يذكِّرنى الإخوان طوال الوقت بمندوبى المبيعات على القهاوى، حيث يزنّ عليك فى أثناء جلوسك على القهوة مندوب مبيعات متجول بمزايا سلعة تافهة حتى تشتريها ويحدّثك عنها باعتبارها أفضل منتجات العلم الحديث، مستغلا رغبتك فى أن ينهى حديثه وتكمل الطاولة، طبعًا هؤلاء شباب مخلص وطيب رماه على الشغلانة دى قلة ذات اليد وقلة الحيلة فى العثور على وظيفة، أما الإخوان فإنهم يحترفون الشغلانة ويهوونها جدًّا، إنهم يقدمون خليطا من النفخ والنصب الذى هو كذب تام حين يبيعون للشعب المصرى منجزات وإنجازات وهمية، مثلا قصة القمح الذى مسك فيها الإخوان ووقف فيها محمد مرسى مقلِّدًا بطريقة مكشوفة وبليدة الدعاية الأمريكية، وفى مشهد مصنوع برداءة وضع سجادة حمراء فى غيط وجلب كومبارس إخوان كجمهور فلاحين ليقول لنا إن إنتاج القمح وصل تسعة ملايين ونصف المليون طن بينما القمح حتى الآن لم يتم حصاده ولا نعرف بدقة رقمه الحقيقى، إلا أنه التسرع فى الادعاء ورغبة الجماعة الحارقة فى اصطناع أى منجز ولو كان وهميا ولو لم تسهم فيه بشىء لو كان حقيقيا، وقد بدا الإخوان يكذبون من أجل الكذب فقط أحيانا.
المهم أن الباحث أحمد عصمت يرد فى مدونته على تهليل مرسى فى الغيط بحقائق نعرف أن صخب الكذب الإخوانى لن يفلح فى التعمية عليها، تعالَ نقرأ حقائق أحمد عصمت ونعلّق عليها:
■ الرئيس مرسى ادَّعى أن محصول العام قبل الماضى ٥.٥ مليون طن بينما هو ٨.٤ مليون طن. (يعنى مرسى هنا ذكر معلومات مغلوطة عن الماضى ليقلل من قيمة ما أنجزته حكومة المجلس العسكرى وليعظم من منتجه، وهنا نلفت النظر إلى أن الرئيس لا يصح أن تكون أرقامه كاذبة ولا يصح أن يشوِّه ما فعله سابقوه ولا يصح أن تضلل أرقامُه الناس).
■ الرئيس مرسى ادَّعى أن إنتاجية الفدان كانت ١٠ أرادب لكن هذا الرقم المتدنى لم يحدث منذ ١٩٨٥. (لكن مرسى مهتم فقط بتشويه الماضى).
■ متوسط إنتاجية الفدان بالإردب من ١٥ إلى ١٧ إردبا لكل فدان، أى من ٢.٢ حتى ٢.٦٤ طن للفدان وهو رقم من المستحيل تجاوزه بنفس التقنية الزراعية المتاحة ونفس أنواع التقاوى المتطورة المستخدمة حاليا. (هذا رأى أحمد عصمت وخبرائه، لكن يبقى أننا فى حاجة إلى أن يشنّف الإخوان أسماعنا بالرد على أسئلة: هل استخدمتم تقنية وطرقًا جديدة هذا العام فى الزراعة؟ هل أحضرتم تقاوى مختلفة؟ هل تملكون نفى حقيقة أن إنتاجية الفدان هذا العام أقل من العام الماضى؟ صحيح زاد عدد الأفدنة التى تمت زراعتها قمحًا لكن إنتاج الفدان نفسه أقل).
■ الرئيس قارن بين إردب الأرز الأبيض ووزنه ١٢٥ كجم وبين إردب القمح الذى يزن ١٥٠ كجم. (هل لأن الرئيس ليس فلاحًا من الزقازيق مثلا فلا يعرف الفرق، أم أنه يعرف لكنه الارتجال الذى يورّطه، أم الدعاية التى تقوده؟!).
■ الرئيس قال إنه يطمح خلال سنتين أن يصل الإنتاج المحلى إلى ١٢ مليون طن، أى أن الرقعة الزراعية اللازمة لذلك لا بد أن ترتفع من ٣.١٧ مليون فدان لتصل إلى ٤.٥٢ مليون فدان، أى حتمية إضافة ١.٣٥ مليون فدان بداية من اليوم وفورا. (وهذا الرقم إما أن يأتى باستصلاح أكثر من مليون فدان وهذا يتطلب تكلفة، فضلا عن المياه، لا أظن أن مصر قدها الآن، واستصلاح المليون فدان يتطلب أكثر من سنة طبعا حتى نبدأ أصلا فى حصاده، أو تتم الزيادة على حساب الأرض الزراعية الموجودة ومن ثم ينقص إنتاجنا من كل المحاصيل الأخرى، والأمران خارج حدود المنطق).
■ ليس هذا فحسب، زيادة الرقعة الزراعية للقمح تتطلب 900 متر مكعب لكل طن من القمح المحصود. أى 3.6 مليار متر مكعب سنويا حجم الزيادة الكلية على رافد النيل (بينما الحقيقة أن مصر تعانى من نقص مياه سيتطور ليصبح فقر مياه بل إن بعض الأبحاث يؤكد أن مصر دخلت المجاعة المائية، ومع ذلك تناسَى الباحث أحمد عصمت نقص السولار الذى نحتاج إليه للحصاد!).
■ وزير تموين الرئيس مرسى صرَّح فى ٢١ أبريل ٢٠١٣ بأنه تم تخصيص ١١ مليار جنيه لشراء القمح المحلى فى مشروع الموازنة العامة للسنة المالية ٢٠١٣ / ٢٠١٤ بينما المشروع المشار إليه فى قسم دعم السلع التموينية حدد ٧.٢١٢ مليار جنيه فقط لشراء ٣.٧ مليون طن من القمح المنتَج محليا بسعر أقل من ٥٠٠ جنيه فى الطن عن العام الماضى. (هل رأيت هذا التناقض المذهل؟! وزير إخوانى يضرب رقما وموازنة تقول رقما أقل بنحو أربعة مليارات جنيه.. لكن يا عم، أهو نَخْع عودة ونَفْخ الإخوان ونَصْب الجماعة).