أبوعجلة عاد طفلًا، فاكر نفسه عيل ويجرى وراء عربية الرش، راكب عجلة زى العيال الروشة على شط إسكندرية، والإخوان بجلاليب شم النسيم المخططة بالطول يجروا وراه، فرحانين قوى، هيييييه، هيييييه، يا حلاوة يا ولاد، أبوعلى ركب العجلة، راكب العجلة وسايب إيديه ورافع رجليه فى الهوا، جن مصور، عفريت يا اخواتى، فعلاً ينفع محافظ، اللى يركب العجلة لفة، يركب المحافظة لفة، ادّينى لفة يا حسن.
صورة الدكتور حسن البرنس، نائب محافظ الإسكندرية لشؤون الأخونة، راكباً العجلة على الكورنيش ترشحه للقب فتى الإسكندرية الأول، البرنس بابتسامة «السحلية» التى تفتر عن شفتيه، صار فى مرمى حوريات البحر، يظهر لهن ليلاً بفانلة «كت»على اللحم، ووشم قلب كيوبيد يخترقه سهم الحب الأزلى منقوشاً على كتفه اليمنى، فلما رأينه قطعن أيديهن، وعملن محضر «تحرش» فى قسم المنتزه.
البرنس محافظ آخر حاجة، عليه كرافتة ترد الروح، يفكرك بالباز أفندى ساقط إعدادية، أول ما تشوفه تفطس من الضحك، أول ما تشوف البرنس ابتسم وأعطه اللى فيه النصيب، ابتسم أنت فى الإسكندرية، البرنس صار عنواناً عريضاً للبهجة والسرور، يقدم عروضاً هايلة بالعجلة على الكورنيش ترشحه لاعباً فى السيرك القومى، فقرة القفز بالعجلة فى البحر.
هواء شم النسيم هذا العام كان مريضاً، ليس عليلاً، ريحه تقيل، تحت رعاية البرنس، كريم البرنس، عزم الإسكندرية وضيوفها على حسابه، يشموا النسيم، ويركبوا عجل، حسن أبوعجلة سارق الفرح يشير بعلامة النصر على الأعداء، يقصد أهل إسكندرية، الرئيس مرسى موصيه، قال له إسكندرية أمانة فى رقبتك يا حسن، أبوعجلة اتخبط فى نافوخه، فاكر نفسه صانع السعادة، وفرحان قوى ومزأطط ولابس فانلة بيضاء وعلى صدره علم مصر، ناقص «وأعدوا...».
على طريقة «كايدة العذال أنا من يومى»، البرنس يكيد للمحافظ كيداً، مستغلاً الاسم والصفة، البرنس اسم وصفة، عاشت الأسامى، البرنس اسم مغنى فى شارع الهرم صاحب أغنية «سمكة على بلطية»، وصفة، هيرقّص الأسفلت جامد، معلوم اسم المحافظ (محمد عباس عطا) اسم رصين، يليق بمستشار، للأسف اسم مش عاطفى خالص، البرنس (أبوعجلة) نازل استعراضات بهلوانية على الكورنيش، مع ورود أخبار تعيينه محافظاً للثغر، رغم أنف الثغر نفسه.
أبوعجلة يلعب دور البرنس فريد فى «الأيدى الناعمة» ولأنه برنس، ومن أسرة إخوانية عريقة، سايب المحافظ يحضر القداس، ويشيل، ويغسل، وينضف، يشوف شغله، البرنس نازل يشم النسيم، الدنيا كده، ناس تشم وناس مشمومة، ناس لها مرشد وناس لها ترتر، ولك عين تشم النسيم يا حسن بعد ما فضحك المحافظ فضيحة الإبل، يا أخى استر روحك، شم على روحك، حذار آخرة الشم إدمان، ألا تستشعر الحرج مما قاله المحافظ عن عمايلك الإخوانية السودة فى الإسكندرية.
حسن أبوعجلة بيدّلع على حس الرئيس، دلعه ماسخ، فعلاً لازم الرئيس يرفع حسن البرنس إلى درجة محافظ ويخلّصنا، أبوعجلة فقع مرارة الإسكندرانية، أيوووووه تحورت وأصبحت بالحاء، زى اشكرى يا انشراح بالضبط، الرئيس ادّخر البرنس ردحاً من الزمن، ثم أطلقه على الإسكندرية، يركب عجل الصبح، ويوريهم النجوم فى عز الظهر، خلاص أبوعجلة ركب إسكندرية ودلدل رجليه، فعلاً المحافظات خيبتها السبت والحد وخيبة إسكندرية تحت حكم الإخوان ما وردت على بال حد.