
وقال نادر: "المتابع للسينما الإيرانية سيشهد حضور البعد الديني بشكل كبير ليس في مقدمة التريلر التي تبدأ غالباً بالبسملة فحسب وإنما في بعض المشاهد التي تعطي انطباعاً عن ارتباط الرجل الإيراني بدينه ، وهذا كله يرجع إلي أن السينما الإيرانية ظلت حتى منتصف السبعينات تنتج أفلاماً ذات مستوى فني عالي، لكنها بدأت بعد ذلك في التراجع حتى قيام الثورة الإيرانية، بقدوم الثورة عام 1978، تغير الحال تماماً، فقد كانت النظرة العامة للسينما هي أنها رمز من رموز نظام الغرب، ونتيجة لذلك تم إحراق أكثر من 180 دار سينما".
وأضاف: " لقد أدت هذه الظروف، إضافة إلى الرقابة الصارمة التي تفرضها الدولة على الأفلام التي لم تكن ذات حدود واضحة، إلى اختفاء النساء من المشهد السينمائي تماماً، وعلى الرغم من هذا، فقد تم إنتاج بعض الأفلام المتميزة في بداية الثمانينات وإن كانت هذه الأفلام قد حظر عرضها داخل إيران".
وقال عدلي :" أرى أن هذا التاريخ وهذا الإصرار على الاستمرار في الإنتاج رغم الظروف الحالكة ومحاولة التحايل على الرقابة الصارمة قد خلقت نوعا من السينما ذات ملامح خاصة وأعطتها هذا التميز الذي أوصلها إلى المكانة العالمية التي تحتلها الآن، الذي بدأ تحديداً منذ التسعينات، ولكن ان تطبق هذه التجربة الايرانية داخل مصر امر شبه مستحيل لان الشعب المصري شعب وسطي يعشق الوسطية في كل شئ ومثلما يعشق الوسطية فهو يكره التشدد والانفتاح ولذلك فلا تصلح السينما الايرانية في مصر إطلاقاً.