أَطلَق اتحالف يضم أكثر من 120 منظمة مجتمع مدني من أفريقيا والشرق الأوسط، تحذيراً قوياً حول النزاع في السودان، والذي أضر حتى الآن بأكثر من 4.4 مليون إنسان، داعين فيه الاتحاد الأفريقي "لصنع التاريخ" بدعم مقاربة سلام جديدة أكثر جرأة وشمولية وقال د. الباقر مختار، مدير مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية: "لقد أحرز الاتحاد الأفريقي تقدماً هائلاً على امتداد السنوات العشر الأخيرة فيما يتعلق بالتوصل لحلول أفريقية للمشاكل الأفريقية. ولكن حل مشكلة عدم الاستقرار في السودان ظل بعيد المنال، وهو ما يوجب على الزعماء الأفارقة أن يكونوا على مستوى المسؤولية فيتحركوا بعزم وتصميم للتوصل إلى سلام قائم على حل سياسي شامل"
وقال حجاج نايل، الأمين العام للتحالف العربي من أجل دارفور: "تمر هذا العام عشر سنوات على إنشاء الاتحاد الأفريقي، وكذلك عشر سنوات على اندلاع النزاع المدمر في دارفور. ليس هناك من دليل على قرب انتهاء النزاع في تلك المنطقة، بل إنه يتصاعد فيتسبب في المزيد من انعدام الأمن في البلاد بأسرها، مع نزوح أكثر من 100,000 سوداني جراء القتال خلال الأسابيع الستة التي انتهت في 5 مايو فقط. لقد أصبح الوضع على نفس السوء الذي كان عليه في 2007 عندما كنا نعتقد أن النزاع في ذروته."
وأضاف ديسماس نكوندا، مدير كونسورتيوم السودان: "الفظائع التي تشهدها دارفور تتكرر أيضاً في جنوب كردفان والنيل الأزرق، في ظل قصف جوي وقتال أرضي أضرا بشدة بأكثر من مليون إنسان، من بينهم 700,000 تقطعت بهم سبل الحصول على المساعدات الدولية. إنه لمن الصادم حقاً أن ينزح 27,000 نسمة مؤخراً خلال أسبوع واحد فقط. يجب على الاتحاد الأفريقي أن يبذل كل ما في وسعه لإنهاء هذه الأزمة المروعة، وأن يتبنى مقاربة موحدة لتحاشي المزيد من التدهور للنزاعات التي يشهدها السودان."
النص الكامل لبيان التحالف:
يجتمع قادتنا هذا الأسبوع للاحتفال بمرور 50 سنة على الوحدة الأفريقية، ونحن نحتفل معهم اعترافاً منا بأهمية ونجاح العمل الأفريقي المشترك. ولكن، بينما نحتفل بهذا الإنجاز، يزداد الوضع في السودان تدهوراً بوتيرة مقلقة. فقد تضرر 4.4 مليون سوداني في شتى أنحاء البلاد جراء النتائج القاسية لتصاعد الحروب في دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الأزرق، وأضحى عشرات الآلاف يعتمدون على المساعدات الغذائية، فضلاً عن وجود أكثر من مليون سوداني يعيشون في مخيمات يفترض أنها "مؤقتة". وقد دخل النزاع، خلال الأسابيع القليلة الماضية، منعطفاً مخيفاً بامتداده إلى شمال كردفان، في أعقاب تشكيل تحالف للجماعات المتمردة في شتى أنحاء السودان. ثم جاء اغتيال أحد الزعماء القبليين مؤخراً في النزاع على أبيي ليذكرنا بأن السلام الهش بين السودان وجنوب السودان يمكن أن ينهار بمنتهى السهولة.
علينا أن نعالج المحركات الأساسية للنزاعات المتعددة في السودان، وأن نعترف بأن المجموعات العديدة التي رفعت السلاح في وجه الحكومة تجمعها مظالم مشتركة تستدعي مقاربة مشتركة لحلها. بصفتنا تحالفاً واسعاً يضم أكثر من 120 منظمة مجتمع مدني من شتى أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط، ندعو الاتحاد الأفريقي أن يستغل هذا الاحتفال، لا ليترك علامة في التاريخ، بل ليصنع التاريخ بدعم مقاربة جديدة أكثر جرأة وشمولية للنزاع في السودان.