ضلّمها فعلًا..
.. منذ أن تولّى محمد مرسى منصب الرئاسة بدعم جماعته التى ظلّت على عهدها فى تنظيمها السرى.. واعتبارها شأن الإخوان أهم من أى شىء، بما فى ذلك الدولة ومؤسساتها والشعب بجميع أطيافه.. والحياة بتضلّم.
.. فعلى المستوى السياسى.. ضلّمها مرسى.
.. بدءًا من فرضه دستورًا طائفيًّا وعبر استفتاء مزوّر.
.. وكأنه كُتب على المصريين أن يعيشوا فى تزوير دائم.
.. وإصداره إعلانًا دستوريًّا ديكتاتوريًّا مستبدًا، ليحصّن به قراراته التى يصدرها بناء على تعليمات من مكتب الإرشاد.. وهى قرارات فاسدة مطعون عليها.. لكنهم «أى الإخوان» أرادوا تحصينها.
.. وكأنه كُتب على المصريين أن يعيشوا فى استبداد مستمر.
.. وكأنهم لم يقوموا بثورة من أجل الحرية والكرامة وبناء دولة ديمقراطية.
.. لقد ضلّلت جماعة الإخوان الشعب المصرى بادعائها أنها جماعة ثورية «!!» شاركت فى الثورة.. رغم أن تصريحات كل قيادتها قبل الثورة لم تكن مع الثورة ضد النظام السابق إطلاقًا.. بل كانوا يحاولون فتح أى حوار مع السلطة.. وكان لهم مستشارون فى ذلك، فضلًا عن قيام شخصيات بفتح حوار مع الأجهزة الأمنية وإبداء الرغبة فى التعاون الكامل مع نظام مبارك «!!».. إلا أنهم بعد نجاح الثورة فرضوا نفسهم بادعاء القوة والغرور.. وادعوا الثورية للسطو على الثورة.. ونشروا الكذب والتضليل حتى يصدّقهم الناس، ونجحوا فى ذلك من خلال تكرارهم الكذب والتضليل، وذكر قصص من خيالهم عن مشاركتهم فى الثورة.. مع أن بعضهم، وعلى رأسهم محمد مرسى، هربوا من السجون، كما فعل اللصوص والمسجلون خطرًا والجنائيون، مستغلين حالة الانفلات الأمنى التى شاركوا فيها.. مع أنهم أول مَن هرولوا إلى أول دعوة للحوار مع النظام السابق لإجهاض الثورة.. ومن بين مَن ذهب إلى جلسات الحوار محمد مرسى الذى يضلّمها الآن!
.. وشاركوا جنرالات المجلس العسكرى فى تبريد الثورة والسعى لإجهاضها من أجل السيطرة والتمكين.. واستطاعوا بالكذب والتضليل أن يسيطروا على المجلس العسكرى ووضع شروطهم، وذلك بعد حصولهم على دعم خارجى.
.. ويستمرون فى الكذب، ليصلوا فى النهاية إلى الكذبة الكبرى.. وهى أنهم أصحاب الثورة.. بل إنهم الثوار الذين يكملون مشوار الثورة.
فضلّمها محمد مرسى بوجوده كمندوب للإخوان فى قصر الرئاسة بعد أن صرفوا عليه 650 مليون جنيه من أجل الحصول على هذا المنصب ولو بالتزوير «لا ننسى أوراق المطابع الأميرية.. ومنع بعض الناخبين من الإدلاء بأصواتهم فى بعض قرى الصعيد.. ناهيك بانتهاكات أخرى.. كان الأحرى أن تلغى تلك الانتخابات».
.. وضلّمها مرسى لاعتباره أنه رئيس للأهل والعشيرة، وعلى الشعب الآخر أن يخبط راسه فى الحيط أو أول عمود كهرباء «مضلّم» يلتقيه.
.. وحدّث ولا حرج فى ضلمة الاقتصاد التى أوصلنا إليها مرسى وجماعته.. وحكومته الفاشلة ووزراؤه عديمو الخبرة والكفاءة.
.. فقد ضاعت العدالة الاجتماعية والكرامة، وفى ظل قوانين أسوأ مما كانت عليه فى عهد مبارك من ضرائب وجباية دون تقديم أى خدمات حتى الخدمات الأمنية.. ولم يعد المواطن، أى مواطن، آمنًا على نفسه فى الشارع أو فى بيته.
.. وبالطبع، هذا بفضل الأمن العظيم الذى يشكره يوميًّا محمد مرسى على دوره العظيم فى الانفلات والفوضى المتعمّدة.. ودوره فى القضاء على الثورة وإلقاء القبض على الناشطين واعتقال الثوار الأصليين وتعذيبهم وقتلهم.
.. أما ضلمة الكهرباء فكل مواطن أُصيب بها.
.. لكن يبدو أن محمد مرسى لم يدرك ذلك، فجلده «تخين»، ولا يتأثّر بالضلمة.. فهو نفسه أصبح «ضلمة» على البلاد.
.. الشعب يريد الخلاص.
