كتبت- يارا محمود:
قالت شبكة "ان بي سي" الإخبارية الأمريكية أنه عندما اندلعت الثورة المصرية وأطاحت بمبارك، كانت الرغبة في التغير تتجاوز الآمال السياسية، وكانت هناك آمال كبيرة بإقامة نظام جديد يبشر بعصر نشاط اقتصادي جديد، وتبنى الثوار شعار" عيش حرية عدالة اجتماعية"، وعندما جاء محمد مرسي إلى السلطة في يونيو على وعود الإصلاح السياسي والاقتصادي وكذلك مساعدة الفقراء، فإن الكثيرين اعتقدوا أن أوضاعهم ستتحسن، لكن بدلا من تحسن الأوضاع، فإن الاقتصاد ظل راكد، وفقدت العملة الكثير من قيمتها مما أدى التضخم إلى ارتفاع أسعار الغذاء.
وأشارت إلى أنه في حين أن الحكومة تدعم الخبز، فإن أسعار مواد غذائية أخرى ارتفعت بشدة مثل اللوبيا التي ارتفعت أسعارها بنسبة 24%، وكذلك البصل أرتفع سعره بنسبة 12% والطماطم بنسبة 10%.
ونقلت الشبكة عن دكتورة نادية بلحاج حسين، من المركز الدولي للبحوث الاقتصادية، وهي مؤسسة كندية تدعم الأبحاث والخبراء في العالم النامي قولها:"إن هناك عددا كبيرا من القضايا التى تبقى الفقراء عالقين في فقرهم مثل التباطؤ العالمي والاضطرابات الإقليمية والخطاب الإسلامي الذي يبعد المستثمرين الأجانب، إلا انها تلقى بالمسئولية أيضا على مشكلة كبرى تتمثل في الحكومة التي تفتقر إلى الخبرة".
وأضافت: "إن الحكومة لا تدرك ماذا حدث في الماضي وما الذي ينبغى أن تفعله، فليس لديها رؤية بشأن نوع الإصلاحات الاقتصادية التي ينبغي أن تقوم بها على المدى القصير والطويل وكيفية تحسين بيئة الاستثمار".
وذكرت الشبكة الأمريكية أن مسئوليين في وزارتي التخطيط والمالية في مصر لم يردوا على طلب التعليق من جانب الشبكة الأمريكية. وأوضحت أن البعض يأملون في أن قرض صندوق النقد سيساعد على إرساء الاستقرار في الاقتصاد، إلا أن الاتفاق لم يتم توقيعه، كما أن الاحتياطي الأجنبي تراجع بشدة بعد الثورة،وخسر الجنيه 13% من قيمته، وهو ما يجعل السلع الأساسية مكلفة ويؤثر على الأسر الفقيرة بشكل مباشر.
وقال جيان بيترو، مدير برنامج الغذاء العالمي :"إن الحياة صعبة ويبدو أنها تزداد سوءا بالنسبة لكثيرين،حيث يعيش ربع السكان في مصر تحت خط الفقر، و20% يعيشون بالقرب منه"، مشيرا إلى أنه بالرغم من عدم وجود إحصائيات عن الفترة 2012 و2013، إلا أن المؤشرات تدل على أن معدلات سوء التغذية لنحو 30% من السكان في ازدياد.
وأوضح إنه بدون العناصر الغذائية الأساسية والمعادن والفيتامينات، لا يستطيع أن يغذى الأطفال قدراتهم العقلية، ويكون لديهم انخفاض فى الأداء الأكاديمى.. وسوء التغذية ليس فقط مشكلة شخصية من المعاناة الإنسانية، لكن يؤثر على البلاد ككل".