لله در الموقعين، أنا الموقع أدناه، أنا المتمرد أدناه، أنا من ضيّع فى الأوهام عمره، أنا أستفيق، مارد خرج من القمقم، أكبر حزب سياسى مصرى يغادر الكنبة، يتحرك، يطلب حقه المهضوم، احذروه، لا تقطعوا عليه الطريق، سيجرف ما يعترضه، وسيفرض إرادته على الجميع، حكاماً ومعارضين، الكلمة القادمة لحزب الكنبة، هو من سيقرر من يحكمه، ومن يتكلم باسمه، حزب الكنبة صبر كثيراً على ما يأفكون، صبر جميل والله المستعان على ما تصفون. وفعلتها «تمرد»، ومدت يدها إلى حزب الكنبة تستنهضه، وتشد من عزيمته، وتحرره من أغلال اليأس والقعود والقنوط، حزب الكنبة وقَّع على وثيقة الحرية «تمرد»، حزب الكنبة الذى ظُلِمَ ظُلْم الحسن والحسين يتمرد على واقعه الأليم، يوقع بالأحرف الأولى على الخروج الكبير، «تمرد» تخطو نحو قصر الاتحادية مدفوعة بملايين من حزب الكنبة يشكلون حائط صد منيعاً، ظهير بشرى ثائر غاضب، يرنو إلى يوم الخلاص مما نحن فيه، مما هم فيه، حزب الكنبة يحمل تمرد الصغيرة فوق أكتافه، تشرئب الأعناق تنظر يوم الخلاص، يرونه بعيدا ونراه قريبا بإذن الله. إنهم يوقعون فرادى وجماعات، شيوخا ورجالا، ونساء وصبايا البلد، سيبك من توقيعات الفضائيات، وتوقيعات التصاوير، وتوقيعات الاستهلاك السياسى كله يركب موجة تمرد، وكان يستخف بها، ويبخل عن توفير الغطاء السياسى لشبابها، هناك من السواد الأعظم من يوقّع باسم الله الرحمن الرحيم، وكأنه يوقع وثيقة الخلاص من الذل والإهانة. «تمرد» باب الخروج من قبو الأهل والعشيرة، اختزلوا شعبا طيب الأعراق فى جماعة مارقة عاشت فى كهوف مهجورة، تصحَّرت نفوسهم، صارت صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، جفت ينابيع الرحمة والعدل، صاروا سدنة جبروت يهدد الآمنين، ويتوعد المتمردين، ويتنصت على الإعلاميين، ويلوّح بالعصا لمن عصى، ويسجن أطفالا فى عمر الزهور فى أقبيته المسحورة، ذات الأسماء المكروهة، «سجن العقرب»، وما أدراك ما سجن العقرب، زنازين قُدّت من صخر صوان، غيابات الجب الإخوانى، الخارج منه مولود، الداخل إليه مفقود إلا من رحم ربى. حزب الكنبة يوقِّع كما لم يوقِّع من قبل، يبصم بالعشرة على موعد محتوم، يوم 30 يونيو العصر أمام القصر، التوقيع يعنى خروجا، التوقيع فعل أمر بالخروج، حزب الكنبة يودع المفعول به، صار فاعلا، لا ينتظر توقيعات من أهانوه سابقا، وسيهينونه لاحقا لو تمكنوا، هم والإخوان سواء. عاديون محترمون، يعانون عنتا، يوقعون، يتمردون، لم يرحمهم من فى الحكم، ولا من هم فى المعارضة، سيان، يمعنون فى إهانة أهليهم ويتعمدون، وحزب الكنبة صابر على جاره السو.. إما يرحل يوم 30 يونيو، أو تأخذه داهية، حزب الكنبة عندما يقرر الخروج سترون عجبا، آهة كبيرة تخرج من الصدور المخنوقة، ستزلزل الأرض من تحت أقدام من تجرى من تحتهم الأنهار. لن يحول بينهم وبين الخلاص عبثيات سياسية، ولا تنظيرات فضائية، ولا تنويعات إنقاذية، ولن ترهبهم مليونيات الرحمن الرحيم ورابعة العدوية، سيخرجون بعد أن لعقوا الصبر جبالا، حزب الكنبة لم يعصروا على أنفسهم ليمونا، ولم يختاروا العياط، ولم يمتثلوا للشاطر، اكتفوا بمشاهدة عرائس الماريونت ترقص حول العياط، فراشات ملونة، تجتذبها رائحة جماعة ماء السماء الطهور، سيعاقب حزب الكنبة كل من باعه بضاعة فى سوق النخاسة.
حزب الكنبة وقَّع على وثيقة الحرية «تمرد»
مقالات -