ما دور مصر الآن فى الشرق الأوسط؟
هو نفس الدور التابع الخادم لأمريكا الذى يدور فى فلكها وتحت أمرها وتحت قدمها أيضًا.
يكذب الأفَّاقون من جماعة الإخوان كما يحلو لهم وتقطر أكاذيب التضليل من طباليهم المهووسين والوقورين كما شاؤوا لكن هذا لا يغير شيئًا من الحقيقة التى تخزق العين، أن الإخوان وتابعتها حماس خدامون تحت الطلب للسياسة الأمريكية فى المنطقة مقابل البقاء فى السلطة.
وهل أمريكا هى التى تتحكم فى جلوس الإخوان على سلطة مصر وغزة؟
بالقطع لا.
لا أمريكا ولا عشرة زيها تملك فرض رئيس أو جماعة على حكم مصر، ولكن يمكنها أن تمنع تفاعلات كثيرة تؤدى إلى تغيير حكم مصر، ويمكن أن تسرع من هذه التفاعلات فتعجّل بتغييره.
مثلا حين خرج الملايين ضد الرئيس السابق وأدركت أمريكا أنه لم يعد قادرا على خدمة سياستها بعد الغضب الشعبى ضده، كان موقفها واضحا للمشير طنطاوى والفريق عنان بأنها لم تعُد متمسكة بمبارك بل وأنها اتفقت على بديله الإخوانى فى اليوم الرابع للثورة، فكان موقف أمريكا غير المؤيد أو المتمسك بمبارك عونا لطنطاوى وعنان فى موقفهما من سحب تأييد الجيش له والانحياز لإزاحته.
ثم مثل آخر أن أمريكا أيضا تملك عصب حياة الحكم الإخوانى اقتصاديا، فهى التى تدير أزرّة صندوق النقد الدولى، وباب خزانة قطر، وها هى ذى السفيرة الأمريكية العجوز تكاد تقلع عينيها حبًّا وفداءً ودعمًا للإخوان وصفقتها الشائنة بتقسيم مصر على الطريقة الباكستانية بين مؤسسة جيش مستقلة فى إدارتها وحكومة إسلامية تابعة للسياسة الغربية، وتكاد باتروسون الشمطاء تهدِّد الشعب المصرى وجيشه بأن لا يفكر فى محاولة تغيير مرسى، كأن حضرتها وصية على مصر، وكأنها حَماة المرشد تحذرنا من الاقتراب من جوز بنتها.
الحكم الإخوانى فى مصر فقد شرعيته تماما، الأخلاقية والثورية والدستورية والقانونية، فضلا عن أن جلوسه أساسا على عرش مصر جاء عبر الإرهاب والتهديد بإحراق البلد لا عبر صناديق اقتراع نزيهة خالية من تزوير المطابع الأميرية! والجهة الوحيدة المستفيدة من انعدام كفاءة الإخوان وسقوط شرعية مرسى هى أمريكا التى تعتبر ضعف الإخوان وإفلاسهم فى حكم البلد فرصتها الثمينة كى تجبرهم على التنازلات وخلع ملابسهم ثمنا للبقاء فى السلطة.