القارئ العزيز، حاول أن تقرأ المقال بسرعة لأن الحكومة ممكن تقطع الكهرباء عليه فى أى وقت، فمشروع النهضة به 2000 عالم لكن مافيهوش كهربائى واحد! ولا تقلق، صحيح النور مقطوع لكن الحديث موصول، وهنروح من بعض فين يعنى؟! بالمناسبة، عندنا فى الإسكندرية، الكهرباء لا تقطع أبداً عن الشوارع التى يسكنها العاملون بقطاع التشغيل والتحكم بشركة الكهرباء (والله العظيم بجد)!
أفكر جدياً فى تأجير كم سطر من العامود لأحد هؤلاء لكى أضمن لنفسى مكاناً تحت الشمس! على أى حال عزيزى القارئ ستجد (شمعتين) فى أواخر المقال يمكنك استعمالهما، ولا تقلق فطريق الخروج سهل، من تحت على طول فوق صورة الجميلة «فاطمة ناعوت»، ادخل يمين تبقى خارج الجريدة، ولا تقلق ليس عندنا سلالم مكسورة، احترس فقط من الاصطدام بأى تحقيق حصرى لزميلى وصديقى يسرى البدرى، رئيس قسم الحوادث، الذى يبدو أنه قد أصاب الكثيرين بالاكتئاب فراحوا يهاجمون الجريدة لمجرد أنها تحقق مواضيع ناجحة وكأن «التلفيق» فرض عين مع أن «الفبركة» فرض كفاية! وأنصح المذيع الذى أخذ يهاجم الجريدة بلا سبب أن يتقل ملابسه قبل أن يخرج على الهواء لكى لا يصاب بالبرد فيختلط ما ينتجه الفم بما تنتجه الأنف!
المهم، بما أننا فى أواخر الشهر، أى أننى مفلس كعادتى، فأحب أن أترك السياسة لأنها لا تؤكل عيش، والحمد لله على نعمة الفقر، الصديق الوفى والتابع المخلص، فأواخر الشهر هو الوقت الذى تتوحد فيه قلوب المصريين وتتحد كلمتهم حول هدف واحد هو «ليلة القبض على القبض»، ويصبح النشيد الوطنى هو «يا ساعة الوقت اجرى»؛ ففى مصر لا يعيش الإنسان حياة مرفهة إلا يومين أوائل الشهر الذى يبدأ بسداد الديون، حيث (يوم السداد عيد)، وينتهى بسلفنى شكراً، حيث (السلف للجدعان).
ومما لا «صك» فيه أننا داخلين على أيام رائعة من الحكم الرشيد والدمياط وعلى كل لون، فالنهضة مابترحمش، وتطبيق «الصك» و«الكوبون» هو مجرد مقدمة موسيقية، يتبعها عزف متداخل من حناجر المسؤولين وأنوف المواطنين!
وبعد ارتفاع سعر «الشمعة» إلى نصف جنيه، أصبح لسان حال المواطن الغلبان يقول بدلاً من أن تعطنى «شمعة» إدينى ثمنها أجيب عشرة أرغفة للعيال ونقعد نغنى (نهضة يا دنيا نهضة/ نهضة وكذبوا المشايخ/ نهضة والدنيا ساقطة/ مولد وطعمه بايخ)!!
المشكلة ليست فى وضع العربة أمام الحصان، المشكلة فى العقل الابتكارى الذى يجعل الحصان يدفع بدلاً من أن يجر!.