كل مَن يلتقى محمد مرسى يتحسر على ما وصلت إليه البلاد فى ظل إدارته.. أو قُل إدارة جماعة الإخوان التى يمثلها مرسى كمندوب فى الرئاسة.
فالرجل ليس لدية أى شىء..
ليس لديه حتى ما يرد به على الأسئلة.
ومن هنا تكون حواراته فضيحة مع الأجانب وحتى مع المصريين.
ولعل آخر لقاء له كان مع رؤساء الاتحادات الطلابية (مساء السبت).. لم يستطع أن يرد على أسئلة واستيضاحات الطلاب.
وبدا الرجل مغيبًا تمامًا.. وليس له علاقة بما يجرى.
أى نعم يستطيع مرسى الكلام والخطابة، لكنها خطابة مدرسية ومسجدية، لا خطابة دولة مفترَض أن يعاد بناؤها من جديد.
ولعل الحظ العثر فى بناء الدولة أن يكون تحت حكم الإخوان ومندوبهم محمد مرسى.
كأنه كُتب على مصر الفشل!
لا يجد محمد مرسى فى لقاءاته إلا «كلام مهرتل» لا يليق أبدا برئيس دولة.
وهناك الكثير من الفضائح التى يحكى عنها الضيوف الأجانب الذين التقوه.
فالرجل «معذور».. فهو مضطر أن يكون على رأس الدولة.. وليس الأمر بيده.. ولا بد أن يراجع مرشده ونائبه.. بل ومرجعيته ورئيسه المباشر الذى جعله أحد المستشارين فى قصر الرئاسة (ولا أحد يعلم عنه شىئا).
فهو فى مدرسة السمع والطاعة.. تلميذ نجيب فيها.. لا يهمه أحوال البلد وأمور الناس.. فكل همه سمع وطاعة لقياداته فى الجماعة.. فهم الأهل والعشيرة وأمورهم مقدَّمة على أى شىء فى البلاد.
لقد أثبت محمد مرسى فشله العظيم خلال 10 أشهُر.
ولم تنفعه جماعته.. فقد أثبت أيضا أنها جماعة فاشلة.. ليس لها علاقة بإدارة بلد كبير فى حجم مصر، وأنها تنظيم سرى.
ومن هنا فإن أداء التنظيم السرى لا ينفع مع إدارة دولة.
فكل يوم يكتشف الناس حجم جهلهم وعجزهم.. وفشلهم.. وأنهم سيأخذون البلاد إلى الانهيار الكامل.
فلا فكر سياسيًّا.
ولا فكر اقتصاديًّا.
ولا نهضة ولان يحزنون.. بل إنهم يتبرؤون الآن من النهضة!
ومن ثم أمام هذا الفشل العظيم.. يُدخِلون البلاد فى انفلات عامّ.
فلم يعُد هناك انفلات أمنى فقط.
فهناك انفلات سياسى.. وانفلات اقتصادى.
وهناك فوضى مقصودة من أجل السيطرة باعتبارهم أن السلطة فى يدهم وأنهم ما زالوا أكثر الجماعة والقوى تنظيما وأنهم الأقدر على إسكات القوى الأخرى والدخول معهم فى صفقات «مشبوهة» كما تعودا خلال حكم النظام السابق وخلال أيام الثورة وبعدها.
ومن هنا الخطر الأكبر على البلاد.
فليس لديهم حل سوى الاستعانة بالاستبداد من أجل تحكُّمهم والحفاظ على تمكينهم.
وقد بدأت خطوات الاستبداد مبكرا.. وتطايرت أهداف وقيم الثورة (رغم ادّعاء الإخوان الآن ومن معهم من المنافقين والمؤلفة قلوبهم وانتهازيى كل عصر أنهم ثوار أحرار!).
وتستعيد الجماعة نظام مبارك.. وربما فى شخوصه أيضًا (وانتظروا الأيام القادمة لتروا العجب!).
فعاد زوار الليل ليعتقلوا الثوار الأصليين.
وأصبحت الداخلية تسير على طريقة حبيب العادلى فى خدمة النظام وأهله وعشيرته وتدار من مكتب الإرشاد (وسلم لى على هيكلة الداخلية).
والتعدى على القضاء والقضاة.. وعدم احترام القوانين. وقبل ذلك إصدار دستور مشبوه طائفى دون توافُق عليه وفرضُه بقوة الاستفتاء المزوَّر.
وتحصين مؤسسات وقرارات مسيئة لبناء مجتمع ديمقراطى. وتشجيع قوى التطرف على هدم أى قيم ديمقراطية نادت بها الثورة.
هذا ما يفعله محمد مرسى تنفيذا لتعليمات قياداته.
أما بناء مجتمع ديمقراطى.. فلن يفعل مرسى وجماعته أى شىء.
فليس لدى مرسى ما يفعله من أجل بناء دولة وإنما ما يفعله هو هدم الدولة.
الشعب يريد الخلاص.