حينما يتم اختيار أى مسؤول فى موقع ما فإن الفحص والتدقيق يسبقان صدور قرار تعيينه، وإذا كان هذا المسؤول وزيراً فهناك محاور ثلاثة لابد من مراعاتها: الأول هو المحور السياسى والثانى هو المحور الإدارى والثالث هو المحور التخصصى الفنى.
لأن كل وزير عضو فى الحكومة، فمن البدهى أن يكون لديه حس سياسى عال لأنه يعبر عن مؤسسة سياسية رفيعة المستوى وهى الحكومة. والسياسة فى أبسط معانيها هى القيام بالأمر بما يصلحه، وعلى ذلك فلابد أن تكون خطوات أى وزير محسوبة بدقة، حتى تؤدى إلى الإصلاح المطلوب. وفى تعريف آخر للسياسة نجد أنها «فن الممكن»، فقد يكون أمر من الأمور صحيحاً لكن قد لا يمكن تنفيذه بسبب ظروف طارئة أو أحوال غير مواتية، فالحكمة تقتضى آنذاك التأجيل المؤقت حتى تتوافر أسباب النجاح. وفى رؤية ثالثة للسياسة ما قاله الخليفة المؤسس للدولة الأموية معاوية بن أبى سفيان: «لو كان بينى وبين الناس شعرة ما انقطعت، إذا شدّوها أرخيت وإذا أرخوها شددت». مؤدى ذلك أن يُبقِى كل مسؤول وسيلة الاتصال بكل الناس مفتوحة ولا يعمل على إغلاقها أبداً.
أما المحور الإدارى فيستلزم أن تكون هناك خطة ذات أهداف واضحة ومراحل تنفيذ معلومة وفريق عمل منفذ تتم متابعته لتصحيح أى خطأ أو خلل، حتى يتم الإنجاز الذى تهدف إليه الخطة. ولابد لكل مسؤول أن يلم بهذا المعنى الإدارى، وتزداد أهمية هذه الأمور إذا كان المسؤول وزيراً. أما المحور التخصصى الفنى فمعناه أن يكون المسؤول أو الوزير ملماً بمفردات المجال - أو المجالات - الذى تعمل فيه أو فيها مؤسسته أو وزارته. ومن المفهوم أن الجزء الفنى والتخصصى عند كل وزير يتم استكماله بفريق من المتخصصين الذين يعملون داخل المؤسسة والوزارة.
وفق هذه المفاهيم فإنه لا يمكن الاستغناء أو التقليل من المحور السياسى أو الإدارى عند كل وزير، وربما يتم التساهل الجزئى فى المحور الفنى ويستعاض عنه بفريق المتخصصين الفنيين الذين يشكلون وحدة متكاملة مع الوزير الذى يرأسهم.
إذا طبقنا هذه المعايير على وزارة الرى والموارد المائية فإنى أرتضى حكم الجماهير على أداء الوزير والوزارة فى المحاور الثلاثة المتصلة بمياه النيل وما يتصل بها من إقامة سد هنا أو هناك قد يؤثر على الحصة المائية أو الطاقة الكهربائية التى تحتاج إليها البلاد.
وقل مثل ذلك أيضاً على وزير الثقافة الذى ما إن جلس على كرسى الوزارة حتى امتلأت بالزوابع، واصطف كثير من المثقفين فى مواجهة الوزير.
فيا أيها المثقفون تعاملوا معه بما ترونه مفيداً فى تقدم الثقافة ورقيها، ويا وزير الثقافة عليك أن تستحضر المحاور الثلاثة السياسية والإدارية والفنية. فإن فعلت ذلك فعسى أن تنجح، أما إن لم يكن عندك رصيد من هذه الأمور الثلاثة فأين إذن سبيل النجاة والنجاح؟!.
ويا كل الوزراء كونوا ثلاثيى الأبعاد ولا يتُه منكم محور منها.