هل يصدِّق أحد محمد مرسى؟
هل أحد يصدق ما قاله: «وداعًا للديكتاتورية.. فقد انتهى عهد الرجل الأوحد الذى يفهم فى كل شىء.. ومضى عهد تزوير الإرادة وتكميم الأفواه واستخدام البطش والفساد»؟ هذا ما قاله محمد مرسى فى لقائه بالجالية المصرية فى إثيوبيا.
إنه كذب جديد..
فإذا كان عهد الرجل الأوحد الذى يفهم فى كل شىء قد انتهى.. فقد تولت الجماعة الذى تفهم فى كل شىء السلطة.. وأصبحت ديكتاتورية الجماعة هى المسيطرة وأصبح صاحب الكلمة هو مكتب الإرشاد الذى يتحكم فيه عدد محدود.. ومن ثم السمع والطاعة.. وعلى الجميع السمع والطاعة بمن فيهم محمد مرسى الذى بايع مُرشِدَه عليها قبل أن يتولى منصب مندوب الجماعة فى رئاسة الجمهورية.. وما أدراك ما الجماعة! فهى سلطتها ديكتاتورية استبدادية.. وتسعى إلى السيطرة والتمكين.. وتسعى إلى التخلص ممن يقف أمامهم فى سبيل ذلك بكل الطرق وبشكل أسوأ مما كان عليه النظام الديكتاتورى السابق.
ومن ثم استخدمت كل الأدوات من تزوير الإرادة (كما جرى فى الانتخابات والاستفتاء) واستخدام البطش والفساد.. والإصرار على وجود حكومة فاشلة.. والإصرار على الاعتداءات التى يمارسها محمد مرسى منفِّذ التعليمات الجماعة على القضاة والقضاء.
فنحن نعيش فى زمن حكم الإخوان ومندوبهم محمد مرسى الذى هو حكم ديكتاتورى استبدادى فاشى يستخدم الدين فى الكذب والتضليل.. ولعل ما قاله محمد مرسى أيضًا فى نفس الجلسة هو تضليل فى رده على حملة سحب الثقة منه والتى تتبناها حركة «تمرُّد».. فالرجل لا يراجع نفسه ولا يدرى ما حوله.. ولم يعد يفهم أن الناس لا تريده بعد سياساته الفاشلة.. ولعله لا يذكر الآن وعوده الذى أخذها على نفسه فى أثناء حملته الانتخابية.. وبعد تسلمه منصب الرئاسة مِن المطالبة بسحب الثقة منه إذا لم يوفِ بوعوده وإذا كان مقصِّرًا فى أداء عمله.
ولعله يذكر مشروعه خلال المئة يوم من وعده بحل مشكلات الخبز والمرور والوقود والنظافة والأمن.. وقد مرت مئة يوم.. مئتا يوم.. وثلاثمائة يوم.. ونحن نقترب من مرور عام فى وجوده على رأس السلطة.. ولم يحدث أى تقدم.. بل الأزمات تتعقد.. وندخل فى أزمات جديدة نتيجة لسياساته الفاشلة وجهل وغرور جماعته وأهله وعشيرته التى بات واضحا للجميع أنها صاحبة القرار وهى التى تحكم وإنما هو موجود للتنفيذ فقط.
فضلا أن مرسى بغطاء جماعته يصرّ على وجود هشام قنديل على رأس الحكومة.. رغم أنه يثبت كل يوم الفشل.. ورغم أن الدستور الطائفى الإخوانى منحه سلطات واسعة، إلا أنه يتميز بالسمع والطاعة لرئيسه محمد مرسى، فضلا عن ضحالة فكره، وليس لديه أى مشروع أو برنامج لإدارة البلاد مثل رئيسه بالضبط الذى ضلل مع جماعته الناس بمشروع النهضة الذى طار وطلع «فنكوش»!
فمحمد مرسى هو الذى تَمرَّد على الشعب.. ومحمد مرسى هو الذى تَمرَّد على وعوده الذى أخذها على نفسه فى إدارة شؤون البلاد.. ومحمد مرسى هو الذى تَمرَّد على مؤسسات الدولة ويسعى لانهيارها.. من أجل بناء مؤسسات إخوانية صرفة.. ومحمد مرسى هو الذى تَمرَّد على الديمقراطية ليحكم -أو قل لتحكم جماعته- بالاستبداد.
ويمكن لأى بصير أن يرى ما فعله مرسى خلال 10 أشهر فى البلاد من انهيار وارتداد عن الثورة التى يدعى هو الآن أنه الثورة!
الشعب يريد الخلاص!