«تنبيه هام.. ممنوع نزول حمام السباحة بالملابس العادية منعا للإحراج».. تنبيه مكتوب على بوابة حمام السباحة بأحد القرى السياحية.. صورته الفتاة صاحبة المشكلة ووضعته على الفيس بوك مضافا إليه تدوينة لها.. فى البداية ظننتها بتتريق على اللافتة وعلى التنبيه من منطلق أنه وهى دى يعنى عايزة تنبيه ولا محتاجة لافتة؟!.. ما هو طبيعى يعنى إن اللى عايز ينزل حمام السباحة ما بينزلش بهدومه.. على أساس إنه فيه زى رسمى لحمام السباحة يطلقون عليه فى بلاد الفرنجة «المايوه».. إذن إيه لازمة التنبيه؟!.. إلا أنى فوجئت بأن الكلام المرافق للصورة ليس له علاقة بما فكرت فيه.. وإنما العكس تماما.. فالفتاة التى قامت بتصوير الصورة قامت بتصويرها من منطلق أنه.. «مش من حقكم تمنعونى من نزول حمام السباحة بهدومى أو بالمايوه الشرعى اللى شبه لبس الضفادع البشرية.. مش معنى إنى محجبة إنى ما انزلش حمام السباحة «.. واسترسلت الفتاة فى شكواها من تعسف المسئولين فى القرية السياحية.. بينما تحولت أنا إلى ما يشبه المخرج «على العسال» وهو يقف وسط «منير مكرم» و«محمود حسين» فى نهاية تتر برنامجهم الرمضانى القديم وهم يقولون فى نفس واحد «إدينى عقلك» !
فالمنطق قد خرب خرابا مستعجلا والعقل قد بات على المحك خلاص يا جدعان.. مش الآنسة برضه محجبة؟!.. تمام جدا.. حقك الكامل وحريتك البحتة اللى مافيش تنتوفة مخلوق على ضهر الكوكب له علاقة بها من قريب أو من بعيد.. بس سيادتك طالما محجبة ففيه شوية حاجات ما ينفعش تعمليها.. منها مثلا إنك تخرجى بشعرك.. أو إنك تلبسى ملابس ضيقة تظهر تفاصيل جسمك.. من منطلق أن هذا هو جوهر الحجاب.. عدم لفت الأنظار فى الأساس.. وعلى الرغم من أن الموضوع تم اختزاله منذ فترة فى الإيشارب.. ويا ريته عن إقتناع ولكن لأنه «كل بنات الحتة اتحجبوا ما عدا انتى «.. أو لأن «إبن الحاج أبو حمودة جارنا عيل زى الفل.. بس انتى عارفاهم عيلة محافظة ومش حيجوزوا إبنهم لواحدة مش محجبة «.. أو لأنه « مافيش فلوس للكوافير.. أهو أدهول شعرى تحت الإيشارب أى حاجة وخلاص «.. إلا أنه إسمحى لى أن أفاجئك بأن الحجاب أكثر قليلا من مجرد الإيشارب.. الحجاب حالة وشعور وإختيار.. وليس زيا شعبيا ترتدينه لأن البنات كلهم فى الجامعة لابسينه أو لأن كل بنات الحارة لبسته وماعادش فاضل غيرك.. وطالما إخترتى أن تكونى محجبة وأردتى نزول حمام السباحة إذن أمامك حل من إثنين لا ثالث لهما.. أن تحرصى على الذهاب إلى حمام سباحة فى أى نادى من تلك النوادى التى تخصص وقتا فى حمامات سباحتها للسيدات والفتيات فقط.. أو أن تذهبى إلى أى شاطيء شعبى فى إسكندرية وتنزلى بهدومك كما تحبين وطبعا فى تلك الحالة رجاء عدم نسيان حلة المحشى الشهيرة والتى لا يصبح المصيف الشعبى مصيفا شعبيا بدونها.. أما أن تذهبى إلى حمام سباحة قرية سياحية ثم تتعجبى من منع السباحة بالملابس العادية هو بالظبط كأن تذهبى إلى إجتماع مجلس إدارة شركتك بالمايوه.. ينفع تروحى شغلك بالمايوه؟!.. لأ طبعا ما ينفعش.. أهو برضه ماينفعش تنزلى حمام السباحة بهدومك.. واضحة أظن..
ثم أنه هل ترين بالفعل أن نزول المياه بالملابس العادية ثم إلتصاقها على الجسد بفعل المياه له علاقة بمفهوم الحجاب من قريب أو من بعيد؟!.. بالعكس ربما كان هذا أفضل بكثير بالنسبة لتلك المخلوقات الشريرة المرعبة المهتاجة طوال الوقت – اللى همه الرجالة الوحشين اللى مش بيغضوا بصرهم – والذين تمثل لهم لحظة الخروج من المياه بالملابس المبلولة الملتصقة على الجسد لحظة أبرك مليون مرة من تلتميت واحدة بمايوه.. لاحظوا أن الحديث كله له علاقة بالمرضى النفسيين من كلا الطرفين.. الستات والرجالة.. إلا أنه حنعمل إيه بقى فى المجتمع المتخربأ.. ذلك المجتمع الذى دفع بالفنانة صابرين فى أحد المسلسلات الرمضانية إلى إرتداء باروكة لتظهر بها فى المسلسل بدون أن تفسد حجابها.. وهذا طبعا على أساس أن الذى يقبع فوق رأسها طالما مش شعرها تبقى هى كده محجبة.. وهو ما يجعل بالتالى الباروكة مثلها مثل الإيشارب.. طالما الإتنين بيغطوا الشعر.. وهو ما يعود بى مرة أخرى إلى نفس التحول بتاع على العسال مرة أخرى وهو يقف وسط منير مكرم ومحمود حسين فى نهاية تتر برنامجهم الرمضانى بينما يقولون ثلاثتهم فى نفس واحد.. «إدينى عقلك» !