هل يعقل أن يخرج علينا وزير الداخلية، محمد إبراهيم، ليقول: «ليس لدينا مستندات تؤكد دخول مرسى سجن وادى النطرون»؟!
ذلك فى الوقت الذى يعرف فيه الجميع أن محمد مرسى ومجموعة من إخوانه الذين هم فى السلطة الآن كانوا فى سجن وادى النطرون، وقد ألقى القبض عليهم قبل جمعة الغضب.. وهربوا من السجن بعد الانفلات الأمنى الذى تم فرضه على البلاد -ولم نخرج منه حتى الآن بفضل سياسات داخلية مبارك، واستمرارها مع داخلية مرسى والإخوان- وذلك بمساعدة قوى وميليشيات مسلحة أجنبية، تم استعانة جماعة الإخوان بها، وتحديدا ميليشيات من حركة حماس.
فكيف يا سيادة وزير الداخلية تقول هذا الكلام «الهراء» فى الوقت الذى اعترف فيه محمد مرسى شخصيا أنه كان معتقلا فى سجن وادى النطرون.
وادعى محمد مرسى -كذبا- أنه هرب من السجن مع إخوانه بمساعدة الأهالى «أى أهالى فى هذه المنطقة وفى هذا الوقت بالتحديد» الذين فتحوا السجون يوم 29 يناير 2011، لكى يهربوا منه، ثم أجرى اتصالا تليفونيا مع قناة «الجزيرة» من تليفون «الثريا» الإماراتى «حيث كانت اتصالات المحمول المصرى مقطوعة»، ليحدد مكانه وموقعه فى أثناء الهروب، وطمأنة العصابة التى أشرفت على عملية التهريب.
هذا ما حدث، ومثبت وموثق.
ولدى الأجهزة الأمنية -وأقصد هنا المخابرات وأمن الدولة- «قبل أن تتحول إلى الأمن الوطنى، ويشرف عليها مكتب الإرشاد وأتباع خيرت الشاطر الآن» أوراق بذلك.
ومحمد مرسى كان فى سجن وادى النطرون، واعترف عليه مأمور السجن أمام محكمة مستأنف الإسماعيلية، بأنه كان موجودا مع مجموعة أخرى من الإخوان، وهرب مستغلا أحداث الانفلات الأمنى خلال الثورة.
وهناك شهود عيان، شاهدوا محمد مرسى فى أثناء هروبه مع إخوانه وبمساعدة عصابة أفرادها ملثمون، ويحملون أسلحة نارية متنوعة.
أى أن محمد مرسى كان موجودا فى سجن وادى النطرون يوم جمعة الغضب الموافق 28 يناير 2011، وقد اعتقل قبلها بيوم واحد مع سعد الكتاتنى، بعد خروجهما من اجتماع فى منزل الدكتور محمد البرادعى، وتم إرسالهما إلى وادى النطرون مع غيرهما من أعضاء الجماعة.
وبالطبع، أى سجين أو معتقل أو محتجز لا بد أن يسجل اسمه فى دفاتر السجن قبل دخوله الزنزانة.. وأى «شاويش» يعرف ذلك جيدا، وأى معتقل جرب معتقلات داخلية العادلى ومبارك يعلم ذلك جيدا، بما فى ذلك الاعتقال المتكرر.
ومن ثم ما يدعيه وزير الداخلية محمد إبراهيم هو كذب وافتراء.
وما يقوله وزير الداخلية.. شهادة الزور.. ولتنضم هذه الشهادة إلى شهاداته السابقة الخاصة باعتقال النشطاء وتعذيبهم فى مقرات الأمن المركزى التابعة للداخلية.
فهل تعلم وزير الداخلية من الإخوان استحلال الكذب، وذلك من أجل التمتع بالمنصب والمصالح الشخصية؟
فالرجل لم يكن يتوقع أن يكون وزيرا، وهو الذى جاء من مصلحة السجون ويعرف جيدا ما يحدث فى السجون، ويعرف جيدا أن محمد مرسى كان مسجونا يوم 28 يناير 2011 وهرب من السجن يوم 29 يناير 2011.
والرجل لم يكن متوقعا أن يتم الحفاظ والإبقاء عليه رغم فشله التام فى استعادة الأم وسياساته الأمنية وانتشار الفوضى فى الشوارع والقرى والمدن.. بل وصل الأمر إلى خروج ضباط وأفراد الشرطة عليه واتهامه بشكل واضح وصريح بأنه يعمل على أخونة الوزارة.. وفى خدمة مكتب إرشاد المقطم.. وحول الداخلية إلى ميليشيات للإخوان.. وألقى بأفراد الأمن إلى التهلكة فى صراع مع الشعب، من أجل فصيل واحد وعصابة سيطرت على السلطة فى مصر للكذب والتزوير والتضليل.
يا سيادة اللواء محمد إبراهيم.. حرام عليك ما تدعيه.. فاسأل أى «شاويش» فى السجون فسيقول لك إن أى معتقل يتم تسجيله قبل دخوله.. فما بالك بشخصيات معروفة مثل محمد مرسى والكتاتنى وإخوانهم، ألم يتم تسجيلهم فى سجن وادى النطرون.
إن ما يقوله وزير داخلية محمد مرسى هى شهادة زور.. ويجب محاسبته عليها.
إنه يكذب ويزور.. ولن يرحمه التاريخ على شهادته بذلك وأفعاله لصالح جماعة الإخوان.
فلم يكتف الرجل باعتقال النشطاء والثوار الأصليين.. واستهدافهم وقتلهم.. وتعذيبهم فى معتقلات الأمن المركزى وسحلهم من أجل أن يرضى عنه مكتب الإرشاد.
لم يتعظ الرجل من وجود قياداته السابقة، كحبيب العادلى، فى السجن الآن.
لم يتعلم أن أحدا لن يحميه.
ومع هذا يشهد زورا.. فلن ينفعه محمد مرسى أو مكتب الإرشاد.. ولن يرحمه التاريخ.
الشعب يريد الخلاص.