فتح مقال يوم الخميس الماضى تحت عنوان «هل هى أسئلة بلا أجوبة» الباب أم العديد من التعليقات. بعضها اتفق مع ما جاء فى المقال مرجحا فشل إدارة المرحلة الانتقالية لفشل أكبر اسمه رجال «دولة مبارك» الذين أداروا تلك الفترة، وبين الحديث عن المؤامرات الخارجية والداخلية التى أدت فى النهاية لتسليم السلطة للإخوان.
ولعل من أهم الرسائل التى تلقيتها وكانت أقرب للاختلاف مع مضمون مقالى هى رسالة الأستاذة المهندسة فاطمة حافظ التى اعتادت من حين إلى آخر أن ترسل رسائل متميزة فى مضمونها ولغتها وجاء فيها:
نعم هناك أسئلة بلا أجوبة
أتفق معك تماما فى أن تركة مبارك و«الخيبة القوية» التى طالت كل مؤسسات الدولة هى السبب الرئيسى فى كل ما نعيشه الآن ولكن.......
نعم سار الجيش على «وصية مبارك» وسار المشير طنطاوى واتبع خطى مبارك فى استبعاد اللواء عمر سليمان والفريق شفيق لأسباب شخصية تماما، أتفق معك ولكن السؤال ولما لم يسر على خطى مبارك أيضا واستبعد الإخوان المسلمين كما كان يفعل مبارك؟ لماذا وجدنا محاميهم صبحى صالح فى لجنة تعديل الدستور الأولى رغم كونه غير ذى شأن ولا كان يعتبر من «الخبراء الدستوريين» أصلا؟
ليس هناك أى دهشة من عدم تعبير المجلس العسكرى عن روح الثورة، أبدا «ولا أى اندهاش» ولكن كل الاندهاش من عدم تصديهم كما قلت للعناصر التى اخترقت حدودنا وقت الثورة والتى شهد اللواء عمر سليمان أمام المحكمة بذلك فالواضح أن المخابرات أدت دورها وأبلغت ولكن لم يتحرك أحد، ألا يشعرك هذا ببعض الريبة؟ ألا يشعرك وقوف الجيش أمام مبنى أمن الدولة بالدبابات أثناء اختراقه بدون التعرض للمخترقين ببعض الريبة؟ ألا يشعرك وقوف الدبابات حول ميدان التحرير وعدم التعرض لمهاجمى موقعة الجمل بأى ريبة أو اندهاش؟ ألا تستغرب طلب قائد جيش «لا أذكر اسمه» من البلتاجى أن ينزل رجاله من فوق أسطح وسط البلد، «يطلب منه»؟!
أتفق معك أن من الوارد جدا أن يكون المشير طنطاوى هو الذى قضى على فكرة محمد البرادعى أو عمرو موسى أو غيرهما كرؤساء للمرحلة الانتقالية لأسباب شخصية أيضا ولكنى لا أستبعد ولا أتفق معك فى عدم تدخل أمريكا فى ذلك أو أنها لم تكن تفرق معها لأنى أعتقد أن هذين الاسمين بالذات لن يكونا «عبداً مأموراً» لأمريكا وأعتقد أن أمريكا تفرق معها جدا!
لا أتهم من قاموا بالثورة وقد كنت ولا أزال أرى أنه كان يجب علينا التخلص من نظام مبارك الذى أدى بنا إلى غيبوبة عميقة وفشل وجهل لا مثيل لهما ولكنى لا أستبعد أيضا بعض «المؤامرات» من أمريكا للم الموضوع أو لجعل الحدث فى صالحها وهو ما أعتقد أنهم استطاعوا فعله بعد مفاجأتهم بالثورة عن طريق حلفائهم الجدد «الإخوان المسلمين» وعن طريق غباء الأطراف الأخرى.
ولأننا نعيش فى عالم غير شفاف بالمرة وتنقصنا معظم المعلومات فلن أستطيع استبعاد تساؤلات الدكتور جلال أمين خاصة عندما أنظر فيما حدث ويحدث حولنا فى ليبيا وسوريا والعراق ولا أستطيع أيضا دحض نظريتك بأن ما حدث هو نتيجة فشل وخيبة فقط ولا أستطيع أيضا إثبات تكهناتى!
انتهت رسالة الأستاذة فاطمة، وبقى السؤال معلقا بين أيدى القارئ.