لم يخيّب محمد مرسى ظن الناس به.
.. ولم يبدِ أى شىء فى قضية خطف الجنود المصريين لدى استقبالهم فى مطار ألماظة العسكرى.. وإن حاول أن يبدو كالمنتصر.
.. فلم يتكلّم إلا فى الوهم.
.. ولم يكن خطابه كرئيس دولة.. «ومتى كان محمد مرسى رئيس دولة؟!»، وإن حاول أن يفكّر الناس بأنه رئيس منتخب «وماذا عن التزوير فى انتخابات الرئاسة؟»، و«ماذا عن الدعوة التى يستجيب إليها الملايين الآن لسحب الثقة منه؟».. وإنما كان على نهجه فى خطبه السابقة التى أقرب إلى خطيب جمعة.. وأضاف فيها شكر الجميع.. وناقص يقول نشكر رئيس الجمهورية!!.. وإن قام بذلك نيابة عنه أهله وعشيرته.. الذين خرجوا فجأة علينا ببيانات وتصريحات، وهم الذين صمتوا خلال الأيام الماضية.
.. لم يتكلّم مرسى عن العملية.
.. وكأنه اكتفى بالمشاركة فيها بحضوره إلى القاعدة الجوية.. واستقبال الجنود الذين أعادوهم مرة أخرى إلى الطائرة العسكرية التى أقلتهم.. وليبدو مرسى وكأنه فى انتظارهم مع أن الحقيقة هم الذين انتظروه.
.. ولم يتكلّم محمد مرسى عن الخاطفين.
.. ولم يتطرق إلى أن ما جرى مع هؤلاء الجنود واختطافهم وظهور شريط الفيديو «المستفز» هو عمل إرهابى.. واكتفى بأنه عمل إجرامى.
.. وحاول أن يكون المنتصر بفشل الجيش، وشرطة محمد إبراهيم، وهشام قنديل وحكومته ووزارته «حد سمع أى حاجة من هشام قنديل فى تلك القضية؟!».
.. ويفتخر مرسى بعدم إراقة دم فى العملية التى لم يكشف عنها.. لا هو ولا مَن كان موجودًا معه رغم توجيه الشكر المتكرر إليهم.. وإلى رجال سيناء ونسائها وأطفالها.
.. لكن أين الخاطفون؟!
.. ومَن قام بتلك العملية؟!
.. وإذا كان مرسى فخورًا بهذا الشكل ومنتصرًا.. فأين الضباط المختفون حتى الآن؟!
.. ومَن قام بذبح وقتل 16 من ضباط وجنود الجيش فى شهر رمضان؟
.. أليس فى ما جرى عمل إرهابى؟!
.. ومع هذا لم يستطع مرسى الاقتراب من الإرهاب.
.. وذلك فى نفس الوقت الذى خرج فيه فجأة وقبل ساعات من تحرير الجنود «بأى طريقة كانت» وزير داخليته الذى قدَّم له الشكر قبل ساعات من إعلان العثور على الجنود المختطفين، أن هناك جماعات أُطلق عليها أحيانًا جماعات جهادية! إرضاءً -لرؤسائه ومكتب الإشاد- وأحيانًا أخرى جماعات إرهابية هى المسؤولة عن الإرهاب فى سيناء واختطاف الجنود.
لكن لم يفعل الرجل شيئًا.
.. وفجأة تم إطلاق سراح المختطفين ولم يقل لنا وزير الداخلية مَن هم الخاطفون.. وأين ذهبوا؟
.. كما لم يقل أيضًا عنهم محمد مرسى أى شىء.. ولم يقترب منهم.. وربما يعبّر ضمنيًّا عنهم، كما طالب من قبل بالحفاظ على المخطوفين والخاطفين باعتبار الخاطفين ليسوا بإرهابيين.
.. وها هى جماعة الإخوان بعد أن صمتت طوال أسبوع تخرج ببيان عن تحرير الجنود.. وبالطبع شكرت الجميع -كما فعل مرسى- وهنَّأت مرسى باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة عن حكمته وصبره ورباطه الجأش.
.. وها هى قد عادت حكمة الرئيس.
.. تلك التى كان يحب مبارك أن يصفوه بها.
وإذا بالإخوان يستعيدونها!!
.. ولم يقترب بيان الإخوان بالخاطفين.. وإنما افتخروا -كما مرسى- بمعالجة القضية دون إراقة قطرة دم!!
.. يا سلام!!
.. فما الثمن الذى دفعه مرسى!
.. وما الثمن الذى سيدفعه البلد؟!
.. مزيد من الإرهاب.
.. مزيد من الضياع.
.. مزيد من الفشل.
.. لن تنصلح حال هذا البلد ما دامت ليست هناك شفافية.
.. فالإخوان -ومرسى على طريقتهم- يكرهون شيئًا اسمه الشفافية.
.. لقد تربّوا على السمع والطاعة.
.. وتربّوا على التنظيم السرى.
.. فلن يعلنوا عن الخاطفين الإرهابيين ولن يعلنوا عن الثمن.
.. وكل يوم يثبت أن محمد مرسى غير مؤهل لأن يكون فى قصر الرئاسة.
.. الشعب يريد الخلاص.