كتبت- غادة عاطف:
في تقرير لمجلة فاينينشال تايمز الأمريكية حول الأوضاع اليمنية ومشاكل الحكومة مع الجنوب اليمني ذكرت المجلة أن كثيرا من الشكاوى من سكان جنوب اليمن بسبب انتزاع الحكومة لممتلكاتهم منذ عام 1990، وذكر التقرير أنه في غرفة مليئة بالضجيج كان المتظلمين يحملون أوراق حيازتهم لتلك الممتلكات حاملين أوراق المرافق والسندات الحكومية وقالت في تقريرها أن الحكومة تحاول حاليا حل تلك النزاعات.
وسط الضجيج قال أحد المسئولين أن "هناك الكثير من المشاكل الكبيرة المتعلقة بأراضي هؤلاء المتظلمين وبيوتهم وحتى سياراتهم، كل ذلك تمت سرقته".
وأضاف التقرير أن تلك الفوضى نحدث في بداية عمل الحكومة اليمنية وجهودها الواضحة لحل الأزمات المتفاقمة في الجنوب اليمني منذ الحكومة المتنحية والتي كانت تهدد الجنوب الفقير الذي يعد من المناطق العربية المهمة استراتيجيا، وفي نفس الوقت تتجه الدولة نحو إجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل في إطار خطة التحول الديمقراطي المدعومة دولياً.
وقد شكلت الحكومة اليمنية محكمة خاصة تعمل طوال الصيف على إعادة الأصول والممتلكات إلى أصحابها في محاولة في الحفاظ على وحدة اليمن وسط تزايد الحركات التي تطالب باستقلال الجنوب والذي يقلق بعض المحللين من اندلاع صراع أهلي عنيف.
كان عشرات الآلاف من سكان جنوب اليمن قد قاموا بتظاهرات بعد موت أربعة متظاهرين في فبراير الماضي في صراعات مع أنصار الحكومة وقوات الأمن. وأضافت المجلة أنه توفي أربعة آخرين من الجنوب أثناء هجمة لطائرة بدون طيار بمساعدة القوات الجوية الأمريكية على مقاطعة عبيان الجنوبية بسبب صراع بين الحكومة والإسلاميين.
وأضاف التقرير على لسان أحد الجهاديين السابقين طارق الفضلي أن " لم يكن أحدا يرى الجنوب وما يحدث فيه لكن المجتمع الدولي الآن يجد أن الجنوب هو المفتاح الأصلي لحل كل المشاكل بالمنطقة".
ويجد المجتمع الدولي أن الوضع في الجنوب يعد أكبر مسألة تواجه الحكومة اليمنية والتي تستحوذ على حوار وطني بشأن مستقبله بعد تنحي علي عبدالله صالح.
وذكرت المجلة أن مدينة عدن أكبر المدن الجنوبية في تمرد مفتوح الآن، وقد استبدلت العلم الانفصالي بالعلم القومي للدولة ورفعته على البيوت والجبال والمباني. وأضافت أن هناك الكثير من السكان الذي يرون أن هناك محاولة من المدن الشمالية بخنق جهود التطور ووضع الخدمات الأساسية في الجنوب وأيضا سوء الإدارة لميناء عدن واحد من أهم المواني الدولية.
بعد توحيد جنوب وشمال اليمن قامت الحكومة بتجريد آلاف الجنوبيين من أعمالهم الحكومية والحجز على أملاكهم. وتقول المحكمة الخاصة المشكلة للنظر في تلك التظلمات أنهم تلقوا أكثر من 5000 حالة في أول أسبوعين، وذكر يحي حسن جندي سابق أنه تم تجريده من كل شيء واخذ منزله 1993.
وورد بالتقرير أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من سكان الجنوب من منطقة عبيان. وبعد أن تولى الحكومة فبراير من العام الماضي كان قد رفض أو أجل الكثير من تظلمات سكان الجنوب قبل أن يتم أخيرا عمل محكمة خاصة بالبت في تلك الشكاوى وأصول تلك الممتلكات.
وأكد التقرير أن بعض الجنوبيين غير سعداء بأن القوى الغربية المؤثرة ترى أن توحد اليمن شيء بديهي، كما يشعر الغرب بالتشكك في اليمنيين الجنوبيين بسبب مزاعم الولايات المتحدة بوجود العناصر المتشددة هناك والتي تتلقى تمويلها من إيران، وهو ما تنفيه طهران.
وقال دبلوماسي غربي أن " القرار باستقلال الجنوب اليمني قد تم اتخاذه بالفعل ولا يمكننا أن نتطرق لمواضيع قد تم تسويتها بالفعل".ويشير متشككون آخرون إلى أن استقلال الجنوب اليمني على الرغم من امتلاكه الكثير من احتياطي النفط اليمني إلا أنه لن يتطور صناعيا ولا ثقافياً.