ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

جوائز «كان» بين الدهشة والتوقع

-  
نشر: 28/5/2013 3:59 ص – تحديث 28/5/2013 9:30 ص

السعفة الذهبية ذهبت إلى الفرنسى من أصل تونسى كيشيش وأحسن ممثلة للفرنسية بيجو

نعم توقعت جائزة السعفة الذهبية، راجع السطر الأخير من مقال أول من أمس، حيث كانت الجائزة من نصيب «الأزرق اللون الأكثر دفئا» والذى يحمل عنوانا آخر بالفرنسية «حياة عديلة» الفيلم فرنسى الإنتاج للمخرج التونسى عبد اللطيف كشيك، أهدى المخرج الجائزة للثورة التونسية وهو بالمناسبة ثانى مخرج عربى يفوز بالسعفة الذهبية، فلقد كانت السعفة من نصيب المخرج الجزائرى الأخضر حامينا عام 1975 عن فيلمه الجزائرى إنتاجا وموضوعا «وقائع سنوات الجمر» أى أننا بعد 38 عاما ينال مخرج عربى مجددا السعفة وليس لنا طوال تاريخ المهرجان -66 عاما- سوى هاتين الجائزتين لمخرجين عربيين، كان مخرجنا يوسف شاهين قد حصل على تكريم خاص قبل 16 عاما بمناسبة اليوبيل الذهبى للمهرجان -50 عاما- ولكنها ليست سعفة «كان». الجائزة التى جاءت لمن يستحقها وهى الجائزة الكبرى لفيلم «داخل لويان ديفيذ» للمخرجين الأمريكيين الأخوين الشهيرين كوين، حيث يحمل الفيلم حنينا لموسيقى زمن الستينيات قدم المخرجان فيلمهما بقدر كبير من خفة الظل. حصلت بطلة فيلم «الماضى» الفرنسى أيضا للمخرج الإيرانى أصغر فرهدى النجمة برينى بيجو على جائزة أفضل ممثلة وهى تستحقها عن جدارة ولكن كان هناك أكثر من ترشيح مماثل أعتقد أن بطلتى فيلم «الأزرق االلون الأكثر دفئا» وأيضا بطلة فيلم «فينوس ترتدى المعطف» للمخرج رومان بولانسكى كانت أيضا تستحق الجائزة ولكن لا يمكن أن تحصل عليها فى النهاية سوى ممثلة واحدة فكانت برينى بيجو والتى أخذت تبكى من فرحتها على خشبة المسرح ودعت أصغر فرهدى للصعود وأمسك يدها، ولكنها حرصت على أن لا تقبله حتى لا تضعه فى مأزق مثلما واجه قبل 16 عاما زميله الكبير عباس كيروستامى مشكلات فى إيران رغم حصوله على السعفة الذهبية عام 97 عندما قبلته إيزابيل إدجانى رئيسة لجنة التحكيم وقتها فغضبوا فى إيران، المعروف أن فرهدى من أكثر المخرجين قدرة على فن قيادة ممثليه وسبق لبطلى فيلمه السابق «انفصال نادر وسمين» أن حصلا قبل عامين على جائزة مهرجان برلين، وكان الدب الذهبى وهو الجائزة الكبرى للمهرجان من نصيبه أيضا. استحق الجائزة كأفضل ممثل، الأمريكى بروس ديرن عن الفيلم الأمريكى الأبيض والأسود «نبراسكا» الذى يقدم بالأبيض والأسود الدولة العميقة الأمريكية، ورغم أننى لم أتحمس للفيلم الصينى «لمسة الخطيئة» فإنه حصل على جائزة أفضل سيناريو، إلا أن الجائزة التى لم أستطع التعامل معها على أى مستوى هى جائزة لجنة التحكيم للفيلم الصينى «مثل أب مثل ابن» للمخرج كورى إيدهيركوزو القصة التقليدية الأب الذى يكتشف فجأة أن ابنه ليس ابنه وكأنه يستعيد التساؤل التقليدى الذى طالما قدمته السينما المصرية، الأب والأم هل هما من ينجب أم يربى، الإحساس بالأبوة والأمومة هل هو خاضع فقط لتحليل «الدى إن إيه» أم أن المشاعر تكبر وتنمو بعيدا عن تلك الشفرة الجينية؟ وعلى طريقة ميلودراما حسن الإمام التى قدمها فى العديد من أفلامه تكتشف الأسرتان بعد ست سنوات أن هناك خطأ تم فى تسلم الأطفال، العائلة الفقيرة كان من نصيبها ابن الأثرياء والعكس، وفى الأحداث يصبح الأهم وهو تلك اللحظة المصيرية التى نجد فيها أن كلًّا من الطفلين عليه أن ينتقل للعيش مع أسرته الحقيقية طبقا للتحليل الجينى، بينما الأب الثرى يريد أن يجمع بين الطفلين، فهو برأسماله يستطيع الإنفاق عليهما ويتصور أنها قسمة عادلة، فهو يريد الابن الذى رباه والابن الذى ينتمى إليه بالدماء. كل من الأسرتين فى نهاية المشوار تنتهى إلى أن الابن القادم من بيئة مغايرة يقدم لها شيئا جديدا على حياتها، الابن الفقير الذى صار من أبناء الأثرياء يقدم لهذه الأسرة الغنية حالة البهجة التى كان والده الفقير يشيعها فى جنبات البيت، بينما الانضباط فى الطقوس المحافظة التى تميزت بها العائلة الأرستقراطية هو ما يعلمه الطفل للعائلة الفقيرة التى تتكون أيضا من ابنين آخرين، ست سنوات هى عمر الطفلين اللذين تشكلا نفسيا، وهى لا تكفى لكى يدرك كل منهما ما الذى يعنيه تحليل الحمض النووى، ولكنهما صارا يدركان أن كلا منهما سوف ينتقل إلى بيئة وعائلة أخرى بينما حنينه يدفعه للتمسك بعائلته القديمة، الفيلم يسهب كثيرا فى الانتقال بين العالمين وتأتى اللقطة الأخيرة، وكلا الأسرتين يجتمع عند نفس النقطة ونفس اللقطة. وهكذا يتم التجاوز عن هذا العالم المتناقض بتلك الحميمية بين العائلتين. كان ينبغى للمخرج اليابانى كورى إيدهيركوزو أن يختصر على الأقل نصف الساعة من فيلمه، حيث كانت المشاهد تتكرر ولا تضيف شيئا سوى الملل، ورغم ذلك فقد منحه رئيس لجنة التحكيم جائزة لجنة التحكيم والتى تعنى فى عمقها إضافة خاصة، وأنا فى الحقيقة لم أستطع أن أرى تلك الإضافة فى فيلم تقليدى جدا فى بنائه.

جائزة الإخراج التى كانت من نصيب مخرج فيلم «الجحيم» لم أدر على أى شىء تحمس سبيلبرج. فى مسابقة الفيلم القصير كانت الجائزة للفيلم الكورى بالطبع كوريا الجنوبية «الخزنة»، والفيلم يقدم فى لمحة موحية جدا شابة صغيرة تعمل فى الصرافة يحاول شقى مسلح أن يسطو عليها، ولكنها لا تجد سوى الخزنة الضخمة لتختبئ داخلها، وبعد أن ييأس اللص من فتحها تحاول أن تتصل بالمحمول بمن يأتى لينقذها فتكتشف أن المحمول قد فقد الشحن وتصرخ وهى تتمنى أن يسمعها اللص ويفتح الخزنة ويسطو على الفلوس، فهذا -هو فقط- كان الأمل الوحيد لإنقاذها وبقائها على قيد الحياة.

ويبقى لنا الحديث فى النهاية عن فيلم السعفة، على المسرح صعدت البطلتان مع المخرج فى أثناء تسلمه الجائزة وهى ثانى جائزة له حيث منحه اتحاد النقاد الدوليين «الفيبرسكى» جائزة أفضل فيلم قبل إعلان جائزة السعفة بأربع وعشرين ساعة ولكن بالطبع كل الجوائز تهون وتصغر أمام السعفة، ولا أتصور هذا الفيلم فى حقيقة الأمر من الممكن أن يتم إنجازه على هذا النحو بعيدا عن هذا التفاعل بين بطلتى الفيلم ولا شك، بدون أن أدعى أن لدى معلومات سوى أن أوكد أن بطلتى الفيلم تم ترشيحهما للجائزة، وفى النهاية حصلت عليها بطلة فيلم «الماضى».

المخرج عبد اللطيف كشيك، يتناول فى الفيلم قضية شائكة وهى الميول الجنسية المتناقضة لفتاة فى الخامسة عشرة من عمرها، لا تدرى أين تتجه بمشاعرها لأى الجنسين، بينما الفتاة الأخرى تكبرها بنحو عشرة أعوام واختارت أن تُصبح سحاقية، بالطبع حتى فى المجتمع الأوروبى على عكس ما يعتقد البعض فإن تلك الميول لدى قطاع من المجتمع مستهجنة ومرفوضة، رغم أن القانون لا يدينها إلا أن المجتمع المحافظ بطبعه يرفض ذلك.

المخرج، وهو أيضا كاتب السيناريو، لا تستطيع أن تقول إنه يبيح أو يدين، هو فقط يحلل الطبيعة السحاقية لبطلتى الفيلم «لى سيدو» و«عديلة إيكشرابو»، قدمت الممثلتان مشاهد الصراع والعتاب بمساحة كبيرة من التلقائية، حرص المخرج على أن يسمح لكل منهما بأن تسمح فقط للأحاسيس لكى تنطلق وأن تتعاملا مع الحوار اللحظى الذى قد يخرج بهامش على السيناريو. طالت مشاهد الممارسات السحاقية حتى إنك لو لم تكن متابعا للفيلم منذ البداية ودخلت فجأة لدار العرض لاعتقدت أنك بصدد فيلم «بورنو» إلا قليلا! كان المخرج يحاصر دائما بطلتيه فى أماكن ضيقة ليبدو اللقاء حميميا، كما أنه يضمن أن الصراع على الجانب الآخر سيصبح عنيفا، المخرج كان يخنق بطلتيه داخل الكادر.

ويبقى العنوان «الأزرق اللون الأكثر دفئا» إنها البطلة الأكبر عمرا والتى أدخلت المراهقة الصغيرة إلى هذا العالم الشاذ، حيث كانت ترتدى باروكة زرقاء فى بداية الأحداث، وكأن العنوان يحمل الإجابة، فالبطلة المراهقة اختارت أن تُصبح سحاقية.

وانتهت رحلتنا مع مهرجان «كان» بأفلام قليلة ممتعة وأفلام كثيرة تسأل نفسك بعدها كيف تسللت إلى هذا المهرجان العريق؟!

التعليقات