كتبت-يارا محمود:
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن اهتمام تركيا بالعالم العربى اتخذ منحى جديد بعد الثورات التي اندلعت في المنطقة العربية، وأنهت النظم السلطوية التي كانت تحكم المنطقة، ووضعت محلها أحزاب سياسية إسلامية تتطلع لتجربة تركيا الإسلامية التي استمرت لعشرة سنوات.
ويقول مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية بالقاهرة في حوار للصحيفة، إن تركيا تبالغ في تقديرها لإمكانياتها، مؤكدا أن صورة تركيا قبل الربيع العربي كانت أفضل لأنها كانت تمثل نموذجا للقوى الليبرالية والديمقراطية، ولكنها انحازت تماما للتيارات الإسلامية في أعقاب الثورة.
وأضافت الصحيفة أن تركيا تؤكد أن توجهاتها تجاه المنطقة العربية تأتي متأثرة بالأبعاد الثقافية الناجمة عن علاقة هذه الأراضي بالإمبراطورية العثمانية، بالإضافة إلى وجود مصالح اقتصادية وإستراتيجية سابقة على الثورات في تونس ومصر وليبيا وسوريا.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين بوزارة الخارجية التركية رفض الإفصاح عن اسمه، قوله: "كانت دول شمال أفريقيا من مصر إلى المغرب شركاء لنا قبل اندلاع الثورة، ونحن نعتقد أن مستقبل هذه المنطقة سيكون قريبا من تركيا، نظرا للتقارب الثقافي بيننا".
ورأت "فايننشال تايمز" أنه بالرغم من نجاح تركيا فى إدارة أعمالها الاقتصادية، في دول مثل دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية، والتي أصبحت المورد الرئيسي للنفط الخام لتركيا، وقطر والاستثمارات التي تقدر بالمليارات في ليبيا، بالإضافة إلى الاستثمارات في مصر وتونس، وكذلك الجزائر، فإن أي سؤال حول ما إذا كانت تركيا ستتمكن من الإفادة من صلاتها الثقافية، والنموذج السياسي الذي تطرحه لتحقيق مكاسب استراتيجية واقتصادية يجب أن يضع في اعتباره الخسائر التي منيت بها في الحرب السورية، بالإضافة إلى الخسائر فيما يتعلق بالتجارة والنفوذ مع إيران، وذلك حيث تزايدت حدة الخلافات بين طهران وأنقرة حول القضية السورية والانقسام الطائفي المتزايد بين السنة والشيعة.
وحسبما قال اللباد فإنه من المبكر للغاية الجزم بما إذا كانت تركيا قد حققت مكاسب من الربيع العربي أم لا.