رغم الإضطرابات السياسية التي تمر بها مصر وتحريم مشايخ السلفية أكل "الرنجة والفسيخ" والاحتفال بـ"شم النسيم"، وإقامة الحفلات فى هذا اليوم، مشيرين إلى أن ذلك من المحرمات، وأن أكل الرنجة قبل "شم النسيم" بيوم واحد هو اعتراف بعيد النصارى المسمى بعيد القيامة، ولا بد ألا يرتبط الاحتفال بتلك الأيام، إلا أن المواطنين لم يبالوا بتلك الفتاوى، وقاموا بالنزول للحدائق مصطحبين معهم جميع أنواع الأسماك، "رنجة، وفسيخ، وملوحة، ولوزامها".
وبالرغم من زيادة الأسعار إلا أن الأسواق شهدت إقبالاً هائلاً على الأسماك، حيث وصل سعر الفسيخ 70 جنيهاً، وزاد سعر الليمون إلى مستوى قياسي مسجلاً ما بين 12 و15 جنيهاً للكيلو جرام، فيما قدر أحد الخبراء إجمالي ما أنفقه المواطنون على شراء الرنجة والفسيخ ومستلزمات مناسبة شم النسيم بنحو 2 مليار جنيه، "ما يعادل 336 مليون دولار"، العام الماضى.
ورد الشيخ على أبوالحسن، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر، على فتوى الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، حول أن الاحتفال بـ"شم النسيم" مشابهة للكفار فى أعيادهم، قائلًا "إن الاحتفال بـ"شم النسيم" ليس حراماً، وكذلك أكل "الرنجة والفسيخ"، ولم يرد فيه نص بالتحريم، وكل الهدف منه تهنئة الإخوة الأقباط جيراننا وشركائنا فى الوطن، والرسول أوصى بالجار المسيحى، مضيفا: "إن أصابه خير هنأته وإن أصابه شر عزيته وإذا مرض عدته وإذا مات سرت فى جنازته"، لذلك لا مخالفة شرعية فى تهنئتهم بأعيادهم، مشيرًا :"أدعو لمن يقول بغير ذلك بالهداية، وأقول له إن الله أمرنا بمودة الأقباط ".
من جانبها نجحت مديرية أمن الغربية في ضبط نحو 3 أطنان أسماك وملح غير صالحة للإستهلاك الآدمي قبل ترويجها بالأسواق.
الجدير بالذكر أن شم النسيم أحد أعياد مصر الفرعونية، وترجع بداية الاحتفال به إلى نحو عام 2700 قبل الميلاد، وكان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم يرمز إلى بدء خلق العالم وبعث الحياة.
إقبال المصريين على الفسيخ والرنجه