ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

عمر طاهر يكتب: موبايلى.. (1)

-  
عمر طاهر

(1)

أتجول داخل قائمة الأسماء على هاتفى المحمول فوجدت اسم «على مديحة»، توقفت كثيرا أمام هذا الشخص الذى سجلته على اسم امرأة ما ربما أمه أو زوجته أو صديقة مشتركة، حاولت أن أتذكره ففشلت تماما، مَن علِى هذا؟، أو بالأحرى مَن مديحة؟

(2)

قبل خمسة عشر عاما من هذه الواقعة كنت بلا هاتف محمول، تمسكت بنظرية صديقى بخصوص خطورة اقتنائه (ده بيجيب الكلام من الهوا)، اطمأن قلبى للتليفون الذى يأتى بالكلام عبر المسارات الواضحة (الأسلاك) لكن موضوع الهواء كان مثيرا لريبة ما.

كنت أفضل حالًا من هذه اللحظة، على الأقل كنت أسجل الأسماء فى نوتة تليفونات صغيرة بشكل محترم لا يدعو شخصًا ما إلى الشك فيك إذا ما رن هاتفك إلى جواره فألقى نظرة على الشاشة فرأى «على مديحة».

كانت الذاكرة أفضل، أحفظ غيابيا أرقام تليفونات كل من يهمنى أمرهم «أقارب. أصدقاء. عمل. سوبر ماركت»، إذا خانتنى ذاكرة الحفظ مرة فذاكرة أصابعى لا تعرف الخيانة، إذا قلت لها الصيدلية فهى تعرف جيدا الطريقة التى ستقفز بها من رقم إلى رقم فوق لوحة مفاتيح الهاتف الأرضى، أحيانا يسألنى شخص عن رقم ما فإذا شككت فى صحته لدى نسخة على أصابعى، أضرب الرقم و(السماعة محطوطة) وهكذا يتضح إن كان آخره ستة ولا تسعة.

اليوم لا ذاكرة حفظ ولا ذاكرة أصابع، يضرب الواحد الرقم فى حياته كلها مرة واحدة ثم يسجله ليظل يستدعيه باسم صاحبه دون أن يعرف حتى إذا كان 010 أم 011 (هذا فى حالة عدم اللجوء إلى قاعدة رن لى أو ابعتلى رقمه فى رسالة)، تلَفَتْ الذاكرة الرقمية، الأمر الذى أدى إلى ظهور خدمة الأرقام الخدمية القصيرة التى لا تتعدى خمسة بشرط أن يكون بينهم أربعة متشابهة على الأقل حتى يسهل استدعاؤها فى ذاكرة نسخة جديدة من البشر أقصى ما يمكن أن تسجله من الأرقام هو رقم عيد الزواج بالنسبة إلى النساء ورقم فانلة اللاعب المفضل بالنسبة إلى الرجال.

(3)

فتح الموبايل باب البيزنس أمام كثيرين، لكن النصيب الأكبر كان من نصيب «شيطان الموبايل»، فكل جهاز له شيطان تدرب جيدا على أن يلعب فى دماغك، فإذا اتصلت بأحد لم يرد يصلك فورا تبريرات كلها مهينة، تقاومها حتى تنهار إذا مر وقت دون أن يعاود من هاتفته الاتصال، ربما تستحضر تاريخ علاقتكما الشخصية من أولها مركِّزا على كل ما فيها من مشكلات نادما على أنك كنت مخلصا ذات يوم، تظل الأفكار الشيطانية تهرسك إلى أن تدفعك إلى مغامرة إعادة الاتصال، لا يصلك رد، فتصاب بهستيريا تجعلك لا تتوقف عن الاتصال دون توقف، يعلو نبضك وتحمر أذنيك ويا ويل من تتصل به إذا تصادف أن أعطى هاتفه «مشغول» فى ثغرة بين اتصالاتك، تفكر فى نص الرسالة الموجعة التى ستكتبها له، يعرض عليك شيطان الموبايل صياغات عدة على أن تختار أنت أكثرهم سفالة وإيذاء، تهم بالكتابة لكن الشيطان يراجعك فى الخطوة مدخرا لك الفكرة الأكثر دناءة «كلمة من نمرة غريبة».

منذ اللحظة التى دخل فيها الاتصال التليفونى منطقة معرفة المتصل قبل الرد، وأصبح الأمر شخصيا للغاية مع تضخم ذاتك وغرورك باسمك (شايف اسمى على الموبايل قدامه ومابيردش).. مأساة.

لكن المأساة الكبرى أن يرن الموبايل فتنظر إلى الشاشة فلا تعرف ما التصرف الأمثل والمتصل شخص لا تعرفه، اسمه «على مديحة».

(يتبع)

التعليقات