بالطبع كان نظام مبارك فاسدا..
ورجال حكمه كانوا فاسدين..
ولم يحقق مبارك أى نوع من العدالة الاجتماعية..
وكان يسعى لإثراء الأغنياء على حساب الفقراء..
ونهب رجاله البلد فى خيراته وأراضيه وبتروله وغازه حتى صحرائه!
ومن هنا خرجت الثورة ضد مبارك ونظامه.
نادت الثورة بسقوط النظام، يعنى مبارك ورجاله الفاسدون..
ورفعت الثورة شعار «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية»..
وتسلَّم الإخوان السلطة بعد فترة انتقالية من حكم جنرالات العسكر الذين أساؤوا إلى الثورة، وارتاح هؤلاء الجنرالات بتسليم السلطة للإخوان.
فهل تغيَّر أى شىء تحت حكم الإخوان ومندوبهم محمد مرسى؟
هل تحققت الكرامة الإنسانية؟
هل تحقق العدالة الاجتماعية؟
للأسف الشديد لم يحدث أى تغيير، وإنما الأوضاع تسير إلى الأسوأ، فالإخوان سعوا للتمكين والسيطرة على حساب حق الشعب فى بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة للتخلص من تراث استبدادى طويل، وأتوا برجالهم الثابتين على السمع والطاعة لتولى المناصب.
ليستمر كل شىء على ما كان عليه.
بل إن المسؤولين الجدد الإخوانيين أثبتوا فشلا عظيما فى إدارة أى مؤسسة تولُّوها، فلم يتغيروا فى أى شىء عن سابقيهم بل أثبتوا أنه ليست لهم علاقة بعملهم، اللهم إلا حصولهم على نفس المكافآت الكبيرة.
ويستمر الإخوان فى نشر أعضائهم على الوزارات والمؤسسات وكذلك منافقيهم والمحسوبين عليهم من القوى الأخرى ولا يهمهم الإنجاز أو أى تطور.
وليست هناك شفافية، فالشفافية منعدمة عن الإخوان.
وحدِّث ولا حرج عن القرارات وسيل التشريعات سيئة السمعة التى أصدروها من أجل مصالحهم الخاصة.
ولعل صراعهم على قانون السلطة القضائية يوضح مدى ما وصلوا إليه من «جشع» فى السيطرة والتمكين وضرب عرض الحائط بمؤسسات الدولة.
وحدِّث ولا حرج أيضا عن العدالة الاجتماعية تحت حكم الإخوان.
فالفقراء يزيد فقرهم بالإضافة إلى انضمام فقراء جدد.
وأصبح التجار هم الفائزون من تلك المرحلة واستعادة تجارة العملة التى يجيدونها!
وأصبحت هناك شخصيات على الساحة مسيطرة على الوضع القائم لم يكن لها أى خبرة سياسية أو اقتصادية.
وأصبحت تلك الشخصيات تقوم بنفس المهام التى كانت تقوم بها شخصيات نظام مبارك الفاسدة من أمثال أحمد عز وشركاه.
فأصبحنا نرى شخصا مثل حسن مالك يتحكم فى أمور كثيرة.
فضلا عن خيرت الشاطر الذى لا يعرف أحد ماذا يفعل بالضبط من أجل أن يبدو أمام الجميع أنه صاحب القرار والمسيطر فى كل الأمور السياسية والاقتصادية باعتباره صاحب مشروع النهضة.
وأيضا أبو هشيمة اللى طالع فى المقدر جديد وأصبح فجأة خبيرا صناعيا يقدم مقترحات إلى الرئاسة ويشارك فى جميع اللقاءات.. فمن أين أتى بتلك المواهب فجأة؟