قال لى الساحر الهندى.. إن الحاخام اليهودى غلطان ومتسرع.. والأقدار لم تحدد بعد مصير القدس.. وإنها تفاضل بين اثنين من القادة لتحريرها.. الرئيس محمد الثالث الشهير بمرسى.. والريس حنفى الرابع صاحب نورماندى تو.. وإن من يحرر القدس سوف يستعيد الأندلس ويفتح عكا فوق البيعة.. تمهيداً لإقامة دولة الخلافة من جديد..!
قلت للساحر أحاوره: إننى أستبعد أن ينجح مرسى فى تحرير القدس.. لأنه ملخوم لشوشته مع مشكلات الكهرباء والطاقة وأنبوبة البوتاجاز والمجارى ومياه الشرب ورغيف العيش وفوضى المرور والبلطجية والزبالة وصراع مستشارى الرئاسة لزيادة رواتبهم!
قال لى: صحيح إنه ملخوم.. وإنه عاجز عن مواجهة أى مشكلة.. وإن القدس سوف تضيع فى عهده تحديداً.. ومعها سيناء وحلايب وشلاتين.. بالإضافة لإقليم القناة الجديد.. وربما ضاعت النوبة ومطروح.. ولكن فى آخر الفيلم.. وكما فى السينما الهندية والعربية.. سوف يصحو مرسى ويفيق ويستعيد زمامه.. فيستعين بالأهل والعشيرة من أجل تحقيق ما عجز عنه فى أول الفيلم.. ولن تأتى كلمة النهاية إلا ومرسى قد تزوج البطلة واقتحم القدس وتربع فيها وأكل الفتة والكبسة.. وأقام الأفراح والليالى الملاح!!
قال لى الساحر الهندى المشهور: إننى أتعجب والله لاعتماد مفتى الإخوان الخصوصى على فتوى مجهولة لحاخام صهيونى تافه، لشرح ورؤية مستقبلكم.. والأولى أن تستعينوا بالهنود أصحابكم منذ زمان بعيد.. وأستغرب لأنكم تحمّلون مرسى ما فوق طاقته.. مثلما فعل حجازى ذات يوم عندما حرض الناخبات لانتخاب مرسى قائلاً: إنه نصير النساء.. ولو هتفت امرأة مظلومة وامرساه.. سوف يهب مرسى فى التو واللحظة لنجدتها على طريقة فرافيرو والسوبرمان.. وهل رأيت أحوال المرأة فى عهد مرسى وقد تدهورت تماماً، فصارت صفراً على شمال المجتمع.. ومنذ أيام ذهبت سيدة عجوز إلى مرسى فى المسجد الذى يصلى فيه.. توسلت إليه أن يستمع إليها.. قبلت أيدى الحراس الغلاظ ترجوهم أن تحدثه. لكن مرسى أعرض عنها.. لم يهب لنجدتها.. بكت بصوت عال وامرساه.. فى عرضك ياريس.. مشكلتى كبيرة يا حاج.. لكن مرسى غادر المسجد.. وجلس المصلون المحتجزون حتى مغادرته يبكون هوان السيدة التى فشلت فى لقاء الرئيس المدجج بالحراس والبوابات الإلكترونية، تمنع الاقتراب والتصوير..!!
قلت لحضرة الساحر.. إننى أخشى أن تتحرر القدس على يد مرسى بنفس أسلوب تحرير الجنود المختطفين فى سيناء.. ويا داهية دقى.. سوف يلجأ للمساومات والتربيطات وشغل اللبط.. وفى النهاية سوف يتنازل عنها لإسرائيل التى سوف تعطيه «تاج الجزيرة»، وكام عقد خرز وخلاص.. تماماً كما حدث مع هنود أمريكا الحمر.. الذين دافعوا فى البداية ببسالة عن أرضهم وعرضهم وثقافتهم تحت رايات المقاتلتين الأشداء.. قبل أن تقع القيادة فى يد المهرجين الذين استسلموا وتنازلوا مقابل الأوسمة والنياشين وتعهدات المحتل بمستقبل مشرق سعيد..!
قلت للساحر المشهور الذى أستعين به أحياناً.. بدلاً من استعانة البعض بحاخامات الصهاينة.. قلت له إننى لا أعرف لماذا يفكرون فى القدس الآن.. وهم عاجزون حتى عن توفير الكهرباء لشعوبهم.. عن توفير الطاقة ورغيف العيش والمواد التموينية الأساسية.. فاشلون حتى فى تنظيم المرور فى شوارعنا الرئيسية.. فلما شطحوا وعلى طريقة فين السنيورة.. فكروا فى القدس التى تحتاج للمال والعتاد والإجماع الشعبى.. فى حين أنهم جماعة محظورة فى الأصل.. تفتقد القبول والرضا الجماهيرى.. يخشى الواحد منهم الظهور منفرداً فى الطريق العام.. هم يحاولون استعادة الهيبة المفقودة.. ونقول لهم إننا موافقون وأنتم الحكام.. فلماذا لا تتحركون؟!
راح الساحر الهندى يهدئ من انفعالى.. قال لى: إن التشاؤم لا يفيد فى مثل هذه المواجهات المصيرية.. همس لى أنه يختصنى بسر لا يعرفه أحد.. وسوف تتحرر القدس بالفعل على يد مرسى الثالث.. بل سوف يستعيدها خالية من الطغاة ومن سكانها العرب بخطة نهضوية محكمة.. سوف يقطع مرسى عنها الكهرباء ليسوّد عيشة أهلها ويزهقهم من الدنيا الفانية.. سوف يخلق أزمات البوتاجاز والعيش.. سوف يطلق فيها الزبالة مع جيوش البلطجية.. لتسقط القدس صريعة مكتومة الأنفاس.. ثم يستدير مرسى إلى الأندلس يحررها بالنهضة القاضية.. على طريقة تحرير القدس.. وهكذا نستعيد ما فات.. وندخل جميعاً لعصر الخلافة من جديد.. تحت زعامة خليفة المسلمين مرسى الثالث.. أدام الله عزه ونصره على من يعاديه.. هاى.. هئ.