لم يترك الإخوان أى مؤسسة فى الدولة.. إلا واعتدوا عليها.. وخربوها.. أو يحاولون تخريبها.
لم يسعوا إلى إعادة بناء أو إعادة هيكلة، إنما اعتداء سافر على تلك المؤسسات.
بل حافظوا على المؤسسات الفاسدة التى تساعدهم على التمكين.
فحافظوا على وزارة الداخلية بنفس أدائها خلال نظام العادلى ومبارك، ورغم أنهم هم من طالبوا بإعادة هيكلتها بعد الثورة مثل كل القوى السياسية والثورية.. فإنهم وبعد أن نجحوا فى اختراق الوزارة أتوا برجالهم على رأس كل الإدارات، بما فيها الأمن الوطنى، بفضل اللواء محمد إبراهيم، الذى حوّل الداخلية إلى فرع من مكتب الإرشاد.
ونجح وزير الداخلية فى جعل الشرطة ميليشيات للإخوان للاعتداء على الناشطين وسحلهم بعد أن تم فضح الإخوان وميليشياتهم فى أحداث الاتحادية فى اعتدائهم وتعذيبهم للناشطين المحتجين سلميا أمام قصر الرئاسة وبإشراف رئيس ديوان رئيس الجمهورية، بل وصل تأثير محمد مرسى شخصيا على النيابة والقضاء واعتبار المعتدى عليهم والذين تم تعذيبهم متهمين.
ناهيك بممارسات الداخلية التى استعادت فيها ممارسات داخلية العادلى، من التعذيب الممنهج فى أماكن الاحتجاز.. وعودة زوار الفجر وإلقاء القبض على النشطاء وترصدهم.. وقتلهم.. وكله بإشراف الإخوان وبأوامرهم.
وحافظوا على مؤسسة الرئاسة.. وجرى تحويل موظفيها من تابعين لمبارك إلى تابعين للإخوان.
بل زادت حراسات مرسى فى تحركاته.. وزادت سيارات مواكبه.. حتى فى صلاته.. وكل ذلك يكلف ميزانية الدولة مزيدا من الأموال «المهدرة».. فى الوقت الذى يطالب فيه محمد مرسى وجماعته المواطنين بالترشيد بوقف غسل الملابس فى الغسالات الكهربائية!
واستطاعوا النفاذ إلى مؤسسات أخرى، وغيروا مسؤوليها بمسؤولين تابعين لهم.. مسؤولى السمع والطاعة. وليس مهما عندهم الخبرة أو الكفاءة وكل ما يهمهم الولاء.. ووزعوا تلك المناصب على الأهل والعشيرة والمؤلفة قلوبهم والانتهازيين الذين يستطيعون توفيق أوضاعهم مع أى نظام (!!).
وهم يحاولون الآن السيطرة على وزارة الثقافة من خلال شخص مجهول فضلا عن انعدام ثقافته السياسية.. وإنما هو من الشخصيات الانتهازية التى تتقرب إليهم.. فإذا به يدمر الثقافة المصرية التى هى سفير مصر فى دول العالم.. والتى تجعل شعوب العالم تحترم المصريين وتقدرهم.. وتمثل الدبلوماسية الناعمة التى يمكن بها حل مشكلات كثيرة مع دول الجوار وغيرها.
لكن الإخوان ومعهم مرسى لا يفهمون ذلك.
ويصرون على الجهل والغباء فى التعامل مع قضايا مصر القومية.. والأمن القومى.. وإذا بهم يغرقون البلاد فى أزمات يصعب حلها.. ولعل نموذج سد النهضة الإثيوبى دليل على فشلهم الذريع.. وجهلهم بمصر.. وأن البلاد أكبر منهم.. فما زالوا يصرون على التنظيم السرى.. هكذا تربوا وتعلموا على السمع والطاعة لقيادات التنظيم التى ليس لها أى كفاءة أو خبرة فى التعامل مع دولة كانت كبيرة مثل مصر.. وجعلوها دولة صغيرة.. ويقزمون دورها!
وقرروا الاعتداء على المؤسسات الممانعة.. التى ترفض السمع والطاعة.. وعلى رأسها مؤسسة القضاء.. وذلك بعد أن نجحوا فى جذب مجموعة استغلال القضاء إلى الجماعة، ليتحولوا إلى ترزية ورأس الحربة.
أتوا بنائب عام خاص.
يريدون القضاء على المحكمة الدستورية.
يريدون السيطرة على المحاكم.
يريدون أن يستبدلوا بأعضاء النيابة محامين من الإخوان!!
يريدون فرض قانون سىئ السمعة على القضاء من أجل تنفيذ مذبحة القضاة!
ولم يتوقفوا عند القضاة فقط، وإنما اتجهوا أيضا إلى منظمات المجتمع المدنى.. للقضاء على المنظمات المستقلة التى تكشفهم ويستعيضون عنها بجمعياتهم.
إنهم لا يسعون إلى البناء.
بل يسعون إلى الهدم.
فهم يحاربون ضد المصريين.
ويستخدمون كل أنواع الأسلحة من الكذب والتضليل من أجل مصالحهم الشخصية فقط.
الشعب يريد الخلاص.