بدأت عاماً جديداً من حياتى منذ يومين وأكملت عامى الثالث والثلاثين وأصبح واضحاً لمن يرانى تناثر الشعرات البيض برأسى والتى تجعلنى أتحسس طريقى وأراجع نفسى وأنا أغادر مرحلة الشباب رغماً عنى يوماً بعد يوم.
قدر جيلى أن الناس فى مصر تنتظر منه الكثير. فرح الناس بنا ورفعوا رؤوسهم فخراً بما صنعناه ولكن لم يلبث ذلك طويلاً بعد تعثر الثورة وأصبح الناس ينتظرون منا إصلاح عوجها وتصحيح مسارها وإعادة مصر التى أحبوها أيام الثورة ولكنها لم تظل معهم كما تمنوا.
أعتذر لملايين المصريين الذين رأوا فينا الحلم الجميل الذى حلموا به لهذا الوطن ولكن الحلم لم يتحقق حتى الآن بسبب من أفسدوا الحلم وبسبب أخطائنا كشباب تشتتوا وتراجعوا للخلف سذاجة أو تعففاً أو خوفاً من تصدر المشهد، مما فتح الباب لكثير من العابثين والطامعين والفاشلين فى الجثم على أنفاسنا، وإعادة إنتاج الماضى الذى انتفضنا رغبة فى تفكيكه وخلق مستقبل جديد.
أعترف بأننى واحد من هؤلاء الشباب الذين ثاروا من أجل تغيير حياة الناس إلى الأفضل ولكن حتى الآن لم نستطع أن نغير حياتهم لكننا لم ولن نستسلم فالمعركة طويلة ولا خيار أمامنا سوى أن نكملها، لا أجد غضاضة فى أن أعتذر لكل المصريين الذين وثقوا فىّ وفى جيلى، إننا نخطئ وتضل بوصلتنا أحياناً لأننا جميعاً فى مرحلة التعلم والممارسة التى تصنع النضج، لذا فمن يرى فينا الأمل عليه أن ينصحنا، وأن يدلنا على الطريق إذا ما حدنا، ولن نتكبر أو نستعلى عن التعلم وقبول النصح.
نعمل على أنفسنا لنكمل بناءنا الشخصى ليخرج منا رجال دولة يحكمون مصر خلال سنوات قادمة، فالثورة لن تنجح إلا إذا صنعت تغييراً جذرياً فى الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وهذا لن يصنعه إلا الشباب الذين يملكون القدرة والجرأة على ذلك.
مع بداية عام جديد من عمرى أعاهد الله وأجدد عهدى مع شعبنا العظيم ألا تغيرنى السياسة ودهاليزها وألا أتلون أو أفقد مبادئى. سأظل أمارس السياسة وأنا أؤمن أن معركتنا أخلاقية قبل أن تكون سياسية وأن الإنسان بداخلنا لا يجب أن يموت فإنسانيتنا هى علامة حياة ضمائرنا.
هدفنا من السياسة خدمة الناس ومسح الأسى عن نفوسهم لذا لن يقتصر عملى فى دائرتى الانتخابية فقط بل سأنشط فى كل مكان فى محافظات مصر مع أروع شباب يحملون أملاً وحلماً لهذا الوطن سيغير وجه الحياة ويعيد مصر إلى المصريين.
عزمنا لن ينثنى وهمتنا لن تضعف وحلمنا لن يموت وفى عيوننا دوماً وجوه الشهداء الذين ماتوا من أجل أن تتغير مصر للأفضل. هذا عهدى وقد لا تسعفنى الأقدار لتحقيقه، ولكن إذا جاء أوان الرحيل يوماً فعزائى أننى سأموت على هذا العهد والعمل له والله المستعان.