.. وهل قضى مبارك على إرهاب التسعينيات بالجيش؟
انتبهوا فإن هناك عملية تغطيس للمجتمع فى كم من الأكاذيب حتى لا يعرف بعدها رأسه من رجليه.
الكل يدفع الجيش إلى التحرك وتحرير المخطوفين الآن..
من إمتى؟
أليس مرسى وجماعته ومكتب إرشاده قد عملوا على مدى عشرة أشهر سابقة على إجهاض وتعطيل وتعويق أى حركة من الجيش لتطهير جبال وجيوب سيناء من الإرهابيين، ما الذى يجعلهم متحمسين الآن للتعجيل بدخول الجيش عملية تحرير جنود مخطوفين؟
أَهوَ الفخ؟
أهىَ المصيدة؟
دَعْنا نشير بداية إلى أن تحرير الرهائن والمخطوفين ليس مهمة الجيش إطلاقا، نعم هناك قوات لمكافحة الإرهاب مدرَّبة ومدفوع فيها ملايين ومصروف عليها ثروات وطن، وهى لا تَمُتّ بعلاقة إلى الجيش، بل مكوَّنة من رجال شرطة، وربما تستعين بعناصر من القوات المسلحة، لكنها ليست محسوبة على الجيش ولا تُدار بأوامر من القائد العام للقوات المسلحة، ومهمة الجيش مقصورة على مواجهات المعارك والحروب بل والعمليات الكبرى من الإغارة والتدمير للمخابئ وتفجير الجبال والأكمنة والملاحقة الجوية، وهذا ما استعان به مبارك فى معركته الطويلة مع الإرهاب التى نجحت على السطح، بينما فشلت عمقًا وجوهرًا، بدليل أن الإرهاب قفز فى يوم وليلة على البلد بعد تنحيه، لكن الثابت أن القوات الخاصة التى تهاجم وتواجه الإرهابيين هى قوات شرطة مدرَّبة ومجهَّزة، ونعرف أن تدريبات الضباط المصريين المنتمين إلى هذه القوات تمت فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأن القناصة وخبراء المفرقعات والاتصالات مثلا تابعون للداخلية، التى تمتلك -فضلا عن أحدث موضات ملابس مكافحة الشغب والإرهاب وآخر إنتاج من قنابل الغاز والسيارات المدرعة- آخر أجيال التكنولوجيا من أجهزة تنصت واستشعار عن بُعد ومناظير ليلية وخدمة مباشرة من الأقمار الصناعية التابعة للأمريكان، وكم من مرة تعاونت القوات الشرطية الخاصة بالإرهاب مع أمريكا فى عمليات قبض واعتقال بعضها غير شرعى تماما، ولم نسمع فى أى لحظة عن مشاركة الجيش أو قواته أو رجاله، بل المؤكد أن مبارك نجح فى تكوين جيش من الشرطة ينافس ويستغنى به عن جيش العسكرية الذى لا يملك قدرة كبيرة على التصرف فيه بما يخدم سياسته، فضلا عن أن هذا التصرف لم يورط الجيش النظامى فى دماء مصريين وأعمال ربما قذرة!
إذن لماذا الآن؟
مرة أخرى مقبول ومطلوب وواجب بالطبع أن يتولى الجيش حماية البلد وحدودها من العدوان والإرهاب، وأن يمشِّط هذه الجيوب، ويسحق هذه المنظمات، لكن لا يمكنه أن يفعل ذلك دون أن تتحرك الشرطة على الأرض وتقوم بمهمتها الأصيلة، ولا معنى لجيش يحارب داخل شوارع قرى!
هذه مهمة قوات مكافحة الإرهاب الخاصة فلماذا نطلبها من الجيش؟
مَن يطلبها من الجيش هم مواطنون يحبون جيشهم ويؤمنون به ويحلمون به، لكن الحب مفرط حتى إننا نطلب منه ما ليس له وما ليس فيه.
وكذلك يطلب هذا التدخل إخوان وجماعات (منها الجماعة الخاطفة ذاتها) تريد أن تورِّط الجيش فى عمليات ليس مؤهلا لها ولا هى مهمته، حتى يفشل فيكون الأمر مبررا للتدخل فيه بعد التشهير به، ويستندون إلى الفشل فى قرار إقالة أو إطاحة، أما لو نجح فإنه سيكون عُرضة للانتقام والاستنزاف من كل عناصر وجماعات الإرهاب فى مصر كلها وليس فى سيناء فقط، وسيصبح هدفًا لتلك الجماعات المحمية والمحصَّنة والمصونة، حيث هى حليفة الدكتور مرسى وأبواقه المهدِّدة بتوليع البلد لو تدخل الجيش ضده أو سحب الشعب الشرعية من مرسى، وهى الجيش الشعبى الحر لمحمد مرسى وإخوانه ساعة العوزة لتحويل مصر إلى نموذج سورى أو عراقى، من هنا يستعجل الإخوان دخول الجيش والسيسى إلى الفخّ، والمؤسف أننى أراه يقترب حتى قد تزلّ قدماه خلال ساعات!