صحيح، ماذا سيقول الرئيس لابنته إن جاءت تسأله عن وزير إعلامه، وقالت له: يا بابا هو عمو صلاح عبد المقصود كان يقصد أيه لما قال للصحفية اللى سألته عن حرية الصحافة.. "تعالى أقولك هى فين"؟!
هل يجيبها والدها الذى يصلى الفجر جماعة أم سيقول لها عيب يا بنت اللى بيتكلموا فى الموضوع ده مالهموش فى صلاة الفجر؟! وماذا لو سألته أيضا عن حديث وزير إعلامه لإحدى المذيعات التى قال لها "ياريت أسئلتك تبقى سُخنة زيك" هل يوافق الرئيس أن تسمع ابنته هذا الكلام؟ هل يرضى الأب محمد مرسى لابنته أن يخاطبها أحد فى عملها بهذه اللغة البذيئة؟ وماذا لو فعلها أحد وخطاب بنت الرئيس بهذه الطريقة؟ هل سيصمت الرئيس ويقول ذلة لسان؟!
ولماذا يُصر الرئيس الذى يتحدث ليل نهار عن الأخلاق ويخطب دائما باعتباره إمام مسجد على دعم تجاوزات وزير إعلامه؟ هل يملك صلاح عبد المقصود ملفات ضد الجماعة لذلك يخشى الإخوان غضبه؟ هل يرى الرئيس أن كوارث عبد المقصود ذلات لسان؟ وما رأيه فى تكرارها؟!
لكن السؤال الأهم هو لماذا يدعم الإخوان الرذيلة؟!
نعم، يدعم الإخوان الرذيلة بكل ما أوتيت الجماعة من غطرسة، ولعل أكبر دليل على ذلك هو بقاء عبد المقصود – لا أقول عبد المأمور- فى منصبه، فلم أكن أتصور أبدا أن جماعة الإخوان رغم كل حماقتها منذ أن وصلت إلى السلطة أن ترتكب الحماقة الأكبر وهى أن تُبقى عبد المقصود فى مكانه رغم كل ما فعله تلك الحماقات التى لو فعلها صفوت الشريف قبل الثورة لأقام الإخوان المسلمين الدنيا، وربما طالبوا بمحاكمته بعد خروجه من الوزارة، وساعتها كنا سنقف معهم ونرى أن ذلك هو العدل ذاته!
لذلك كنت أظن أن ما بقى للإخوان من ذكاء –لا أقول حياء- سيمنعهم من الإبقاء على وزير إعلامهم ليس لأن الجماعة ترى أنه مُقصر أو مخطئ، ولكن فقط لتحافظ على ما بقى من صورتها أمام البسطاء الذين تضحك عليهم بالسبحة والجلبات الأبيض؛ لأنه لا يمكن لجماعة تدعى احتكارها الإسلام يمكن أن تحافظ وتدعم وزير يدعو إلى الرذيلة ويستخدم الألفاظ البذيئة، والإيماءات السخيفة فى أحاديثه، ومؤتمراته، لدرجة أن ما قاله للصحفية جاء فى المؤتمر الدولى الأول لإعلام الأزهر الذى عقد تحت عنوان "المهنية والتحول الديمقراطى" وكان برعاية الأزهر الشريف!
كل ما فعله الإخوان شئ وبقاء عبد المقصود فى منصبه شئ آخر، فبقاؤه يؤكد شئ واحد فقط وهو أن الجماعة بعد وصولها إلى السلطة تحولت من جماعة الإخوان المسلمين إلى إخوان الرذيلة.