عندما تبدأ إثيوبيا النهضة «بسد»، ونفشل نحن فى الاتفاق على مشروع «نهضة» «بجد»، عندما لا تهتم إثيوبيا بالتفاوض معنا قبل بناء «السد» باعتبارنا دولة «المصب»، وتضرب «بالاتفاقية» عرض «السماء» و«الأرض»، ونضرب نحن «لخمة» ولا نَعْرِف «رد»، عندما يقول الإخوان إنهم يحملون «الخير» لمصر، وبعد عام لا نرى بصيص «ضوء»، وعندما لا يعترف «الإخوان» بأخطائهم «الفادحة»، وخبرتهم «الضيقة»، وحيلتهم «الضعيفة» ويكتفون بإيجاد «مبررات» لاتهام الدولة «العميقة».
على هشاشتها- بعرقلة «النهضة»، واتهام مؤسسات الدولة والقضاء والإعلام والمعارضة بحياكة «مؤامرة»، وعندما يستغنى الرئيس عن الاستماع إلى المعارضين، أو يدعوهم إلى حوار ودن من «طين» وودن من «عجين»، مكتفياً بفريقه دون الآخرين، وعندما يكتفى المعارضون بالطعن على نية «الإخوان»، بينما النيات لا يعلمها إلا الله، ولا يقدمون «بدائل» أو «حلولاً»، ويصرون على تخوين «الإخوان» تاريخياً، مستندين إلى تصرفات، إن صحت، فهى لإخوان سابقين، وعندما تُشيع المعارضة أن الإخوان لم يكونوا من «الثورة»، وإنما التحقوا بها بعد «فترة»، وينسون أن الثورة بدأت بمطالب واحتجاجات، وأن الميدان كاد ينفض مساء يوم 1 فبراير، وصباح يوم 2 فبراير بعد خطاب الرئيس السابق، لولا «تصعيد» الإخوان خشية أن يُنكل بهم بعد انفضاضه، عندما ينسى الجميع أن الاحتجاجات ما كانت لتتحول إلى «ثورة» إلا بعد أن استجاب الشعب للتصعيد، فنزل من كل فجٍ عميق، عندما نرى معارضين يدعون «الجيش» إلى «النزول» وهم يعلمون أن النظام القديم كان نظاماً «عسكرياً» فى حقيقته، «بوليسياً» فى أدائه، «مدنياً» فى مظهره، وأن شرعية الرئيس السابق، كانت مستمدة من «نصر أكتوبر» المجيد، وأنه لم يتنحَ إلا بعد أن طلب منه «مجلسه العسكرى» ذلك، بعد أن أمهلوه، وفشل فى احتواء «الأزمة»، وقد سبق أن شاهدوا بأعينهم كيف سيطر الجيش على مقاليد الأمور، يوم خر الرئيس السابق مغشياً عليه فى أحد المؤتمرات، وكيف تم إبعاد رئيس السلطة التشريعية، ورئيس الوزراء، ووزير الداخلية، عندما يقع فى روع بعض الثوار الذين بدأوا الاحتجاجات أنهم «فرطوا» فى حقهم فى حكم البلاد دون «انتخابات»، وكأن مصر جزيرة أو دويلة يحكمها من يستقر فى «الميدان» الأول، أو كأنهم قاموا بانقلاب مسلح ضد النظام، وانتصروا عليه بالقوة، وعندما يتهم الإخوان والثوار خصومهم السياسيين وأكثر من نصف الشعب بأنهم «فلول»، ومنهم من كانوا دعاة «إصلاح»، ودعاة «تغيير»، وأصحاب مبادئ، حتى دعاة الدين من «السلفيين» المعتدلين لم يسلموا من هذا الوصف - الذى فقد معناه- على سند أنهم كانوا يُحَّرِمون الخروج على حاكم البلاد، عندما يتهم «ربع» الشعب الإخوان بأنهم «خائنون»، ويتهمهم الربع الثانى بأنهم «كاذبون»، ويتهمهم الربع الثالث من «المدنيين» بأنهم يحملون «الخراب» لمصر، وعندما يتهم أكثر من نصف الشعب «السلفيين» بأنهم «جاهلون» و«مراؤون»، والبعض يتهمهم بأنهم «إرهابيون»، وتتحول الخلافات السياسية إلى سباق غير شريف فى المزايدة والتخوين فى «السياسة» و«الدين»، وعندما يُمَرر الدستور«بليل»، ويُعتدَى على «القضاء» وعلى «الإعلام» «بالنهار»، وعندما يصبح «الانتماء» هو المؤهلات، وعندما تغيب «العدالة»، ويسود «الانتقام»، وعندما يعجز الرئيس- بعد كل ذلك- عن إصدار «ميثاق» ينال الرضاء العام، يؤدى إلى التوافق على كل «الأمور» المختلف عليها، ليصبح أساساً لمصالحة وطنية «ضرورية»، ويصبح التمزق داخلياً، والتقزم خارجياً هو المصير المحتمل، يسكت الكلام الذى ليس له «غرض» إلا «الوطن»، «زهقاً» من التكرار.