كتبت- غادة عاطف:
قالت صحيفة الواشنطون بوست إنه بعد أسبوع من اختطاف الجنود السبعة المختطفين على أيدي المتشددين في سيناء، احتفل الرئيس محمد مرسي بعودة الجنود في القاعدة الجوية بالقاهرة حيث نسب الفضل في إنقاذهم للتعاون بين الحكومة والجيش, لكن قادة القبائل البدوية وسكان القرى التي تقع شمال سيناء قالوا أن حكومة مرسي عاجزة ولم تفعل الكثير لإنقاذ الجنود.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن قادة القبائل البدوية والتي تشكل الأغلبية في المنطقة هم من قادوا المفاوضات لحل أزمة الرهائن خوفاً من تأثير ذلك على علاقتهم مع الجيش, والذي يراه البدو مركز السلطة الأقوى من الحكومة, مشيرة إلى أن البدو يقولون إن الجيش يتجاهل عمليات التهريب ونشاط المتشددين هناك طالما لا يتخطون حدودهم مع الجنود والذي تخطاه المتشددون هذا الشهر.
ونقل التقرير عن حسن منيعي زعيم قبيلة السواركة والذي توسط للإفراج عن الجنود المختطفين بين الجيش والسلفية الجهادية, قوله إن استمرار عجز مرسي في السيطرة على سيناء أدى إلى زيادة العنف والأحداث الخارجة عن القانون والتي كانت أيام حكم مبارك من اختصاص الجيش والمخابرات.
وأضافت الجريدة أنه وفقاً لاتفاقية السلام كان محظوراً تواجد الأسلحة ومعدات الجيش في سيناء، وكانت وزارة الداخلية والمخابرات تقوم بالقبض التعسفي على الكثيرين في سيناء، لكن خلال ثورة 2011 طارد رجال القبائل المسلحين الشرطة في كل سيناء، ومنذ ذلك الحين لم يكن هناك وجوداً ملموساً سوى للجيش وإن كان محدوداً بعض الشيء. وفي هذه الأثناء ارتفعت معدلات العنف من الهجوم على مراكز الشرطة وخطف السائحيين واطلاق صورايخ على إسرائيل. ويشير التقرير أن تلك الأفعال من المتشددين المتجذرين في القبائل البدوية ناتج عن غضبهم من الدولة المصرية.
وأضاف التقرير أن مرسي وجماعة الإخوان المسلمون رأوا أن الطريق للتغلغل في سيناء ببث الوعود من تطوير سيناء للمساواة بين البدو وباقي الشعب في الحقوق، حيث يعاني البدو منذ وقت طويل من التمييز والتهميش والتجاهل مما دعاهم للتهديد بالمزيد من الاضطرابات.
وقال المنيعي وبعض قادة القبائل إن مرسي لم ينفذ من وعوده شيء وأنه غير قادر على فعل أي شيء وفي النهاية فإن قادة القبائل يرون أن الجيش شوكته ووجوده أقوى بكثير من وجود مرسي في سيناء.
وقال منيعي أنه اجتمع باثنين من قادة الجيش واثنين الخاطفين التابعين للسلفية الجهادية في بيته، وأنه تكلم على انفراد مع الخاطفين بأن يضعوا قبيلتهم "السواركة" في الاعتبار حيث أنها تدير عصابات التهريب المربحة بين سيناء وقطاع غزة, مؤكداً أن أضرار تلك الحادثة ستفوق فوائدها.
وقال أبو أشرف أحد القادة المهمين بقبيلة السواركة إنه "إما أن تقوم الحكومة المصرية بالسيطرة على سيناء بيد من حديد" أو تتركها للفراغ الأمني" وأضاف أبو أشرف أن " الاختطاف والهجوم على مواقع الجيش ستستمر حتى تسلم الحكومة الحكم الذاتي للبدو، كما أن هذا الحادث يعتبر البداية وليس النهاية".
وأضاف التقرير أن قادة القبائل يقولون أن الشباب الفقير والمحبط في المنطقة يتأثرون بشكل متزايد بنداءات المتشددين للجهاد الذي يديرون الآن سيناء مع تدخلات ضئيلة من الدولة. وأضاف التقرير أن السلفية الجهادية قد كثفت عمليات تجنيد الشباب مؤخراً.