على فكرة يا جماعة.. حكاية قطع الكهرباء ليست قدراً ينبغى أن نسلم به ونرضخ له.. وإنما هى ليست سوى فشلاً حكومياً ذريعاً بات علينا جميعاً كمواطنين شرفاء أن ندفع ثمنه.. ليست سوى اشتغالة من ضمن اشتغالات عصر النهضة الكثيرة.. خاصةً بعد أن تزايدت الظاهرة فى الكام يوم الأخرانيين وتحولت من بند تخفيف الأحمال لتدخل فى بند الإستهبال.. فالمواطن الذى سكت على قطع الكهرباء ساعة فى اليوم.. ثم سكت على زيادة الساعة إلى ساعتين.. واحدة الصبح وواحدة بالليل.. ثم سكت على قطعها بالساعتين والتلاتة والستة والعشر ساعات أحياناً فى بعض المحافظات.. مش حيفتح بقه يعنى لو قطعناها مثلاً يومين فى الأسبوع.. وسوف يتطور الأمر إلى أن يصل إلى مرحلة يحمد هذا المواطن فيها الله على أن الكهرباء عندما تنقطع بتيجى تانى أصلاً.. ثم سوف يتطور إلى مرحلة يحمد فيها الله على إن الكهرباء بتيجى كام ساعة فى اليوم يعمل فيهم أى حاجة عايز يعملها بسرعة قبل ما تنقطع تانى.. وعندها لا ينبغى عليك عزيزى المواطن أن تلوم شخصاً آخر بخلاف نفسك.. فطالما سكت منذ البداية وعملت فيها ذوق فلتسكت إذن للنهاية وما تفتحش بقك.. حتى لو قرروا قطعها يوم آه ويوم لأ أو شهر أه وشهر لأ أو حتى سنة آه وسنة لأ.. يلعبوا براحتهم بقى.. إنتوا مش موافقين.. يبقى خلاص.. مايلعبوش ليه؟!.. وبنفس منطق أنه حلوة وساقعة ما اشربش ليه.. فإنه أيضاً الشعب ساكت وموافق وذوق ومابيفتحش بقه.. ما نستهبلش ليه؟!
حكاية قطع الكهرباء ليست قدراً وإنما فشلاً حكومياً ذريعاً وإستسهال واستهبال وعجز عن حل المشكلات.. ولو كان حل مشاكل الكهرباء عن طريق قطعها إذن فأنا أصلح لتولى منصب وزير الكهرباء.. وعندما يسألنى موظفو الوزارة فى إجتماعى الأول بهم عن سياستى فى الوزارة وفى تسيير العمل وفى حلول مشاكله.. سوف أجيبهم بمنتهى الحكمة.. حنقطع الكهربا يا جماعة.. دى سياستى فى حل مشكلات الوزارة !!
حد فيكو يسألنى.. أمال سيادتك البلوكامين الذى هو بدرجة وزير اللى قاعد فى وزارة الكهربا دا بيشتغل إيه بالظبط وقاعد هناك ليه إذا كان حل مشكلة الكهربا عنده هو قطعها؟!.. حارد عليه واقوله.. لا تنظر إلى النصف الفارغ من الكوب وانظر للنصف الممتليء.. واحمد ربنا أن الأستاذ الدكتور المهندس العلامة الفذ المعجزة هشام قنديل لم يعينه وزيراً للصحة مثلاً وإلا كانت حلوله لعلاج المرضى هى قتلهم.. أو وزيراً للتعليم يحل مشكلة التعليم عن طريق إغلاق المدارس !
لهذا كله دعونى أذكركم تانى.. قطع الكهرباء ليس قدراً وإنما فشلاً ذريعاً ندفع نحن المواطنين وعموم الشعب ثمنه بينما المسؤولين عن هذا الفشل أنفسهم لا يدفعون أى أثمان لأى حاجة على الإطلاق.. هل تنقطع الكهرباء عن فِلل وبيوت مرسى والشاطر وبديع وهشام قنديل ووزير الكهرباء مثلاً؟!.. أراهنكم أنه لأ طبعاً.. ليه؟!.. لسبب بسيط جداً.. أن قطع الكهرباء ليس قدراً وإنما إشتغالة كبيرة.. إشتغالة سكتنا عليها فى البداية فسرى علينا المثل القائل سكتناله دخل بحماره.. وهو أعزائى كما تلاحظون قد دخل بحماره منذ فترة.. والشوارع باتت ضلمة كحل بشكل يجعل من مهمة النشالين والبلطجية مهمة أكثر سهولة.. خصوصاً فى ظل الحالة الأمنية المتخربأة التى وصلت لها البلاد فى أزهى عصور النهضة.. أو بمعنى أصح النسخة الجديدة من ويندوز أزهى عصور الديموقراطية !
و على الرغم من إبتكار المصريين العظماء لدعاء جديد على وزن دعاء السفر ودعاء دخول الحمام أسموه دعاء إنقطاع الكهرباء وهو «الله يخرب بيوتكم».. إلا أن الموضوع بات بحاجة إلى تصرف أكثر حزماً وحسماً منا نحن المواطنين لتغيير ذلك الوضع الشائه والعجائبى الذى بدأ الناس فى الإعتياد عليه والتعامل معه بوصفه قدراً.. أنا شخصياً لا أعرف على وجه التحديد ما هو ذلك التصرف.. إلا أن ما أعرفه جيداً أن الساكت عن الإشتغالة مثله مثل الساكت عن الحق.. شيطان أخرس.. فما بالكم بقى لو كان الشيطان أخرس وكمان ما بيشوفش بفعل تلك الضلمة التى حلت على البلد منذ تولى مرسى وجماعته مقاليد الأمور ثم اشتغلوكم وحدثوكم عن النهضة.. تلك النهضة التى لم نرى منها سوى باكابورت الإرهابيين الذى قد انفتح وتلك الضلمة التى حلت على البلد فملأتها بالكآبة والأسى والقرف!