مرة أخرى لا أعرف كيف تكون العدالة تحت رعاية محمد مرسى؟ وأقصد هنا بالعدالة مؤتمر العدالة المزمع عقده خلال أيام، والذى عُقدت لجنته التحضيرية فى دار القضاء ثم انتقلت للاجتماع مرة أخرى فى رئاسة الجمهورية.
فكيف يرضى القضاة بأن يكون مرسى راعيا لهذا المؤتمر؟
أى نعم، هناك مجموعة من القضاة لا تستشعر الحرج فى الذهاب إلى مرسى والعمل معه وعلى رأس هؤلاء للأسف ما يطلق عليهم شيوخ القضاة الذين ذهبوا مرارًا إلى قصر الرئاسة، رغم تعدى مرسى المتكرر على القضاء وهناك مجموعة أخرى قبلت أن تعمل فى اللجنة الوهمية الاستشارية القانونية والدستورية للرئاسة رغم تعارض المصالح! لكن يظل السؤال كيف تكون هناك عدالة برعاية مرسى وهو الذى يعتدى على القضاة وأحكامهم؟
ألا يتذكر هؤلاء أن محمد مرسى كان أول قرار له هو إعادة مجلس الشعب «المنحل» للانعقاد رغم حكم المحكمة الدستورية النهائى بحله وبأسباب واضحة، وهو الأمر الذى لم يكن يفعله مبارك والتزم بحكم «الدستورية» بحل مجلس الشعب مرتين فى أثناء حكمه؟
ألا يتذكر هؤلاء محاصرة المحكمة الدستورية من قبل أنصار محمد مرسى ومنع قضاتها من نظر قضايا مهمة؟!
ألا يتذكر هؤلاء إعلانه الدستورى المستبد الذى تحدى به القضاء؟ ألا يتذكر هؤلاء تحصين مرسى قراراته من نقضها أمام القضاء؟!
ألا يتذكر هؤلاء إزاحته النائب العام بالتعدى على القانون والدستور وإصراره على قراره رغم ذهاب شيوخ القضاة إليه فى قصر الرئاسة؟
ألا يتذكر هؤلاء إصراره على الإبقاء على النائب العام الخاص ووقوفه ضد مطالب رجال القضاء والنيابة بإعمال القانون والدستور فى هذا الأمر إلا أنه ضرب عرض الحائط بكل تلك المطالب؟
ألا يتذكر هؤلاء الاعتداء على الهيئات القضائية فى الدستور الطائفى الذى تم إقراره بليل وباستفتاء مزور ومقاطعة القضاة له؟
ألا يتذكر هؤلاء الاعتداء على المحكمة الدستورية فى الدستور الطائفى، وتقليص عدد القضاة للتخلص من شخصيات قضائية معينة وكأن الأمر تفصيل؟
ألا يتذكر هؤلاء مَن غمز ولمز فى أحداث الاتحادية وإصداره أحكاما قبل أن يجرى التحقيق مع المعتقلين فى تلك الأحداث على يد ميليشيات الإخوان وبرعاية رئيس ديوان رئيس الجمهورية؟
ألا يتذكر هؤلاء انتهاكات الشرطة برعاية محمد مرسى وعودتها مرة أخرى بزوار الفجر والتعذيب الممنهج فى معسكرات الأمن المركزى؟
ألا يتذكر هؤلاء اعتقالات داخلية مرسى لشباب الثورة الأصليين وإحالتهم إلى المحاكم بالعيب فى الذات «المرسىة» وجماعة الإخوان؟
ألا يذكر هؤلاء إعادة مرسى وجماعته قانون الطوارئ؟!
ألا يذكر هؤلاء إصراره على بقاء مجلس الشورى رغم شبهات بطلانه ويسند إليه التشريع ليتحول إلى «ماسورة» لإصدار قوانين سيئة السمعة وبفضل صهر محمد مرسى؟
ألا يذكر هؤلاء محاولة مرسى وجماعته السيطرة الكاملة على القضاء «وراجعوا تصريحات مهدى عاكف»؟
ألا يذكر هؤلاء الفشل العظيم لإدارة مرسى شؤون البلاد؟
فلماذا يريدون تدخل مرسى فى شؤون القضاء وهم يعلمون أن القرار ليس فى يد مرسى وإنما فى يد قياداته وجماعته ومكتب إرشاد الإخوان، والجميع يعرف ذلك؟
متى يستشعر القضاة الحرج ويرفضون رعاية مرسى مؤتمر العدالة؟
الشعب يريد الخلاص.