تلبس محمد مرسى برداء الثورة وقائدها الحالى فى لقائه أبناء الجالية المصرية بمدينة ساوبولو البرازيلية بقوله: «إن الثورة المصرية نجحت نجاحا باهرا بكل المقاييس.. فمنذ بدايتها وتقودها أهدافها، ولم تكن القيادة لأحدنا أو لحزب أو لمجموعة معينة وإنما كانت القيادة بحركة الجميع للأهداف.. وتحقق كثير من الأهداف».
وأوضح مرسى أيضا أنه يرى أن «أهم هدف حققه المصريون منذ ثورة 25 يناير هو امتلاك الإرادة، لأن بها تبنى الأمم وتقوم الحضارات وتستقر الأوضاع».
فهل نجحت الثورة فعلا فى تحقيق أهدافها كما يدعى مرسى؟!
إنه يكذب من جديد.
فأى أهداف حققتها الثورة أصلا.
أين العيش؟
أين الحرية؟
أين العدالة الاجتماعية؟
أين الديمقراطية وبناء دولة حديثة؟
أين كل ذلك فى حكم الإخوان ومحمد مرسى؟
لم يكن أحد يتخيل شارك فى هذه الثورة، أنه يمكن أن يحدث ما يجرى الآن تحت حكم الإخوان بعد أن سطوا عليها وجرى تأميمها على أيديهم بصفقات «مشبوهة» مع قوى داخلية وخارجية.
لقد كان الكل متفائلا ببناء دولة جديدة وأخرجت الـ18 يومًا أفضل ما فى داخل المصريين من أجل بناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة بعد أن تم التخلص من الاستبداد والطغيان والفساد.. فإذا بهم يفاجئون بالسطو على الثورة من قبل الإخوان الذين لم يكونوا فى يوم من الأيام دعاة ثورة.. بل كانوا يدخلون فى اتفاقات وصفقات مع أى نظام حكم.
وإذا بالناس تخرج أسوأ ما فيها الآن فى ظل حكم الإخوان ومرسى.. وتستمر حالة الانفلات فى كل المجالات.
فلا أحد يؤتمن على نفسه وأهله ولا أمن فى جميع المدن والمحافظات فى ظل تحول الشرطة فى خدمة الإخوان.. وأصبحت كميليشيات الإخوان الذين تم فضحهم أمام الاتحادية من ممارستهم أعمال إجرامية لم تتم محاسبتهم عليها.
وإذا بشرطة محمد مرسى ووزير داخليته محمد إبراهيم يستعيدون زوار الفجر لاعتقال الناشطين.. والثوار الأصليين.
وكأن أيام حبيب العادلى عادت فى ظل نظام مبارك.
فأى ثورة نجحت نجاحًا باهرًا.
فالوضع وكأنه لم تكن هناك ثورة.
وكأن الناس استبدلت بمبارك مرسى.. والذى يسير هو وجماعته على نفس نهجه وطريقه بل بالأسوأ.
وكأنك استبدلت حسن مالك وخيرت الشاطر بأحمد عز وجمال مبارك.
فأى نجاح باهر للثورة يتحدث عنه محمد مرسى؟
هل النجاح فى اعتقاله شباب الثورة؟!
هل النجاح فى الاعتداء على السلطة القضائية؟
هل النجاح عند مرسى هو فى تعيين نائب عام خاص يسير بتعليمات مكتب الإرشاد؟
هل النجاح عند مرسى أنه لا يستطيع اتخاذ قرار إلا بعد أن تأتيه التعليمات من مكتب الإرشاد؟
وهل النجاح عند مرسى.. هو اتجاه البلاد نحو الانهيار الاقتصادى؟
وهل النجاح عند مرسى فى فرض دستور طائفى وعن طريق استفتاء مزور؟!
وهل النجاح عند مرسى فى انفراد جماعته بالسلطة واسترداد الاستبداد والفساد وإعادة تزاوج السلطة بالمال؟
وهل النجاح عند مرسى هو تقسيم البلاد؟
لم ير أى بنى آدم فى الشعب والذين شاركوا فى الثورة.. أى نجاح على يد مرسى وإخوانه.. إنهم لا يرون إلا الخراب.
إن ما يحدث على يد مرسى وإخوانه هو الفشل العظيم.
إنهم قد أجهضوا الثورة.. وقضوا عليها.
الشعب يريد الخلاص.