على أرض سيناء الطيبة سالت دماء جنودنا فى شهر رمضان غدراً وغيلة ومر عام دون أن تطال يد القصاص القتلة الذين سفكوا دماء أبنائنا، واليوم لأول مرة فى تاريخ مصر يتم اختطاف وأسر جنود مصريين من داخل بلادهم وليس على الحدود أو فى مهمة قتالية خارجية وتكتمل المهزلة حين يتم التفاوض مع الإرهابيين لإطلاق سراح جنودنا حتى كتابة هذه السطور.
أى شعور بالذل والمهانة يلطخ سماء الوطن ويجعلنا نحترق من فرط الغضب، هل بلغ الهوان بنا لهذا الحد؟ هل يليق هذا بجيش مصر العظيم أحد أهم مدارس العسكرية فى العالم؟ يختطف جنودنا ويأسرون داخل مصر ولا نستطيع حتى الآن تحريرهم وقطع يد هؤلاء المجرمين.
ما تجرأ هؤلاء الإرهابيون إلا حين وجدوا أن الجريمة الأولى مرت حتى الآن دون عقاب، إن دولاً كثيرة قد تدخل فى حروب من أجل استعادة جنودها المختطفين فى دول أخرى فما بالكم بدولة يتم اختطاف جنودها على أرضها ومساومتها من أجل تحريرهم. ما الذى يحدث هل انفرط عقد الدولة المصرية؟ هل سقطت هيبة الدولة فى عيون الجميع ليصل الحال إلى ما نشاهده الآن من خيال لم نحلم به فى أشد الكوابيس بشاعة؟
إن رمزية حادثة اختطاف الجنود تشير إلى أن كل الخطوط الحمراء تم تجاوزها ولكن مازال أهل الحكم فى مصر لا يدركون أن سوء أدائهم يسقط معنى الدولة المصرية أكثر وأكثر.
على المؤسسة العسكرية أن تحمى سمعتها وتسترد الكرامة المسلوبة، يجب أن نعترف أن الدولة المصرية شبه فاقدة للسيطرة على سيناء، لذلك نحتاج إلى خوض معركة تحرير جديدة يتم فيها دك معاقل الإرهاب وإنهاء وجود هؤلاء القتلة على أرض مصر، نريد أن نسترجع ثقتنا فى كفاءة جيشنا وقدرته على حماية التراب المصرى. نريد إعمال القانون على الجميع بلا استثناء، بدو سيناء مواطنون مصريون لهم كل الاحترام والتقدير ولهم مطالب مشروعة ينبغى الإنصات لها ولكن لا يمكن أن يكون هذا مبرراً أن يتستر أى مواطن مصرى على مجرم.
مطرقة القانون يجب ألا ترحم أحدا من الآن، الدولة المصرية لا تخضع للابتزاز ولا تستجيب لمن يجرم فى حقها لأن هذا إسقاط لمعنى الدولة.
لو كنت رئيسا للجمهورية الآن لرفعت شعار الدولة المصرية لا تركع ولأعطيت الضوء الأخضر لسحق كل يد آثمة تمتد لتنال من مصر، نعم نحترم حقوق الإنسان ونراعيها فى كل قراراتنا ولكن حين يمس الأمر بنيان الدولة فلا صبر ولا تسامح مع أحد.
يا جيش مصر العظيم اغضب فقد حان وقت الغضب، لا تضيع تاريخك تحت ضغط ارتباك سياسى وسوء تقدير، كرامتك فى خطر ولن يسامحكم أحد إذا لم تعيدوا للجيش وقاره وهيبته.
حرروا سيناء ولا تتعللوا بتوازنات وملاءمات، يا جيش مصر اغضب.