مشهد مبارك مرة أخرى فى القفص فى إعادة محاكمته والاتهامات نفسها بعد مرور سنتين من إحالته إلى المحاكمة بعد ثورة 25 يناير وربطه بما يجرى الآن من أحداث يشير إلى كأنه لم تكن هناك ثورة.
فكل شىء كما هو..
بل الأمر أصبح أسوأ مما كان عليه قبل الثورة.
وكأنه تم استبدال محمد مرسى وجماعة الإخوان بفسادهم واستبدادهم بحسنى مبارك والحزب الوطنى بفساده واستبداده، فضلا عن الكذب والتضليل.
وكأنه تم تغيير اليافطة فقط من الحزب الوطنى فى الكورنيش، إلى مكتب الإرشاد فى المقطم!!
ولم يتحقق أى شىء من أهداف الثورة.
لا عيش..
ولا حرية..
ولا كرامة إنسانية..
ولا عدالة اجتماعية..
لم يتحقق أى شىء من ذلك وإنما سعى محمد مرسى وجماعته إلى تحقيق تمكين الإخوان وسيطرتهم على البلاد واستمرار ذلك بغرور الجهلة رغم إثبات فشلهم العظيم فى إدارة شوون البلاد.
وما فعله مرسى فى 10 أشهر لا يختلف كثيرا عما فعله مبارك، فإذا كان مبارك متهما بقتل الثوار فإن محمد مرسى متهم أيضا بقتل الثوار، فهناك ما يقرب من مئة من الثوار استُشهدوا فى الأحداث خلال فترة حكم محمد مرسى على يد داخلية محمد إبراهيم، التى تحولت إلى ميليشيات للإخوان، وتأخذ التعليمات من قيادات مكتب الإرشاد، ويشرف عليها قيادات تم تكليفها من الإخوان.
وأصبح وزير الداخلية يسير على نهج وطاعة الإخوان ويقدم شهادته بأن محمد مرسى لم يكن مسجلا فى دفاتر سجن وادى النطرون الذى هرب منه فى أحداث الثورة.
وبمناسة الهروب من السجن خرج علينا الرجل «اللابد فى الدّرة» والذى كان زميلا لمحمد مرسى فى السجن، وهرب معه بصحبة قيادات كثر، وهو سعد الكتاتنى، الذى وصف وجودهم فى السجن بأنها حالة اختطاف، وخرجوا من السجن -أو قُلْ هربوا من السجن- إلى التحرير.. يا سلام!
وماذا عن حالات الاختطاف يا دكتور الكتاتنى التى تمارسها جماعتك ومندوبها فى الرئاسة وداخلية الإخوان للنشطاء السياسيين الآن، ويجرى اعتقالهم وتعذيبهم فى معسكرات الأمن المركزى، وبعضهم استشهد فى عهد مرسى.
لقد باع الإخوان كل من وقف معهم وهم الآن يقضون على شباب الثورة ويعتقلونهم.
وهم الذين سعوا إلى المصالح الشخصية وباعوا الثوار فى ميدان التحرير، الذى يدّعى الآن الأخ الكتاتنى أنه جاء من المعتقل -هرب- إليه ويهرولون إلى نظام مبارك ويجتمعون بنائبه عمر سليمان، فى وقت كان فيه الثوار الأصليون يرفعون شعار: «لا تفاوض إلا بعد الرحيل».
وإذا بالكتاتنى ومرسى وصحبهم الذين هربوا من السجن يسطون على الثورة ويذهبون إلى القيادات الجديدة ليتفقوا معهم أيضا ويعقدون الصفقات على حساب الثورة وأهدافها ويشاركون فى الترقيعات الدستورية التى أساءت إلى الثورة وإلى مستقبل هذا البلد، وذلك بشخوصهم وحشدهم.
لقد باعوا الثورة من أجل السلطة ومع هذا فشلوا فى السلطة.
وقد صار واجبنا أن تتم محاكمة محمد مرسى على هروبه حتى لو أتى بشهداء الزور التابعين له الآن وهم الذين كانوا يعتقلونه ولديهم كل المعلومات عنه، لكن النفاق والكذب ما زالا هما السائدين.
وقد صار واجبا أن تتم محاكمة محمد مرسى على التهم نفسها التى يحاكَم من أجلها مبارك وهى قتل المتظاهرين السلميين.
وقد صار واجبا أن تتم محاكمة محمد مرسى بعد فشله العظيم فى إدارة شؤون البلاد، وعلى مشروعاته «الوهمية».
وكفى كذبا وتضليلا.
محمد مرسى لم يعد يفرق كثيرا عن مبارك.
الشعب يريد الخلاص.