ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

منى مكرم عبيد التى تحمل هموم الوطن على كتفيها

-  

منى مكرم عبيد، عالمة الاجتماع والسياسة، هى الآن عضو مجلس الشورى، ومن قبله كانت عضواً فى مجلس الشعب. وهى لا تمل ولا تكل من حمل هموم الوطن كله على كتفيها، منذ عرفتها قبل ثلاثين عاماً، فى بداية دراساتها العُليا لدرجة الدكتوراه.

ولا ينبغى أن نندهش كثيراً لتفانى هذه السيدة الرشيقة فى العمل العام. فهى سليلة أسرة صعيدية وطنية عريقة تعود إسهاماتها البارزة فى العمل الوطنى إلى قرن كامل من الزمان. فقد كان عميد الأسرة، مكرم عبيد، أحد رفاق الزعيم الوطنى الخالد سعد زغلول، فى تفجير ثورة 1919، ضد الاحتلال الإنجليزى وفى المنفى، فى جزيرتى مالطة فى البحر المتوسط، ثم فى سيشل فى المحيط الهندى. ومكرم عبيد هو صاحب العبارة المأثورة أنه قبطى بالميلاد، ولكنه مسلم بالثقافة. كما كان وراء الشعار الذى رفعته ثورة 1919 «الدين لله.. والوطن للجميع». وكان هذا الشعار هو الذى ألهم أحمد شوقى، أمير الشُعراء، لإبداع بيته الشعرى الخالد: الدين للديّان جل جلاله... لو شاء ربك وحّد الأديان.

وظلت أسرة مكرم عبيد تُسهم بشخصيات عامة فى كل جيل طيلة القرن الماضى. فكان هناك فكرى مكرم عبيد، نائب رئيس الحزب الوطنى الحاكم، فى عهدى الرئيسين أنور السادات وحسنى مُبارك. وكذلك نائب مجلس الشعب المُشاغب سامح مكرم عبيد. وها نحن الآن مع منى مكرم عبيد التى تُجدد نفسها شكلاً وموضوعاً على الدوام. فهى لا تتردد فى مراجعة أفكارها ومُمارساتها، كلما طرأ على الوطن أو على العالم جديد، من ثورات سياسية أو تكنولوجية أو ثقافية. ويُساعدها على هذه المواكبة المستمرة لكل المستجدات الإقليمية والعالمية، إجادتها أهم اللغات الحية، وفى مقدمتها الإنجليزية والفرنسية، وكذلك أسفارها التى لا تنقطع إلى أهم عواصم العالم، تلبية للدعوات إلى المؤتمرات أو لمُخاطبة البرلمانات.

إن آخر هموم منى مكرم عبيد ما تشهده الساحة المصرية من «استقطاب طائفى» و«استقطاب سياسى». وقد أتت إلى مركز ابن خلدون منذ أيام، وهى تحمل نُسخاً من تقرير المرحوم د.جمال العُطيفى، وكيل مجلس الشعب فى سبعينيات القرن الماضى، ومن دراساتنا السابقة لموضوع «المِلَل والنِحل والأعراق». وعلى مدى ساعة كاملة استعرضت معنا التجدد الدورى للانفجارات الطائفية منذ أولها فى بلدة الخانكة، بمحافظة القليوبية، أواخر عام 1971، إلى آخرها فى بلدة الخصوص، بنفس المُحافظة فى ربيع 2013. ولقد مضى بين الانفجارين الطائفيين اثنان وأربعون عاماً، وقع فيها ما يزيد على مائتى حادث مُشابه، أى بمعدل أربعة أحداث سنوياً. وتلك هى فقط الأحداث التى يقع فيها ضحايا فى الأرواح أو الممتلكات، وتصل أخبارها إلى الصُحف ووكالات الأنباء. وفى تقديرات مركز ابن خلدون الذى يُصدر تقريراً سنوياً عن الموضوع، فإن العدد الحقيقى لهذه الأحداث الطائفية هو أربعة أمثال ما تورده الصُحف ووكالات الأنباء.

ويبدأ توصيف الحدث الطائفى عادة بوقوع خلاف بسيط بين فردين أو أكثر، يكون أحدهما مسلما والآخر قبطيا. فإذا احتدم الخِلاف، فإن أحد أطراف النزاع سرعان ما يستدعى البُعد الطائفى، مُستعيناً بأبناء الطائفة ليُناصروه ضد طرف النزاع الآخر.. وهكذا يمكن أن يتحول أى خِلاف شخصى، مهما كان تافهاً، إلى خِلاف جماعى، ثم إلى فتنة طائفية. وقديماً قالوا «إن أعنف النيران تبدأ من مستصغر الشرر».

ولأن التوصيات العشر لتقرير العُطيفى لم يجر تطبيقها فى حينه، أى قبل 42 سنة، أو خلال العقود الأربعة التالية، فإن النائبة منى مكرم عبيد ستذهب بها إلى الدكتور أحمد فهمى، رئيس مجلس الشورى الحالى، لعل وعسى أن ينفخ الروح فيها من جديد، ويُصدر الرئيس محمد مرسى الأوامر التنفيذية بتطبيقها على الفور. هكذا تحلم الناشطة منى مكرم عبيد، ونحن معها. فإذا استجاب، فإن ذلك سيُحسب ضمن أهم مآثر د. مرسى، الذى لا يذكر الكثيرون أى مآثر كُبرى له إلى تاريخه.

وستكون الرمزية الهائلة لمثل هذا الإنجاز أنه يتم من طرف حكومة إسلامية إخوانية، يشعر معظم الأقباط فى ظلها بالقلق الشديد على مستقبلهم فى وطنهم الذى بنوه وتمسكوا بكل حبات ترابه عبر القرون.

وأظن أن مجموعة من أعضاء مجلس الشورى يؤيدون مسعى زميلتهم منى مكرم عبيد فى التعامل الجذرى والحاسم فى هذه المسألة القبطية، التى كثيراً ما تلكّأ حسمها، وتسبّبت فى إحراج واسع للرؤساء المصريين ـ السادات ومبارك ومرسى- فى كل زياراتهم إلى الخارج، ناهيكم عن التقارير الدورية للمنظمات الحقوقية الدولية مثل العفو الدولية، والمرصد الدولى لحقوق الإنسان، وقرارات الكونجرس الأمريكى حول الحُريات الدينية فى العالم، والذى كثيراً ما تأتى مصر فيه فى ذيل القائمة الدولية، التى ترصد هذه الحُريات فى مائة وستين دولة.

أما السعى الثانى الذى تُبادر به منى مكرم عبيد فهو محاولة تخفيف الاستقطاب السياسى الحاد بين حزب الحُرية والعدالة وحكومته، من ناحية، والأحزاب المُعارضة من ناحية أخرى. وضمن هذه المُبادرة عقدت سلسلة من اللقاءات والحوارات بين هذه الأطراف فى منزلها العامر، وبعيداً عن الأضواء، وفى أجواء من الألفة التى تؤمن منى مكرم عبيد بأنها جزء لا يتجزأ من التراث الليبرالى المصرى الأصيل، الذى عاشته طفلة فى منزل مكرم عبيد باشا، إيماناً منها بأن المصريين جميعاً هم فى قارب واحد تتلاطمه الأمواج الإقليمية والدولية. فإما أن ننجو جميعاً به إلى شاطئ الأمان، وإلا سنغرق به جميعاً، فى غياهب المجهول.

إننا نُحيى منى مكرم عبيد على مسعاها الحميد، وعلى حفاظها على التراث المجيد لأسرتها العريقة، فجزاها الله كل خير. آمين.

وعلى الله قصد السبيل.

semibrahim@gmail.com

التعليقات