تحاول المملكة العربية السعودية إقامة مهرجان سينمائى، ليس من خلال دور عرض فلا توجد فى المملكة أماكن مخصصة لعروض الأفلام، ولكن عن طريق البث عبر النت، تنجح مرة وتخفق مرة وذلك بسبب مطاردات جماعة «الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر».
وفى إطار مهرجان الخليج السينمائى فى دورته الثانية بالكويت، قدم المخرج السعودى ممدوح سالم إطلالة على السينما فى المملكة حيث استهل ورقته البحثية مشيرا إلى أن معرفة السعوديين بالسينما ترجع إلى عقد الستينيات، حين المساحات المفتوحة أو ما يسمى بـ«الأحواش»، فقد اعتمدت على آلة العرض السينمائى الشبيهة بجهاز السينما توغراف، وكانت مدينة جدة من أشهر المدن السعودية التى يسمح فيها بتلك العروض، وقد بينت إحصائية تقديرية أن هناك ما يزيد على 50 دار عرض كانت منتشرة فى المدن السعودية فى فترة الستينيات، وكان لمدينة جدة نصيب الأسد حيث كانت تمتلك 25 دار عرض سينمائى.
مهرجان جدة للأفلام أول مهرجان سينمائى فى السعودية تأسس فى عام 2006 وكان يسمى «مهرجان جدة للعروض المرئية»، لاحظ أن هناك تخوفا من ذكر اسم السينما، وهو مهرجان لعروض أفلام سعودية وخليجية ذات فكر ثقافى ورؤية فنية متحفظة عادة، ويقام المهرجان بشكل سنوى، وقد سُجل المهرجان تاريخيا كأبرز حدث ثقافى على الساحة العربية استنادا إلى المرصد الذى قدمه تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصرى فى رصده لأبرز الأحداث التى شهدها الإقليم العربى، حيث اعتبر التقرير أن إقامة أول مهرجان سينمائى بالمملكة تحت عنوان «مهرجان جدة الأول للعروض المرئية» من أبرز الأحداث الثقافية والاجتماعية لعام 2006.
دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر الدول احتضانا للأفلام السعودية حيث عُرض هناك 20 فيلما سعوديا من خلال 4 مهرجانات سينمائية، هناك عدد من التوصيات تشكل آلية لنهضة سينمائية سعودية، فتح المجال أمام القطاعات الأهلية لدعم الإنتاج السينمائى للأفلام الطويلة. تشجيع القنوات الفضائية المتخصصة مثل «روتانا» و«MBC» لشراء الأفلام الطويلة. تخصيص جهة تابعة لوزارة الإعلام لتبنى بعض المشاريع السينمائية للإنتاج الروائى والوثائقى. فتح المجال للبعثات والدورات الخارجية للموهوبين.
تفعيل دور جمعية الثقافة والفنون والنوادى الأدبية من أجل التعاون مع صناع الأفلام، تخصيص مواقع واستديوهات خاصة لتصوير الأفلام فى جميع مدن المملكة. تخصيص مساحات فى القنوات الأربع الرسمية لمتابعة آخر أخبار حركة الإنتاج السينمائى السعودى بالإضافة إلى عرض الأفلام فى تلك القنوات، اعتماد جزء من ميزانية وزارة الإعلام لدعم حركة الإنتاج السينمائى السعودى.
تسهيل الحصول على التصاريح الخاصة بتوزيع الأفلام لاحقا على أقراص دى فى دى لبيعها فى السوق السعودية من أجل دعم أحد روافد نمو الحركة السينمائية السعودية. إصدار عدد من الكتب والمنشورات والمجلات لبيعها وتوزيعها فى المكتبات والنوادى الأدبية «الكتب والمنشورات» خاصة بصناعة الفيلم الطويل وأهمية تفعيل الثقافة السينمائية للمجتمع السعودى.
الاندماج بين شركات إنتاج الأفلام لتستطيع المنافسة بقوة وفاعلية فى الأسواق العالمية. انتشار وازدهار نشاطات معارض ومهرجانات الأفلام السينمائية والإقبال الشديد عليها. التعاون مع الجهات ذات الخبرة من أوروبا وأمريكا والعمل على الإنتاج السينمائى المشترك. الزيادة المتواصلة فى وعى الجماهير وتغير أذواقه واهتمامه المتزايد بعالم السينما ومنتجاتها.
وروى المخرج العمانى خالد الزدجالى عن تجربته الخاصة فى آخر مهرجان فى جدة وُجهت إليه الدعوة لحضوره ضمن لجنة التحكيم، قال المخرج إنه قبل ساعات قليلة من الافتتاح بسبب الخوف الأمنى تم إلغاء المهرجان، وأضاف أنه تعرض كرئيس لمهرجان مسقط لموقف مشابه عندما هددت إحدى الجمعيات بحرق المسرح ولكنه أصر على إقامته فى مسرح آخر، وأنه لو كان استجاب للتهديد ربما فوجئ بأن كل المهرجانات المماثلة ستصبح مستهدَفة.
وفى إطار الندوة كان لى هذه الكلمة وقلت إن الأمر بحاجة إلى تدخُّل من الملك عبد الله مباشرة مثلما فعل فى مجلس الشورى السعودى وأعطى أوامره بتعيين 30 سيدة فى سابقة هى الأولى من نوعها ولن يستقيم الأمر إلا بالمواجهة من خلال قرار ملكى فلا يمكن أن نتصور أن السعودية التى تمتلك وتشارك فى مئات من القنوات التليفزيونية لا تعترف حتى الآن بدور العرض السينمائى؟!