الاكتشاف السادس: لما كانوا هم على بينة من ربهم، وأصحاب المشروع الإسلامى الذين صبروا على الإيذاء، فمن الطبيعى أننا سنصير مواطنين درجة ثانية إذا تم التمكين لهم. لقد كنا مواطنين درجة ثانية فى النظام السابق باعتبار النفوذ. واليوم سنصبح مواطنين درجة ثانية باعتبار أننا لسنا متدينين بما يكفى! (وكأنهم حكمٌ على ذلك!).
الاكتشاف السابع: الدفاع عن أخطاء الجزء من الدولة الذى تم الاستيلاء عليه وإخضاعه لنفوذهم (كالحكومة مثلاً)، فتراهم يدافعون عن السد الإثيوبى بحماس يفوق حماس الإثيوبيين. فى الوقت نفسه يتم مهاجمة الخارجية المصرية حين تم استدعاء الشرطة السعودية لمواطن مصرى أساء الأدب فى القنصلية المصرية هناك، وتوعدوها بالتطهير. والسبب طبعاً أن الخارجية المصرية لم تقع تحت ضرسهم بعد.
الاكتشاف الثامن: غياب الكوادر الفنية والإدارية اللازمة لإدارة دولة بحجم مصر. ولعلنا مشتركون فى الخطأ حين غلبنا الأمانى وانتخبناهم ونحن نعرف أنهم بلا خبرة عملية بعد أن نحّاهم النظام السابق عن إدارة الدولة واكتساب الخبرة.
الاكتشاف التاسع: نجاحهم المدهش فى تحويل أنصارهم إلى أعداء!! لم ينجح مرسى قطعاً بأصوات الإخوان الذين لا يزيد عددهم تنظيمياً على المليون ولكن بأصوات المتعاطفين. وبرغم ذلك يتعالون علينا ولا يبالون بفقدنا الواحد تلو الآخر، دون الاعتبار لمبارك الذى استخف بالمعارضة (خليهم يتسلّوا)! فما سر فتنة السلطة التى تُغيّب العقل إلى هذا الحد المدهش؟!
الاكتشاف العاشر: لا أمل أن ينظروا بعين الإنصاف للانتقادات الموجهة إليهم، ويقولوا نحن أخطأنا. سوف يبحثون عن أى نقطة ضعف أو يهاجمون شخص المنتقد لإضعاف تأثيره. ببساطة هم لا يخطئون أبداً، ونحن إما كارهون للمشروع الإسلامى (هكذا!!) أو خدعنا الإعلام. لا يوجد احتمال أن يكون الخطأ منهم.
ويبقى أن أوضح سر دفاعى عن الإخوان سابقاً وسكوتى عن أخطائهم حتى اعتبرنى البعض خلية إخوانية نائمة؟ الجواب ببساطة كالتالى: ١- وجود بعض الفاسدين فى جبهة المعارضة، الآكلين على كل الموائد، الذين لا يشرفنى التواجد معهم فى معسكر واحد٢- كثرة الأخبار المكذوبة على الإخوان، والتربص بهم ولو بالباطل، دفعنى ذلك إلى شعور التعاطف مع المظلومين، وكان هذا خطأ فادحا من المعارضة لأن أخطاء الإخوان تكفى وزيادة. ٣- غلبة حسن الظن، وأن من خدعنا بالله انخدعنا به، وتصورى أن من مصلحتهم القيام بالبلد، إن لم يكن لأجلنا فلأجل أنفسهم. ٤- وجود أخطاء قاتلة فى معارضيهم، كإصرار القضاة على توريث أبنائهم المهنة فى بلد نشبت ثورة للحيلولة دون توريث ابن الرئيس. ولم يبد حتى الآن ما يشير إلى عزمهم وقف هذه المظالم.
وأخيراً أدعو الله تعالى ألّا أكون قد ظلمتهم. أنا لن أستفيد شيئاً من انتقاد الإخوان، وسأستفيد كل شىء من صلاحهم، وأؤكد أنه ليس معنى انتقادى إياهم أننى أشيطنهم أو أخوّنهم أو أشكّك فى وطنيتهم وحبهم لبلادهم، ولكن أهدى لهم أخطاءهم (ومن منا بلا خطايا!!)، وأدعو لهم- ولنفسى- بالهداية، وأمرنا وأمرهم إلى الله تعالى.
وخلاصة كل ما سبق: لا تنتظر من المؤمن الفخور المتعالى أن يحقق مراد الإسلام، فالخير كل الخير فى النفس اللوّامة.