قادر ربنا ولا يقدر على القدرة إلا سبحانه جل شأنه أن يرد كيدهم فى نحرهم، وقبل أن يجف مداد هذه السطور يعود المخطوفون السبعة إلى وطنهم وجيشهم وذويهم سالمين غانمين، ولو عادوا، ويا رب بخير، لازم حتماً ولابد الفريق أول عبدالفتاح السيسى يكشر عن أنيابه فى وجه الذئاب الضارية التى تتربص بأولادنا الدوائر فى دروب سيناء، وينصبون الكمائن، فيقتلون غدرًا الصائمين فى رمضان على الحدود، ويخطفون البسطاء المكافحين فى المدقات الجبلية.
سيادة الفريق.. عفوًا لقد مضى وقت المسايسة، وبالتى هى أحسن، لم يعد فى قوس الصبر منزع، فرغ صبرنا، لم يعد هناك بد، وآخر الدواء الكى، اقتلوهم حيث ثقفتموهم ولا تأخذنكم بهم شفقة ولا رحمة إنهم مفسدون فى أرض سيناء الطاهرة، تتبرأ منهم العوائل والقبائل المناضلة، خربوا البيوت العامرة، وسمموا الآبار العذبة، وخرجوا قطاع طرق يسرقون وينهبون ويخطفون شبابًا زى الورد، خطفوا أقرانهم سابقًا، وقتلوا أقرانهم سابقًا، وها هم يعاودون الكَرّة ونحن لهم كارهون.
عبثًا، لانزال نضرب أخماسًا فى أسداس بسبب تدخلات غير مشروعة ولا وطنية ولا إنسانية من الأهل والعشيرة، يوفرون غطاءً سياسيًا للقتلة والمجرمين وقطاع الطرق والقاعدة والقايمة، والنايمة على جنوبها تأمر فتطاع، سحقًا لمن يقايض على الدم، من يبارك سفك الدماء، من يسهل خطف الشباب الذى خرج يطلب النصر أو الشهادة، هكذا علمتنا المؤسسة العسكرية وكنا بين صفوفها جنودًا مجندة، نحفظ الأرض والعرض ونقف زنهار على الحدود، عين باتت تحرس فى سبيل الله.
يا سيادة الفريق.. وثيابك فطهر من مكائدهم وما يمكرون، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ولا تطع الإخوان والمتأخونين، ودع أذاهم وتوكل على الله،، ونظّم الجند، وطهر الأرض الطيبة، لديك فيها صهر ونسب، قبائل ومخاتير وشباب يرنون إلى علم مصر ولا يقايضون على انتمائهم لمصر، ليسوا ممن باعوها بثمن بخس دراهم قطرية معدودة، بل هم أبناء الرمل الأصفر، نبراسهم أينما تولوا وجوهكم فثمة علم مصر من بعد وجه الله تعالى الذى يحرس مصر من فوق سبع سموات، ادخلوها بسلام آمنين، مصر بلد الطيبين العابدين الساجدين الحامدين الشاكرين.
سيادة الفريق.. أغلق عليك وأولادك بابك حَذَر الأخونة، ولا تفتح إلا بعد أن تنظف الجرح النازف، لا تترك أم القيح فى عمق الجرح السيناوى، سيناء صارت جرح الوطن الذى لا يندمل، سِد الباب الذى يأتى منه الريح، سِد الأنفاق يا رجل واستريح، ولا تسمع لغوًا من الذين يحاججونك فى الحدود، حدود مصر معلومة، مرسومة جوه القلوب، مسطورة فى كتاب محفوظ، لا تفريط فى شبر رمل فى الشرق أو فى الجنوب.
إنا عرضنا الأمانة وحملها الفريق، مصر أمانة فى عنقك، كما تسلمتها أمانة بعد سلسال من المحاربين العظماء فلتسلمها غير منقوصة إلى جيل من المحاربين العظماء، ولا تعدو عيناك عنهم تريد زينة السلطة والكرسى، خلّى الكراسى لأصحابها، والمتقاتلين عليها، مكانك هناك بين جنودك فى سيناء، معركة التحرير حررها من الاحتلال الذى يرفع رايات سوداء بلون ما تخفى صدورهم.
يا سيسى خذ الكتاب بقوة، كتاب الوطن، واحفظه فى قلبك، وعطّر به لسانك، وضعه أمام ناظريك، إن الخطر داهم، هبت ريح صرصر عاتية تخلخل عمود الوطن، تمسك بالعروة الوثقى، حدودك، وطنك، ناسك وأهلك، لا نريد تضرعًا إلا لله، ولا نريد تذللًا إلا لله، وشاكرين كلماتك الطيبات، نريد أفعالك الناجعات، أفعالا تبرهن بها على الكلمات، أفعالا موحيات من نبع الوطنية العسكرية المصرية الصافى.