مصطفى كامل نقيبًا للموسيقيين.. يوم نتيجة انتخابات نقابة الموسيقيين كان الجميع مفزوعًا من نتيجة الانتخابات.. من توقَّعها ومن لم يتوقعها!
البعض يسخر والبعض يتحسر وآخرون يبرِّرون النتيجة.. الغريب أن نسبة غير قليلة اندهشت!
كنت فى بيتى الواقع أعلى كازينو «الليل» فى الهرم.. سمعت بأذنى اتفاقات «الآلاتية» فى الكازينو قبل ذهابهم وهم متفقون على انتخاب مصطفى كامل، ثم سمعت بأذنى وشهدت من شرفة منزلى احتفالهم بفوزه.
عرفت بموعد انتخابات نقابة الموسيقيين من آلاتية كازينو «الليل»، بينما لم يذكر أى من الموسيقيين المهمين الذين أعرفهم هذا الموعد ولو بكلمة واحدة!
لم يكن فوز مصطفى كامل المطرب والشاعر الغنائى برئاسة نقابة الموسيقيين المصريين مفاجأة بالنسبة إلىّ. إنه الخدوم.. ابن البلد.. سريع الندهة لمن يطلبه من أعضاء النقابة.. نقابة يشكِّل «الآلاتية» أكثر من 80% من نسبة العاملين فيها.. وبالتالى فإنه من الطبيعى أن يكون مصطفى كامل نقيبا لها.. هم يقولون إنه جدع وابن بلد وخدوم.. الإخوان هكذا، وهكذا تحكم الصناديق فى بلاد فقيرة بائسة كبلادنا.. من يرمى بياضه للناخبين سيتمّ التصويت له، حتى إن كان ليس الأجدر ولا الأحقّ.. إنها إرادة الصناديق، ومن يذهب للتصويت فيها، ومن يتصدى للترشح منتظرًا نتيجتها.
يذهب المساكين الذين يتوجه إليهم ناخب كمصطفى كامل إلى الصناديق، بينما يترفع الباقون لأنهم لا يريدون انتخاب مصطفى كامل ولا إيمان البحر درويش ومحمد الحلو وهما منافِسَا الأول.. ترفُّعًا أو خجلًا من ممثليهم أو يأسا من العملية الانتخابية كلها.. طبعا لا تسأل لماذا لم يكن فى انتخابات نقابة الموسيقيين مرشح ممثل لهؤلاء البائسين الذين بكوا بالدموع بعد انتخاب مصطفى كامل.. البهوات لا يرشحون ولا يترشحون أصلًا.. فقط يندبون حظهم!
نقابة المهن الموسيقية التى تم تأسيسها لرفعة الفن وخدمة صُنَّاعه، ليُسهِموا أكثر فى خدمته، أصبحت مجرَّد وكر لعلاج ذوى الحاجة وخدمة الغلابة من ذوى العاهات وغير القادرين من الآلاتية.. هكذا تم تلخيص الدور النقابى لنقيب الموسيقيين! وهو دور كان صارخا أيام كان حسن أبو السعود (رحمه الله) نقيبًا للموسيقيين، ومنير الوسيمى بعده، ثم إيمان البحر درويش بعدهما.. الوضع إذن لم يتغير مع مصطفى كامل، فقط انحدر أكثر.
مصطفى كامل نقيبًا لآلاتية شارع الهرم، وهم من يُحيُون الموسيقى هذه الأيام شئنا أم أبينا، بل إن صناع السينما يستعينون بهم فى بعض أفلامهم (بوسى وفرقتها مثلًا)، أما الموسيقيون الكُبَّارة، فلا وجود لهم الآن، إلا فى الدراما التليفزيونية أو فى فيلم نجح فى اختراق المناخ المثير للغثيان الذى نمر به. وكل أعضاء نقابة المهن الموسيقية الرافضين لمصطفى كامل نقيبًا لهم أسهموا فى تصعيد أصواته، كمؤلف لأغنياتهم أو بتسجيل أغنياته وتلحينها، أو حتى بمكالمة هاتفية تحيِّيه على جرأته على التمثيل فى فيلم «قشطة يابا».. ليه بتمثلوا إنكم زعلانين بسبب ترؤُّس مصطفى كامل نقيبًا للموسيقيين؟! جميعكم غنَّيتم كلماته بداية من هانى شاكر ومحمد فؤاد وانتهاءً بمحمد منير، بل ولحَّن بعض المستائين كلماته، ويسمع كل المنزعجين أغنياته أيضًا، وربما يعجب بها وهو لا يدرى أنه كاتبها! الثورة لم توصلنا إلى الانحدار لدرجة اختيار مصطفى كامل، أمير العذاب كما يلقبه محبوه، نقيبا للموسيقيين، ولكن هذا المصطفى كامل كان نتيجة طبيعية لـ«منحدر الصعود» الذى ذكره سيادة الرئيس مرسى، حيث لا شىء مفهوم.
الوصول إلى مرحلة أن يكون مصطفى كامل نقيبًا للموسيقيين فى مصر ليس إلا نتيجة طبيعية لانحدار مستوى الأغنيات والموسيقى فى مصر حتى قبل الثورة.