كتبت-يارا محمود:
قالت صحيفة "جارديان" البريطانية في افتتاحيتها أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة وبريطانيا برفضهما الخيار الدبلوماسي بالحوار مع الأسد، لا يستطيعان أن يقودا من الخلف.
وأوضحت الصحيفة إن الأمر كان مسألة وقت فقط قبل أن تندلع حرب بالوكالة بين قوى إقليمية تحولت إلى معركة انخرط فيها المقاتلون الأجانب في قتال مفتوح، فمقاتلي حزب الله كانوا موجودين في سوريا لبعض الوقت، إلا أن دورهم العلني في القتال على بلدة إستراتيجية على الحدود تربط حمص بدمشق والتي تمثل قلب التأييد للنظام في المناطق النائية العلوية، ربما يكون تغير فى قواعد اللعبة ولو كان هناك سؤال علني بشأن ما إذا كانت الظروف قد تسمح لإيران وحزب الله بالتخلي عن دعمها لبشار الأسد لصالح نظام انتقالي يقدم ضمانا للأقلية العلوية وهو سؤال لم يتم الرد عليه.
ورأت الصحيفة أنه أيا كان ما يحدث في بلدة القصير، فإن كلا من حزب الله وإيران يشيران إلى أن مصير الأسد أصبح مسألة حياة أو موت وجودية لهم، ففوز النظام أو هزيمته سيصبح انتصار أو هزيمة لحلفائه، وهذا يجعل أي محاولة للمصالحة السورية الداخلية أمل ضئيل بالفعل، وبعد الطائفية التي ظهرت أولا من قبل النظام ثم من جانب بعض المعارضة بما بدأ أن المصالحة مستحيلة، وسوريا سواء في شمالها وشرقها الخاضع لسيطرة المعارضة، أو جنوبها وغربها الخاضع للنظام، وهي في كل الأحوال لم تعد لها السيادة على أراضيها.
وأشارت الصحيفة الى أن الطائفية متفشية، والمجموعة المهيمنة أو على الأقل الأكثر تماسكا في المعارضة هي جبهة النصرة، الممولة والمسلحة من قبل أطراف ليست بدول مثلما هو الحال بالنسبة للقاعدة، وهناك انشقاقات في وحدات المعارضة على الأرض والمعارضة السورية في تركيا والدوحة.
وتعتقد الصحيفة أن الغرب خسر نفوذه على المعارضة، وبرفضهما الخيار الدبلوماسي بالحوار مع الأسد لفترة طويلة، فإن أمريكا وبريطانيا ومعهما روسيا لا يستطيعون أن يقودوا من وراء الكواليس فيما يتعلق بالشأن الروسي، فالصراع العسكري لا مكان فيه لمن يقودوا من المقاعد الخلفية.