ايجى ميديا

السبت , 2 نوفمبر 2024
ايمان سمير تكتب -وقالوا عن الحرب)مني خليل تكتب -اثرياء الحرب يشعلون اسعار الذهبكيروش يمنح محمد الشناوي فرصة أخيرة قبل مواجهة السنغالايمان سمير تكتب -عيد حبعصام عبد الفتاح يوقف الحكم محمود بسيونيمني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الرابعالمصرى يرد على رفض الجبلاية تأجيل لقاء سيراميكا: لماذا لا نلعب 9 مارس؟مني خليل تكتب -غياهب الايام الجزء الثالثمني خليل - احسان عبد القدوس شكل وجدان الكتابة عنديالجزء الثاني / رواية غياهب الأيام كتبت / مني خليلإحاله المذيع حسام حداد للتحقيق وإيقافه عن العملتعاون بين الاتحاد المصري للدراجات النارية ودولة جيبوتي لإقامة بطولات مشتركةغياهب الايام - الجزء الاول - كتبت مني خليلاتحاد الكرة استحداث إدارة جديدة تحت مسمى إدارة اللاعبين المحترفين،كيروش يطالب معاونيه بتقرير عن فرق الدورى قبل مباراة السنغال| قائمة المنتخب الوطني المشاركة في نهائيات الأمم الأفريقية 🇪🇬 .... ⬇️⬇️اللجنة الاولمبية تعتمد مجلس نادي النصر برئاسة عبد الحقطارق رمضان يكشف سر عدم ترشح المستشار احمد جلال ابراهيم لانتخابات الزمالكنكشف البند الذي يمنع الدكتورة دينا الرفاعي من الاشراف علي الكرة النسائيةوائل جمعة نتتظر وصول كيروش

شيخ الأزهر وجائزته

-  
نشر: 8/5/2013 2:20 ص – تحديث 8/5/2013 9:21 ص

ماذا سيفعل بقيمة الجائزة؟ كنت أسأل نفسى والشيخ الجليل أحمد الطيب يصعد للمسرح، وسط تصفيق متحمس، ليتسلم جائزة رجل العام، ضمن الاحتفال الذى أقامته مؤسسة الشيخ زايد للكتاب فى أبو ظبى، كنت وسط بقية الحضور نشعر بشىء من الفخر، ورئيس الجائزة «على بن تميم» يتلو بصوت المبحوح شيئا من أشعار أحمد شوقى فى مديح الأزهر، عرفت فى ما بعد أن ابن تميم كان مذيعا محترفا، وهذا سر السحر فى طريقته للإلقاء، كانت لمسة جميلة من هيئة الجائزة لمؤسسة عريقة طالما تبنت الوسطية فى الإسلام، دون غلو ولا تطرف، تدعيما لرسالتها فى مواجهة محاولات الاستيلاء عليها، وإقالة شيخها، فأهل السلف فى مصر لا يخفون عداءهم لشيخ الأزهر، لأنه لا يمثل الشريعة بالطريقة المتزمتة التى يريدونها، والإخوان المسلمون الذين ركبوا السلطة لا يريدون أقل من القفز على منصبه، وقد استولوا بالفعل على مقدرات وزارة التربية والتعليم، أى التعليم المدنى، ولم يبق إلا أن يحكموا قبضتهم على الأزهر، أى التعليم الدينى أيضا.

قبل الاحتفال كنت جالسا مع أحد المسؤولين الكبار فى الإمارات، سألنى عن ذلك الاضطراب الدائم فى الشارع المصرى، لم أجد ما أجيب عنه سوى أنهم الإخوان، كلما خرجنا من مشكلة أدخلونا فى أخرى، وعقب الرجل على كلامى بأن هذا هو أسلوبهم فى كل مكان، فقد استغلوا تسامح أهل الإمارات وعدم رغبتهم فى التدخل فى أى مشكلة وفى غفلة من الزمن استولوا على قطاع من وزارة التعليم، وقاموا بتغيير كمية كبيرة من المناهج الدراسية لتتوافق مع أفكارهم، واستلزم اقتلاعهم من أماكنهم جهدا كبيرا، ولكن المعركة الأكبر تدور فى مصر الآن، جائزتهم الكبرى التى وقعت أخيرا فى أيديهم، من أجل هذا كان إصرار أبو ظبى على وجود شيخ الأزهر، وكان هذا الوجود المصرى الوحيد فى الجائزة، وجعل هذا إحساسى بالفخر ناقصا، فقد فازت إليزابيث كساب من لبنان بجائزة التنمية وبناء الدولة عن كتابها «الفكر العربى المعاصر دراسة فى النقد الثقافى المعاصر»، دراسة عن سنوات ما بعد نكسة يونيو وكيف عجز النقد العربى عن نقد الثقافة التى قادتنا إلى الهزيمة، وبعد حضور ندوتها لم أجد فى نفسى أى رغبة فى البحث عن الكتاب، وفاز الكاتب المغربى «عادل حدجامى» فى فرع المؤلف الشاب عن كتابه: «فلسفة جيل دولوز فى الوجود والاختلاف»، وهو فيلسوف فرنسى جامع وناقد أدبى وسينمائى، ويسعى فى نهجه الفلسفى للقطيعة مع الماركسية والبنيوية، وكذلك فاز الكاتب التونسى «فتحى المسكينى» بجائزة عن ترجمته لكتاب الفيلسوف مارتن هايدجر وهو من رواد الفلسفة الوجودية، كتاب قديم عن تيار فكرى قديم، لا يوجد فيه بهجة الاكتشاف، فلماذا الجائزة؟ يبدو أن الطابع الفلسفى كان مسيطرا على مذاق محكمى الجائزة، وجعلهم هذا ينحازون إلى الفكر المجرد على حساب تلقائية الإبداع، وفاز الناقد العراقى «عبد الله إبراهيم» بجائزة فرع الفنون والدراسات الأدبية عن كتاب: «التخيل التاريخى، السرد والإمبراطورية والتجربة الاستعمارية»، وهو باحث عراقى متخصص فى السرديات، وله كتاب ضخم فى نفس الموضوع، وفازت مارينا روز من بريطانيا بجائزة الثقافة العربية فى اللغات الأخرى، عن كتاب «السحر الأغرب وألف ليلة وليلة»، مرة ثانية وثالثة، كأنه لا يوجد فى الأدب العربى غير هذا الكتاب التراثى، وحجبت جائزة الأدب وكتاب الطفل، وهو أمر مثير للدهشة، ففى الوقت الذى انهمر على جائزة البوكر 133 رواية، وصل منها 6 إلى القائمة القصيرة، لم تجد جائزة الشيخ زايد رواية واحدة يقع عليها الاختيار، وأشيع أن الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى هى المرشحة، ومن المرجح أنها هى نفسها التى قامت بترويج الشائعة لتسهم فى توزيع روايتها الجديدة «الحداد يليق بى»، ولكن مصر لم تكن موجودة، كأنه لا يوجد فيها كتاب واحد يليق بالجائزة، ولم أستطع أن أخفى حزنى وأنا أتحدث مع وزير ثقافة مصر الدكتور صابر عرب، كان قد جاء إلى أبو ظبى بصحبة الشيخ، يرافقهما وفد من كبار علماء الأزهر، وحلوا جميعا فى قصر الضيافة، ولكن الوزير ببساطة لم يطق جو الرسميات وسعى إلى الفندق الذى نقيم فيه، وجلس بصحبتنا أنا والناقد الكبير صلاح فضل والدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وقد شاركنى حزنى الشديد للغياب المصرى وقال لى إنها وعكة عابرة ولا بد أن تزول.

احتفت الإمارات بالشيخ الجليل، ولم تكتف بإرسال طائرة خاصة تُقلُّه هو والوفد المرافق له، ولكنها من أجل خاطره أفرجت عن عدد من السجناء المصريين من المعاقبين بجرائم مختلفة، وهى مهمة فشل فيها وفد الإخوان الذى كان قد جاء منذ عدة أشهر للإمارات من أجل الإفراج عن الخلية التابعة لهم، ولكن سؤالى ظل قائما ماذا سيفعل الشيخ بنقود الجائزة، فبالحق هو كاتب ومفكر إسلامى كبير، يجيد الإنجليزية والفرنسية وقد ترجم عنها بعض المؤلفات المختصة بالتصوف العربى، وعمل محاضرا جامعيا لبعض الوقت فى فرنسا، وتنقل بين جامعات الخليج، والأغرب أن هذا الأستاذ الجامعى يمتلك طريقة صوفية ورثها عن والده وأصبح قطبا لها، أشياء متناقضة، ولكن لله فى خلقه شؤون، ورغم ذلك كله فهو لم يمنح الجائزة لجهده العلمى ولا لمسلكه الصوفى، ولكن لمركزه كشيخ للأزهر، تدعيما للمنصب الذى يشغله والدور العام الذى يقوم به، للمنصب وليس لشخصه، فلو جلس فى بيته ما أعطيت له على حد قول الخليفة عمر بن الخطاب، لذلك فهى جائزة الأزهر وهو الأحق بقيمتها، وليكن مثله فى ذلك نجيب محفوظ الذى تبرع بجانب كبير من جائزة نوبل لهيئة الإسعاف، وللدكتور البرادعى الذى أنشا بقيمتها مشروعا خيريا، لذا على الشيخ أن الجليل أن يوجهها لحل إحدى مشكلات الأزهر المتفاقمة، ولعل القضية الساخنة والمثارة هى تسمم طلاب مدينته الجامعية للمرة الثانية، الأولى كانت بسبب الدجاج الفاسد، والثانية بسبب التونة الفاسدة، اختلف الطعم ولكن الفساد واحد، ومن الواضح أن هناك منظومة قوية وفاسدة داخل جامعته، تتكون من موظفين فاسدين وإداريين متواطئين وموردى أغذية شرهين، لم يستطع التصدى لهم فى المرة الأولى، وأوهمونا جميعا أن التسمم كان سببه الرئيسى هو بكتيريا عنقودية تعشش فى أوانى الطهى، وكأن هذه الأوانى لا تتعرض لنار حامية فى كل يوم، ورغم أن التونة لا تطهى فقد تواصل التسمم، لقد هاج الطلبة مطالبين بعزل الشيخ الأزهر، وآزرهم رموز الإخوان بطبيعة الحال، واعتبر الجميع أن تكرار التسمم هو علامة أكيدة على تدهور الجامعة، وليس هذا ببعيد عن أنباء القطط التى كانت تتجول فى غرف العمليات فى المستشفى الجامعى، والشيخ مسؤول بطبيعة الحال، حتى ولو كانت مسؤوليته غير مباشرة، وعليه أن يقوم بعمل حاسم، ومن الإنصاف القول إن مبلغ الجائزة لن يحل كل هذه المشكلات، ولكن مكانه لن يكون إلى جيب الشيخ الجليل بالتأكيد.

التعليقات