على الأرض فأصبح الإعلام الآن يؤثر فيهم..«فما الذي تغير؟».
أنا (1)
«أنا عارف كويس قوي مين بيقول إيه إزاي علشان إيه؟» الرئيس محمد مرسي متحدثًا عن الإعلاميين المصريين.
تصفيق حار.
عارف (2)
تقول مساعدة الرئيس باكينام الشرقاوي «تسليط الأضواء على أحداث العنف يعطي صورة أننا أمام حالة عدم الاستقرار».
مستشارة الرئيس تتبع مع الإعلام نظرية تعرفها كل ربة منزل مهملة «خبي الزبالة تحت السجادة لأن عندنا ضيوف».
الرئيس «عارف» عن الإعلام.. بينما الرئاسة لا تريدك أن تعرف من الإعلام.
مين؟ (3)
عندما يتردد سؤال «مين» عن الإعلام يخطر في بال الرئيس شاشات السي بي سي وأون تي في.. كيانات عملاقة وأشرار يدخنون السيجار فرحين بتشويه المشروع الإسلامي الجميل.
هو لا يضع في ذهنه أن الأخطر هو الإعلام البديل.. رغم أن أكثر البرامج إزعاجًا للإخوان هو برنامج باسم يوسف الذي بدا كمجرد برنامج ساخر على الإنترنت.
مواقع التواصل الاجتماعي تنام وتصحو على السخرية من الإخوان، ومحاولات التنظيم للسيطرة على هذه المواقع من خلال اللجان الإعلامية التي نظمت صفحات «نبض الإخوان» أو «إحنا شباب الإخوان إعرفنا صح» أو مجموعة صفحات لفتيات غير محجبات يتصادف أن جميعهن ليس لهن سوى صورة واحدة وبدون دوائر أصدقاء فشلت تمامًا كاللجان الإلكترونية للحزب الوطني.
أما أعضاء التنظيم فهامشيون في الإعلام البديل.. يتصورون أن مارك زوكربيرج أسس «فيس بوك» ليسهل ليبرروا .. فتفرغوا لخطاب يتفاخر بالثقة في القيادة هو في ذاته مادة عظيمة للسخرية على مواقع التواصل.
فرد الإخوان أجبن من أن ينتقد تنظيمه علنًا على مواقع التواصل الاجتماعي.. ومن يجرؤ تلاحقه اتهامات العمالة لأعداء المشروع الإسلامي، فينقلب منزعجًا من تقرب إخوانه إلى الله بالغباء، لذلك يتحول أنصار الإخوان على «فيس بوك» إلى معسكر «أعداء الدعوة» يزداد يوميًا.
هذا يناقض فكرة أن المشروع الإسلامي ينتصر بالعقل.. صدقني الأمر يغيظهم كثيرًا.
بيقول إيه؟ (4)
الرئيس يعرف الإعلاميين «بيقولوا إيه»، كما يعرف أن الإعلام لدى الإخوان هو الدعاية.. لذلك فإعلامهم كله قطاع عام ملك للدعوة، حيث لا مجال ليبدع فرد، ولكن أن ينفذ.
هم حريصون على الالتزام بالثوابت.. حيث نقد القيادة يزلزل الصف المسلم.
الفضائيات المنحازة تستضيف إسلاميين ليدلوا بآرائهم، «لماذا؟»، لأنها ببساطة فضائيات.. فحتى الإعلام المتحيز لا يمكن أن يتجاهل أن هناك طرفًا آخر، أما قنوات الإسلاميين فمُغلقة على المؤيدين وجمهورها هم فقط أنصارها فقط.. هي ليست إعلامًا أصلا.
إزاي؟ (5)
«إزاي» يقولون في الإعلام هي أكثر ما يضيق الرئيس، فالآخرون يعرفون «إزاي»، بينما الإخوان لا.
فالتنظيم معه سلطة ومال، لكنه غير قادر على إنتاج إعلام منافس.. لا فضائية ناجحة ولا فيلم سينمائيًا جماهيريًا ولا حتى فيلم كارتون عن شخصية إسلامية.. إعلام الإخوان فشل في مجرد إنتاج وثائقي ناجح عن «البنا» أو «قطب».
حتى الإبداع الفردي ليس لأنصار التنظيم منه نصيب فليس هناك روائي أو كاتب رأي مبدع من التنظيم.
قال لي زميل يحب الإخوان عن باسم يوسف:
ــ عمل الشويتين بتوعه في أول حلقة.. ليمثل أنه قادر على انتقاد الجميع.. ثم بدأ الهجوم على الإخوان.
الزميل نفسه عاش في دور «عفاف المؤدبة»، عندما سألته هل يمكن لبرنامج كوميدي إخواني أن يسخر من خطأ ارتكبه المرشد.
تحدث عن تحريم السخرية.. آه وحياتك تحدث عن تحريم السخرية.. من ينشر عشرات الفيديوهات السمجة التي تنتقد «باسم سوستة وحمضين والبردعة» تذكر تحريم السخرية مرتعشًا عندما حدثته عن انتقاد قياداته.
الحقيقة أن الإعلام هو «الشويتين دول».. كي لا تكون مجرد إعلام موجه متخلف.
يقال إن المنتصر هو من يكتب التاريخ.. ربما.. ولكني أعتقد أن الرواية التي ستبقى عما حدث سيكتبها مبدع.
اطمئنوا.. نحن من سيكتب التاريخ فليس بينهم من يكتب.
علشان إيه (6)
الرئيس يشكك في نوايا الإعلاميين والتنظيم يهتف في المظاهرات الشعب يريد تطهير الإعلام.
ومن يتحدثون عن تطهير للإعلام يقدمون البديل نور الدين حافظ وإخوان أون لاين.. فالتنظيم يعلم أنه عاجز إعلاميًا وسيظل عاجزًا إعلامًا.. والأسلم له أن يدعو لتطهير الإعلام ليتخلص من أعدائه بدلا من الحديث عن استقلال الإعلام، سواء عن الدوله أو لصياغة قواعد لتكون السياسات التحريرية مستقله عن رأس المال.
أفراد الإخوان يطالبون صراحة بالغلق.. وبغبائهم الصراع تحول لشخصي، فكل صحفي وإعلامي يبذل جهدًا حقيقيًا و«يجود» في الهجوم على الإخوان ليسحق من يرغبون في سحقه.. وكثيرًا ما يكون ليس للأمر أدنى علاقة بسياسات المؤسسات الإعلامية.
وحتى هذه اللحظة لم يدرك الإخوان أن الإعلاميين يحتقرون جنديتهم وثقتهم وطاعتهم.. والقطيع ما زال يتخيل أن بلال فضل ويسري فودة ومحمود سعد وريم ماجد ممولون للهجوم عليهم لا أكثر ولا أقل.
فهم المشكلة أول خطوات العلاج.. والخبر الجيد أن التنظيم لا يفهم.
تصفيق حار (7)
عندما انتهى الرئيس من عبارته التافهة دوت القاعة بالتصفيق.. فالإخوان يريدون استقطابًا، حيث كل من معهم يصفق على أي شيء، وسيدفعون الثمن استقطابًا، حيث كل من ليس معهم يشوه كل شيء.
رابط تمت الإشارة إليه:
فيديو الرئيس: «أنا عارف كويس قوي مين بيقول إيه إزاي علشان إيه؟»
http://www.youtube.com/watch?v=e2M8IWYKQD4