هذه جماعة غير مصرية.
هنا مربط الفرس.
لماذا يتمتع الدكتور محمد مرسى بالجِلْد التخين كما اعترف متباهيًا، وتتنطع جماعة الإخوان وتتعامل بمنتهى الغطرسة الجَهول مع فشلها اليومى فى مصر؟
الإجابة: لأنها لا يهمها مصر.
هل هذا طعن فى وطنية الإخوان؟
سأردّ بسؤال: وهل يهم الإخوان أصلا أن يكونوا وطنيين؟
سأضيف كمان سؤالاً:
هل «الإخوان» تهتم بالوطنية من أساسه؟
كُتب الجماعة ووثائقها وتعاليمها تخلو من مصر ووطنية مصر، بل إنهم يربُّون عيالهم على أن الماليزى المسلم أقرب إليهم من المسيحى المصرى. يبقى وطنية إيه وكلام فارغ إيه بقى؟
جماعة الإخوان غير وطنية، بمعنى أن الانتماء إلى مصر ليس أولويتها الأولى إطلاقا، وهى جماعة متعددة الجنسيات وتنظيم دولى تمثل مصر فرعًا فيه، وليست بأى حال من الأحوال جماعة مصرية حتى إن كانت نشأتها فى مصر فهى من اللحظة الأولى تتعامل مع مصر باعتبارها دولة ممرّ لا دولة مقرّ.
الإخوانى ولاؤه لجماعته أولا وقبل وطنه، وأزعم أنه حتى قبل دينه، فدينه هو جماعته.
إذن مرسى أو الشاطر أو أىٍّ من اتباعهما لا يضعون مصر أولوية أولى ووحيدة، بل يضعون الجماعة فوق الجميع، وقبل الجميع، فهى وطنهم ودينهم.
هنا مربط الفرس..
وهنا عُمق المأساة..
إن المصريين الخارجين من ثلاثين عاما من الجهل والقمع اختاروا ما يناسب جهلهم ومعارفهم المحدودة فاختاروا عضوا فى جماعة غير مصرية لتولِّى رئاسة مصر. ومن ساعتها والمشكلة تتفاقم، فالجيش مثلا جيش مصر، لكن الجماعة جماعة دولية، فالأهداف الإخوانية ليست هى أهداف الجيش المصرى، والدولة وأجهزتها بكل ما فيها من مصايب هى دولة مصرية لكن يديرها الآن مسؤولون إخوان ينتمون إلى جماعة غير مصرية وبأهداف غير مصرية.
من هنا ترى القاضى الإخوانى يحكم بما تمليه الجماعة لا بما يميله ضمير القانون. والوزير الإخوانى الذى يجلس مع أمريكان أو غربيين أو قطريين يضع الجماعة أولويته وهدفه لا مصر.
لن تتقدم مصر بجماعة غير مصرية.
يبقى أنها ليست أول جماعة غير مصرية تحكم مصر، فالبلد دى ياما شافت، لكن على الأقل كنا وقتها بلدا محتلا.
مصر المحتلة جاءت أحيانا بأجانب ليحكموها، لكن أن تأتى مصر بعد «٢٥ يناير» بجماعة غير مصرية تحكمها، فهذا كاشف لحجم جهلنا وقلة وعينا الذى صنعته سنوات الاستبداد.
عموما أنا أتكلم عن جماعة الإخوان لا عن جمعية نجوى خليل.