«1»
هذا المقال يهدف إلى البناء لا الهدم.
«2»
يثير د.باسِم عودة وزير التموين والتجارة الداخلية، كثيرًا من الجدل منذ أن جاء إلى الوزارة في التعديل الثاني لحكومة د.هشام قنديل، وهو ما يجعل من متابعة الرجل واجبًا، حتي ننصفه -هذا إن كان يعمل فعلًا- ويهاجَم وبكل قوة لتصحيح مساره إن كان مخطئًا.
يومًا ينفعل الوزير على أحد المواطنين، ويومًا آخر يذهب إلى محافظة البحيرة للإشراف بنفسه والمشاركة في القبض على قَتَلة مفتشي التموين ولم يَعُدْ من هناك إلا بعد أن تحقق الأمر وأدى واجب العزاء. ويومًا تم اقتحام موكبه من أحد المواطنين أو سيارات النقل، كل مرة يستقبله الناس بحال، ولا كلام حقيقيًّا عما يحدث على أرض الواقع… ماذا أضاف الرجل إلى الوزارة؟ وما المشكلات التي تم حلها بالفعل؟ وأين زيت التموين الذي يصل المنازل من زيت عباد الشمس الذي أمسك به في أحد المؤتمرات؟
هناك مشكلات في السكر مثلًا؛ فما تحصل عليه الأسر المصرية عن طريق بطاقة التموين منه يقل تباعًا، وتجار موثوق بهم أكدوا لي أن الحصص المقررة لهم تَقِلّ، وبالتالي ما يصل المواطن يقلّ أيضا فتجد أن الشخص مفترَض أن نصيبه 2 كجم من السكر شهريًّا، فيأخذه شهرا ١ كجم والشهر الذي يليه اثنين، وهكذا هناك مشكلات كثيرة تخصّ التموين ولا أحد يتكلم عنها رغم معاناة المواطن، ويقول الوزير في أحد مؤتمراته، وهي كثيرة للغاية بالمناسبة، إن «الدخل لم يعد شرطًا أساسيًّا للحصول على بطاقة التموين»، وهو قول رسميّ يضع مبدأ العدالة الاجتماعية في القمامة، فإن كان دخلك مليون جنيه فمن حقك الحصول على بطاقة «وخد سكر وزيت زي ما أنت عايز»!
وفي ما يخص رغيف العيش الذي انسحب وزير التموين من إحدى الندوات لأن صحفيًّا سأله عن حقيقة تولي حزب الحرية والعدالة مهمة توزيعه على المواطنين في بعض الأماكن، سأذكر نقطة حقيقية لا يمكن لوزير التموين أن يكذِّبها، ومصدري فيها أحد مراكز المعلومات التابعة لوزارة التموين الذي أكد لي أن هناك مدنًا في مصر، خصوصًا في الصعيد، يجري فيها توزيع الخبز الحكومي على المنازل، نصيب الفرد فيها رغيف وربع فقط وليس ثلاثة أرغفة! وهو العدد الذي هاجمت مصر كلها باسِم عودة بسببه، فماذا أنتم قائلون للرجل؟
باختصار شديد بعض المناطق يوجد بها مخبزان فقط لا غير ولا يقل عدد السكان فيها عن 10 آلاف نسمة (دي أقل قرية مثلًا) حصة كل مخبز 4 أجولة ونصف من الدقيق، كل جوال كامل وزنه 100 كجم يُقسَّم إلى جوالين ويسلم للمخابز لصناعة 1200 رغيف -هذا إن كان صاحب المخبز لديه ضمير فعلًا- وبذلك يصبح لدينا 10 آلاف و800 رغيف، ويكون نصيب كل فرد في هذه المنطقة رغيف و0,8، وهكذا.. أي أن الذعر الذي شعرنا به لأننا سنأكل 3 أرغفة فقط في اليوم، يتعرض «ملايين» وأنا متأكد من ذلك لأسوأ منه ويأكلون رغيفًا واحدًا فقط في اليوم.
أما القمح، فلن نتكلم عنه كثيرًا، لأن القول بأن الإنتاج زاد، كلام لو استخدمه عودة في حديثه، لتأكدت تمامًا أنه يكذب، ولتسألوا الفلاحين قبل مسؤولي «الزراعة» ممن لا يزال لديهم ضمير، فالزيادة الحقيقية للإنتاج تعني زيادة الرقعة الزراعية أولًا ثم زيادة المزروع منها بالقمح ثانيًا وهو ما لم يحدث، وبالتالي قد لا نجد زيادة الـ6% التي أعلن عودة أنها ستكون موجودة العام القادم.. وبعدين الناس بتبني على الأراضي الزراعية القمح هيزيد إزّاي؟
د.باسِم عودة قبل الوزارة كان يُعرف في المنطقة التي يسكن فيها بـ«د.باسِم بتاع الأنابيب»، وهو شيء لا يعيبه بالمرَّة وهو أيضًا أستاذ جامعي قبل كل ذلك، لكن الحقيقة تقتضي القول إن المنطقة كانت ولا تزال تعاني من أزمة أنابيب رغم وجود مستودَع للأنابيب يبعد عن منزل الوزير أقل من 10 أمتار، ولا تباع أنبوبة الغاز أبدًا في المنطقة بأقل من 25 جنيهًا، حتي إنني كلما احتجت إلى أنبوبة وجدت وزير التموين يصرّح بأن الأزمة انتهت ولذا أحب أن أسأله.. أين الأنبوبة يا د.عودة؟