كل الخبراء يؤكدون أن ما تفعله إثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق أحد روافد نهر النيل لبناء سد النهضة كارثى وسيؤثر على حصة مصر من المياه ومواعيد وصولها.
وقد سعت كل الحكومات السابقة لوقف هذا المشروع لخطورته.
لكن يبدو أن النظام هنا غائب تماما عن تلك القضية الخطيرة التى تهدد البلاد.
فلا رئيس الجمهورية مهتم أو اهتم.
ولا رئيس الحكومة اهتم.
ولا حزب الإخوان اهتم.
وهذا يدل على فشلهم فى إدارة البلاد وأن سياساتهم ستُغرق البلاد.
فتخيلوا أن محمد مرسى كان فى إثيوبيا وبعدها بساعات تقرر الحكومة الإثيوبية تحويل مجرى النهر!
فماذا فعل محمد مرسى فى إثيوبيا؟
لم يفعل سوى الفشل وأطلق بعض التصريحات «الفاضحة» والخايبة فى لقائه أعضاء الجالية المصرية هناك.
وإذا بالحكومة الإثيوبية تحتقره بل إنها قدمت موعد تنفيذ المشروع وبدأت فيه مبكرا لإهانة محمد مرسى ونظامه الحاكم أمام المصريين وأمام العالم كله.
وحدِّث ولا حَرَج عن موقف هشام قنديل الذى يثبت كل يوم أنه غير جدير بأن يكون رئيسا لحكومة مصر وكان الأَوْلَى به أن يكون سكرتيرا فى مكتب الإرشاد كما يفعل الآن.
فالرجل مغيَّب تماما.
ليس له أى رؤية أو خبرة أو عمل أو مشروع أو برنامج.
ورغم أنه كان وزيرا للرى فى حكومة الجنزورى بناء على ترشيح الإخوان له فقد كان متفرغا لنقل أخبار الاجتماعات إلى مكتب الإرشاد ولم يسعَ إلى رؤية فى أزمة المياه والأزمة مع دول حوض النيل.
وقد كان هشام قنديل من قبل مديرا لمكتب وزير الرى محمود أبو زيد فى عهد مبارك ومع هذا لم يهتم بتلك القضية كأن سد النهضة الإثيوبى ليس له علاقة بمصر على الإطلاق وعلى حقوقها فى الحصول على حصتها فى المياه.
فلم تأته أى تعليمات من الإخوان بالاهتمام بهذا الملف.
فالإخوان كان كل همهم التمكين والسيطرة وضرب جميع مؤسسات الدولة من أجل السيطرة عليها والدفع بأعضائها مثل فهمى والبرنس والعريان للاسترزاق وتولى المناصب والحصول على المكافآت التى لا يعرف أحد عنها شيئا، أما الاهتمام بالقضايا الوطنية كالمياه وسد النهضة الذى تقيمه إثيوبيا فليس فى أجندتهم وخطتهم ولا يهمهم البلد ولا مستقبله.
ولا أعرف -ولا يعرف غيرى- ما موقف محمد مرسى الذى تلقى ضربة قوية على قفاه من إثيوبيا.
فلم تمر ساعات على عودته من اجتماعات الاتحاد الإفريقى الذى يحرص مرسى على حضورها حتى بدأت إثيوبيا بالفعل فى تحويل مجرى النيل.
فما رد فعل مرسى؟
بالطبع سيكون ردًّا باردًا وربما كلاما «أهبل» كعادته لا يفهمه أحد.
وبالطبع موقف وزارة الخارجية هزيل، فهى لم يعد لها أى دور فى ظل السيطرة الإخوانية وسيطرة مكتب الإرشاد عليها من خلال عصام الحداد اللى طالع فى المقدر جديد.
أى نعم ورثنا سياسات فاشلة فى إفريقيا من نظام مبارك لكن للأسف لم يفعل النظام الجديد أى شىء بل إنه يسىء إليها من خلال جهله وغروره وتطرفه.
وقد كان هناك انفتاح على إفريقيا بعد الثورة ولكن لم يتم استغلاله.
فهل سيتحرك النظام لاحتواء تلك الأزمة الخطيرة؟
نظام عاجز، فاشل، باطل.