تأثرتُ جداً بالرسائل التى تلقيتها على مقال الخميس الماضى «أهل المروءة»!.
الرسالة الأولى مؤثرة جداً. أهديها أولاً إلى روح الإمام محمد عبده صاحب المقولة الشهيرة: «حينما ذهبتُ إلى أوروبا وجدتُ إسلاماً ولم أجد مسلمين». أهديها أيضاً إلى التيار الإسلامى عسى ألّا يستكبر عن النصيحة وأن يجدها فرصة ليراجع بعض مواقفه.
تقول السيدة إيناس يسرى: «أحب أن أحييك على ما كتبته اليوم، وأحب أن أذكر أننى عندما سافرت إلى هولندا لأول مرة، وقد كنت حينها أرتدى النقاب، مع العلم بأن هولندا تشتهر بعنصريتها، خاصة تجاه المسلمين. وكان لابد من تعلّم اللغة الهولندية كشرطٍ للحصول على الجنسية. وفعلاً ذهبتُ للجامعة لدراسة اللغة، وقد سارت الأمور على خير وجه دون أى مشاكل إلى أن جاءتنا مُعلّمة بمجرد رؤيتها لى جنّ جنونها، وأصرّت على كشف وجهى أثناء الدرس، بالرغم من أن باقى المدرسين، وفيهم رجال، لم يطلبوا ذلك! ولكنها أصرّت ثم تحول اﻷمر إلى سخرية على هذا الزىّ! ووصفى بأننى بدوية ولا أفقه شيئاً!. ولا أخفى عليك فقد انهمرت فى البكاء، ولم أستطع الدفاع عن نفسى ﻷننى لم أكن أعرف لغتها! وإذا بكل مجموعتى بلا استثناء يقفون بجانبى رافضين سخريتها مع أنهم من أديان مختلفة بين المسيحية والبوذية بل بعض الملحدين أيضاً! لكنهم كانوا يحملون ما نفتقده نحن وهو الإيجابية! وأصرت المعلّمة على موقفها وقالت إنها لن تُدرّس لنا إلا لو كشفت وجهى! وكان الرد قاطعاً من زملائى، وهو أنهم لا يريدونها أصلاً!! وذهبوا من ورائى وقدموا شكوى لمدير الجامعة، وطالبوه بأن تعتذر لى المُعلمة أمام الجميع، وقالوا له إن الحرية لا تتجزأ ويجب أن تكون للجميع! هذا ما حدث مع أشخاص لا يدينون بديننا فما بالك بنا نحن!!»
رسالة أخرى من د. خالد الحلو يقول «كنتُ ماراً بالصدفة بجوار مجموعة من الشباب العاملين فى الصرف الصحى ويبدو على ملامح بعضهم أنهم من الأرياف المجاورة وليسوا من المدينة. ووجدتُ بعضهم يتحرشون بثلاثة بنات بطريقة فجة لفظياً وسلوكياً توشك أن تتطور لتحرش باليد. تذكرت أختى وتذكرت حاجتها للمساعدة فى مثل هذه المواقف، وأحسست أنه دَيْنٌ يرده الله إليك. فوضعت يدى على كتف أكثرهم جرأة لأصرفه عن مطاردة الفتاة فتوقف ونظر لى شذراً. قلتُ له بنبرة حانية صادقة: يا أخى عيب أنت ابن بلد وباين عليك فلاح كمان. فرد: وإنت مالك؟، قلت: ترضى حد يعمل كده لأختك». ضحكوا كأننى قلت نكتة: ماعنديش إخوات. فرددتُ بابتسامة صفراء: طيب معندكش أمّ!! ظهر الغضب فى عينيه وقال وهو يدفع يدى عن ذراعه: طيب يللا أمشى من هنا. عدتُ أقول فى إصرار: إذا استبحت عورات الناس فاعلم أن الناس ستستبيح أمك وأختك وابنتك. ولم أنتظر رداً ومشيتُ. الأغرب أن رجلاً كان يرقب ما حدث، قال لى: والله عندك حق بس كانوا ممكن يضربوك!. قلتُ: وانتم فين يا حاج؟ واقفين تتفرجوا!!» قال: دول شاربين حاجة ممكن يبقى معاهم مطواة!. انصرفت وأنا أشعر نحوه باستياء من هذه السلبية!!».