ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

العلاقة بين رابعة العدوية والفضائيات الإسلامية

-  
نشر: 17/5/2013 3:34 ص – تحديث 17/5/2013 9:35 ص

دخل الإسلام مصر على ثلاث مراحل حسب تقويم تيار الإسلام السياسى، فكانت المرحلة الأولى على يد عمرو بن العاص عندما دخل مصر عام 640 ميلاديًّا، والمرحلة الثانية على يد العائدين من الخليج بعد نحو 1350 سنة من هذا التاريخ، أى فى بداية تسعينيات القرن الماضى، وأخيرًا المرحلة الثالثة على يد الرئيس المُصلِّى المتديِّن عضو جماعة الإخوان المسلمين، والأغلبية الإسلامية فى مجلس الشورى ومن قبله مجلس الشعب «المحلول».

فى المرحلة الأولى غزا ابن العاص مصر، وطرد الرومان، وفى المرحلة الثانية غزا صدامُ الكويتَ وعاد المصريون، بخاصة مع بداية استبدال جنسيات أخرى بهم، وفى المرحلة الثالثة غزت الأحزاب الإسلامية غزوات الصناديق وغالبًا سيخرج المصريون من البلاد.

المثير للدهشة فى تلك النظرية هو إغفال الدور العظيم الذى لعبته فضائيات الإسلاميين منذ بداية إنشائها عام 2006 حتى الآن، إذ كانت الدفة التى وجهت الجماهير للنصر فى المرحلة الثالثة، ومن ينسى «حث الناس على التصويت بنعم فى استفتاء مارس 2011»، و«حث الناس على التصويت بنعم على الدستور»، ومحاربة الكفار على منابرها فى انتخابات البرلمان والرئاسة وغيرها؟

وقبل الثورة حين كانت منبرًا للنضال يحرِّم الخروج على الحاكم، وأغلقها مبارك الظالم رغم أنها ما اقتربت منه يومًا، لكنها عادت لتواصل النضال وتشارك فى اللحظة الحلم، الجزء الثالث لدخول الإسلام مصر، أحسن من الجزء الثالث لمسلسل «ليالى الحلمية» ذات نفسه.

وربما يشبه تاريخ القنوات الفضائية النصف الأول فقط من سيرة حياة الزاهدة «رابعة العدوية»، إذ بدأت أيضا وبخاصة قناة «الناس» أولى القنوات، بالرقص والغناء و«الشات» العاطفى، لكن فشلها فى تحقيق إيرادات وجذب إعلانات جعل مالكها «السعودى» يستعين بالشيخ عاطف عبد الرشيد كى يحولها إلى قناة دينية «وهابية» على مذهب بلاده، بحثًا عن المال لا غير، لأن هذا المالك ذاته صرح لصحيفة أمريكية قائلًا «لم أكن أفكر فى عمل شىء أخدم به دينى، بل كانت فكرة من أجل المال».

ولأن تجارة الدين قد ازدهرت للغاية فى مصر فى منتصف التسعينيات، فقد كان طبيعيًّا إطلاق قناة فضائية مع دخول مصر عصر «الدش» لتقوم بتسويق المنتج الأكثر انتشارا.

لكن أمام فتاوى «الوهابيين» بتحريم التصوير كانت هناك أزمة جديدة تواجه القنوات الناشئة، التى أطلق النظام يدها كى تساعده فى السيطرة على الشعب، وليس بخافٍ عن كثيرين أن معظم هذه القنوات كان يدار من مكاتب أمن الدولة، تمامًا كبعض شيوخ هذا التيار بعينه. لكن لأن الربح رب التجارة، والمنفعة أشدّ لينًا من «البردعة»، تم التراجع عن الفتوى ليخرج الشيخ محمد حسين يعقوب على شاشات الفضائيات يصرخ فى جمهوره كما اعتاد أن يصرخ فيهم فى الكاسيت، وتتصدر صورته بالألوان الطبيعية لافتات إعلانات المحور بالحجم الطبيعى وبعَشر أمثالها.

صار التصوير حلالًا، وصار التليفزيون زُلالًا، وصار شيوخ تلك القنوات نجومًا بعدما كان جمهورهم يقتصر على المريدين. وكانت المرة الأولى للتراجع «فضائيًّا»، لهذا يجب تخليدها بصورة الشيخ صاحب اللحية البيضاء وعلى وجهه ابتسامة لم يعتَدها من أجل صورة على إعلان يدعو لبرنامجه من أجل نصرة الدِّين وسد الدَّين وملء الجَيب.

■ ■ ■

ولأننا شعب «صدّق» أنه متدين بطبعه، ولأن تلك الفضائيات كانت تدعوه للسجود والقيام وتغليف المرأة واستخدام السواك فقط، دون أى توجيه لإصلاح الدنيا، أو ما يخص المعاملات الإنسانية، كان طبيعيًّا بعد الثورة أن نرى تلك القنوات ذاتها على هذا الحال عندما اضطرتها الموجة الثالثة لدخول الإسلام مصر إلى أن تلتحم بالحياة العامة وتشارك فيها، قنوات تخوض فى الأعراض، يتبادل شيوخها الأفاضل التلميحات الجنسية، يسخرون من معارضيهم ويكفِّرونهم ويسبُّونهم... كأن الدين طلع وبقى الشين.

خلعت الفضائيات الدينية قناع المظاهر الدينية، وظهرت على حقيقتها، انتقض وضوءُها وتفرغت لمهمتها اللا دينية الجديدة فى السب والقذف.

وتَحوَّل أنصاف وأرباع العلماء الذين درس أغلبهم على يد شيوخ الوهابية، ولم يمروا على الأزهر إلى رؤوس حربة التيار، ودعاته الشرسين للغاية.

ولأن أغلبهم أشخاص مستواهم العلمى منخفض، ومصابون بكبت جنسى نتيجة القالَب الوهابى، صارت تلك هى المساحة التى يلتقطون فيها أنفاسهم فى خضم الصراع الرهيب مع التيارات العلمانية الكافرة -اللى هما إحنا- وإن أباح أحدهم يومًا جهاد المناكحة، فلا بد أن يبيح أحدهم الآن تلاسُن المقبحة، كوسيلة لتفريج هم وشحذ هِمَم المجاهدين الأواخر على فضائيات مصر الإسلامية، الذين انتعلوا بلادهم وتوشح كلٌّ منهم «ميكروفونه» من أجل النصر أو الإبادة... والإبادة هنا لمن يعارضهم من جموع المصريين.

فضائيات الفتنة ما قبل ثورة يناير، التى تفرغت وما زالت تمارس هوايتها فى ذَمّ الأقباط، صارت فضائيات «الفتة» بعد الثورة، حيث كل شىء مباح من أحاديث النبى وسيرته، وحتى سبّ الدين والسخرية من الشهادتين (ابو إسلام عملها ماتبرَّقش).

■ ■ ■

أخيرًا يبقى متبرعو السلطة أشدَّ خطرًا من السلطة ذاتها، وهم نوع عجيب من العبيد، يتطوع لتنفيذ مذهب سيده بغض النظر عن رضاه أو سخطه، ولاء ذاتى يشبه ولاء الجُبن (الجبنة) للفأر.

مثلًا موظف فى الرقابة يرفض فيلمًا لأن به دورًا لرجل يكشف المستقبل، يراه حرامًا ويخالف شرع الله، أو مدير المنشآت التعليمية فى جامعة الإسكندرية، الذى يرفض نشاطًا طلابيًّا يُعِدُّه عضو اللجنة الفنية المنتخب فى اتحاد الطلبة للفرقة الرابعة فى كلية طب الجامعة، الذى أنشأ ناديًا للسينما باسم «فيلموسفى» ليعرض خلاله أهم أفلام السينما العالمية، حيث يصنع الموظف الجامعى المتبرع والمتطوع مشكلة عند كل عرض، بعدم توفير قاعة، أو توفير قاعة بلا سماعات، أو أن صوت الفيلم يزعج المحاضرات، وهكذا من أسبوع إلى آخر.

وفى مثل تلك الواقعة وعند كل متبرع ومتطوع للسلطة لا يسعنا إلا أن نتذكر المثل المصرى الشهير «ربنا غفر للزانى والزانية وماغفرش… للى زيك».

التعليقات