كتبت-يارا محمود:
قالت مجلة "التايم" الأمريكية إنه على الرغم من الجهود الغربية الحثيثة لإثناء روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين عن تقديم الأسلحة لنظام بشار الأسد في سوريا، إلا أن موسكو مضت في صفقة السلاح لدمشق.
وأضافت أنه رغم أن ثلاثة من كبار المسئولين في العالم الغربي وهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد زاروا روسيا هذا الشهر من أجل حثها على منع تقديم السلاح، هذا إلى جانب المكالمة الهاتفية التي أجراها أوباما مع نظيره الروسي في 29 أبريل الماضي، إلا أن هذه الجهود لم تفلح، بعدما أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن روسيا لم تسلم فقط أنظمة حديثة ومضادة للطائرات لسوريا، بل قدمت لها أيضا صواريخ قاتلة يمكن أن تكون أكثر إيلاما لأي قوات بحرية أجنبية تحاول التدخل في سوريا، أو توفر الإمدادات للمعارضة عبر البحر.
وحول أسباب قرار روسيا زيادة إمدادات الأسلحة لدمشق بالرغم من مناشدات الغرب، أجرت المجلة حوار مع أندريه كليموف، نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية بالدوما، الذي أوضح أن موسكو تريد أن تكون أكثر حرصا فى رهاناتها.
ويقول كليموف، إن النظام المضاد للطائرات "إس 300" الذي قدمته بلاده لسوريا سيضع الشروط الصحيحة للتفاوض على رحيل الأسد، وفي 7 مايو الجاي وافق كيري وبوتين على بدء هذه المفاوضات في مؤتمر دولي ينعقد في الأسابيع القادمة.
ويؤكد الدبلوماسى الروسي رفيع المستوى، "أن هذا النظام سيحبط أي رغبة في مهاجمة سوريا من الجو لو كانت هذه النية الحقيقية لشركائنا الماضين في هذه المفاوضات، لكن نية روسا في هذا كله هو تجنب ارتكاب نفس الخطأ الذي حدث في ليبيا".
وأوضحت المجلة أن كليموف سافر إلى سوريا أثناء الحرب الأهلية لتقدير الخيارات المطروحة أمام روسيا، وفي عام 2011، كان الكرملين الذي قاده في هذا الوقت ديمتري ميدفيديف الأكثر ليبرالية، أكثر تعاطفا مع الغضب الدولي من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وأقنعت الولايات المتحدة وحلفائها ميدفيديف بعدم عرقلة قرار الأمم المتحدة ضد القذافى، بما سمح بتمرير قرار من مجلس الأمن الدولي.
وأفادت المجلة أن أسلحة روسيا ستمنح الأسد فرصة جيدة للدفاع عن نفسه، حال قررت أي قوى غربية أن تواصل هجماتها التي بدأت في مطلع هذا الشهر، في إشارة إلى الهجمات الجوية الإسرائيلية، والتي دفعت روسيا للإسراع في تقديم شحنة الأسلحة للأسد ،حسبما يقول كليموف.