استضاف «عماد أديب» فى برنامجه بهدوء «وليد الحداد» المسؤول عن العلاقات الخارجية فى حزب الحرية والعدالة إلى جانب الدكتور «عمرو حمزاوى»، أستاذ العلوم السياسية، فى مناقشة حول تنامى العلاقة مع تركيا منذ تولى مرسى الحكم وصعود الإخوان. وكشف الدكتور عمرو حمزاوى عن حجم الزيارات الإخوانية لتركيا للتدريب وحضور الدورات وغيرها من أساليب محاولة تطوير الكوادر الإخوانية فى حزب الحرية والعدالة، مؤكداً أن هذا ليس عيباً لكنه فقط يرصد حركة الحج إلى تركيا التى تكاد تحدث يوميا.. وأنا أتفق تماماً مع الدكتور عمرو حمزاوى من أن هذا ليس عيباً لكننى أحب أن أضيف فقط أنه ليس عيباً أيضاً إذا ما حدث للآخرين من القوى المدنية، وهو ما يسعى الإخوان إلى تشويهه وإدانته ووصفه بالعمالة فى كل مناسبة، فنجد أنهم يتهمون القوى المدنية بالعمالة للخارج لأن لها علاقة بأى جهة أجنبية أو لأن كوادرها تتلقى تدريبات لدى هذه الدول من أحزاب لها نفس التوجه أو الخلفية السياسية.. ومن ناحية أخرى هم يصوغون قانون الجمعيات الأهلية بحيث لا يسمح لأحد أن يتلقى تمويلاً من الخارج غيرهم، خاصة وقد حرصوا على أن يكون وزير التخطيط والتعاون الدولى منهم.. هم يسعون للحركة بكل شكل وكل طريقة شرعية أو غير شرعية بينما يريدون شل حركتنا جميعاً حتى لا نتصدى لهم.
الكيل بمكيالين هو أسلوبهم لذا فهم تماماً كمبارك يستخدمون المصطلح الذى صكه نظامه وهو «الاستقواء بالخارج» سواء فى أزمات الأقباط المتتالية التى تضيع فيها الحقيقة عمداً أو فى المطالبة بتدويل قضية الانتهاكات التى يتعرض لها القضاء المصرى، وهى قضية عادلة لا تدافع عن القضاة بقدر ما تدافع عن استقلال سلطة تحمى الشعب من الاستبداد، وقد باتت تلك السلطة عدوة لهم لأنها حكمت ضد كل ما رسخوه من كيانات ومؤسسات بشكل غير شرعى وغير دستورى.. لا يتوانون عن التباهى بعلاقاتهم بالخارج ولا يتوقفون عن الحج إلى واشنطن والدوحة وأنقرة لكن التهمة جاهزة للآخرين بالعمالة والتمويل والاستقواء بالخارج،
لذا لا يجب أن يتراجع أحد عن تدويل أى قضية نفشل فى أن نجد لها العدالة فى الداخل فى ظل حكمهم فلا أعتقد أن وطنية أى أحد على المحك غيرهم.. ويكفى أن نتابع رد فعل الشعب المصرى على ما يجرى فى سيناء فى هذه اللحظات لندرك كيف لا يثق الناس فيمن يحكمهم وإلى أى حد.
karima@almasry-alyoum.com