هل الناس دى فعلًا عندها عقل؟
ضمير وقلنا خلاص مش مهم عرفنا أن ضميرها فى صندوق أمانات مكتب الإرشاد، لكن عقلها أين ذهب؟
التعديل الوزارى الكوميدى الهزلى، الذى جرى أمس، كوميدى وهزلى لدرجة أنه لا يستحق أن يلتفت إليه أحد، فإن النكرات القدامى يتركون المكان للنكرات الجدد، لكن الشىء الوحيد اللافت هو حجم الهرتلة الإخوانية الذى يكشف عنه مجىء الوجوه التسعة فى الحكومة التعسة.
يتبدى حجم الهرتلة مثلًا فى أن الإخوان الذين ملؤوا الدنيا لغوًا فارغًا حول نجاح حكومتهم فى الاكتفاء الذاتى من القمح هذا العام، هذا طبعًا كلام عارٍ عن الحقيقة عُرْىَ عَيِّل نازل من بطن أمه. إلا أن الثابت أن محصول القمح هذا العام زاد، ليس مهمًّا الأسباب، فهى كلها لا تخص الحكومة، لكن على الأقل يمكن أن ينسبها وزير الزراعة، ولو من باب الادعاء، إلى نجاح وزارته، ولكن الإخوان الذى يتباهون بإنتاجية القمح هذا العام يطيحون بوزير زراعة القمح. مما يكشف عن وَهْم موضوع القمح أصلًا وهم يعرفون أن الوزير لا عمل ولا سوّى، ثم إنهم لا يدركون تناقضهم المريع عن إنجاز الزراعة ثم استبعاد وزيرها المنجز.
المفارقة الأخرى فى الرغى واللغو اليومى عن اقتراب الاتفاق مع صندوق النقد وعن خطط «المالية» مع الصندوق، فإذا بهم يطيحون بوزير المالية الذى عمره شهور أيضًا فى وزارته، وإلى هذا الحد صارت أهم وزارة فى مصر مرتعًا للهواة والمجرَّبين وستارة يختبئ وراءها رئيس اللجنة الاقتصادية بـ«الحرية والعدالة»، ليحرك وزيرها بزمبلك الإرشاد مع تغيير الوزير كل فترة، لأن الزمبلك بيزرجن وبيزيّأ.
لاحظ أن وزير المالية الذى يفاوض الصندوق ووزير التخطيط الذى يفاوض الصندوق قد تمت الإطاحة بهما، فى الوقت الذى يقولون لنا فيه إن مفاوضات الصندوق كانت ناجحة.
ما هذه الخيبة القرندلية؟
ثم تعالَ إلى وزارة الاستثمار التى عيَّنوا فيها شابًّا غريرًا فى السياسة، وكل خبراته أنه كان يعمل فى شركة اتصالات، وكان ضمن محظوظى حملة انتخاب مرسى وطاله من فضل الأميرية جانب، ثم انتقل ليصبح مسؤول الاتصالات فى قصر الرئاسة المسؤول عن جلب خطوط البرايفت ومد شبكة النت، وكل هذه الأمور التى لا يمكن أن تضعه بما يملكه، أو بالأحرى بما لا يملكه أصلًا من علم أو خبرة أو دراية، على مقعد الاستثمار، لكنه إخوانى فى خدمة خيرت الشاطر وحسن مالك، ومن ثَم يستثمر يا خويا مايستثمرش ليه!
أما حاتم بجاتو، فقد تعجَّل الرجل، حتى قد يفسد عليه تعجُّله طموحَه، خصوصًا أنه لا يصح أبدًا أن يقبل أمين لجنة انتخابات الرئاسة منصبًا عند المرشح الذى أعلنته اللجنة رئيسًا. وأرجوك لا تقل لى يا صديقى إنك كنت مسؤولًا فنيًّا، فالفن هو الذى حسم النتيجة!
ثم كيف تقبل وزارة فى حكومة ومع جماعة حاكمة حاصرت محكمتك الدستورية؟ وكيف تقبل التعامل والعمل، بل وخدمة رئيس وجماعته تعصف باستقلال القضاء؟! يا ألف خسارة!